:الفصل السادس عشر:

3.5K 422 134
                                    

"انحرف يميناً." صدر صوت 'جوجل' من هاتفي للمرة العاشرة لأزفر بخنق و اهدر بعصبيه:"بحق الجحيم يوجد حائط، حااائط!" ضربت على الحائط أمامي و اريته للهاتف.

ضحكت روين الخافته جعلتني التفت له بغضب، نحن عالقان في ذلك الشارع المسدود منذ مدة و سيادة 'جوجل' مصمم على اتخاذ يميناً غير موجوداً!

"لست في حالة تتحمل برودك إن لاحظت."

"اعلم، و ذلك ما يجعل الأمر مسلياً اكثر." نهض عن الحائط الذي كان متكئاً عليه و نظر لي.

"روي-"

"تملكين حلين، إما ان تتبعيني و انتِ صامته." التفت و سار خارج الشارع مردفاً:"أو تصدمين رأسكِ بالحائط حتى تهشميه."

قبضت فكي بغضب."انحرف يميناً." نظرت للهاتف و اغلقته لأدسه في جيب بنطالي الخلفي بعنف ثم التفت لأتبعه.

ما يمنعني عن قتله شيئين: تمثيل الفيلم، و المؤبد.

"و بما انك تعلم الطريق منذ البداية، لما بقيت صامتاً كل ذلك الوقت؟" ابتسم و لم يلتفت لي."اخبرتكِ ان الامر مُسلي. أعني، من يتسنى له فرصة رؤيتك تصرخين في وجه هاتف أخرس؟" نظر لي جانبياً.

"ردة فعل انفعاليه."

"مبالغ فيها، و لكن لا مشكله تعالج مع الوقت." اخذت نفساً عميقاً و صمت. نعم صمت لأنني لن املك سيطرة كليه على الفاظي إن فتحت فمي.

لكن بعد عدة دقائق، بدأ الصمت يقتلني تدريجياً؛ فقط لاحظت انني أسير جانبه بكل إيراحيه رغم ما حدث و رغم انه لم يكن ثملاً. و كأن شيئاً حرفياً لم يحدث، و ربما سهل عليه التظاهر و لكن عليّ؟ مستحيلاً.

لكنني أشك و بشدة انه كان في وعيه. اولاً رائحة الخمر كانت تفوح منه، ثانياً انه لم يذكر تفاصيلاً و ذلك قطعاً ما لم كنت اتوقعه. و لكن على الصعيد الأخر ذلك ليس كافياً، قد أبدو حمقاء.

و ذلك ما قررت فعله حتماً؛ سأجاذف و أبدو كحمقاء إن كنت مخطئه. و الإله المستعان.

"اتعلم روين؟" أخذنا منعطفاً لليسار و التفت لي كإشارة انه يستمع. تجاهلت هاتفي الذي ظل يصدر طنين معلناً وصول رسائل و اخذت نفساً عميقاً. "ذلك القميص الذي كنت ترتديه تلك الليلة كان غبياً جداً. لم أعلم أن ذلك زوقك." ضحكت بخفه و نظرت له و ها هنا رأيتها..

رأيت لمعة التوتر السريعه التي مرت في عينيه و هو يبعد نظره عني، يديه انقبضت داخل بنطاله."لا أذكر امتالك قميصاً 'غبياً'، جميع قمصاني تشبه بعضها."اجابه سطحيه جداً.

"غريبه." هززت كتفاي و عقدت يداي أسفل صدري."كنت تبدو ك..ماذا يسمونه." طقطقت بأصابعي. "نعم، المهرج."

رفع رأسه. "مهرج مثير. فأنا مثير في كل شئ و حتى في ذلك القميص." تجاهلت انه قلدني بنبرة ساخره و ابتسمت بشدة لتيقني من انه كذب صباحاً.

Action | اكشن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن