الفصل التاسع

4.1K 161 11
                                    

الفصل التاسع!
--------------
هل مازال شبح زوج الأم القاسي يسيطر عليها؟
كان يظن أنه استطاع كسب ثقتها وطمأنتها بأنه أبٍ لكريم وليس زوج لأمه.. وهو حقًا لا يعامله سوي بصدق هذا الشعور.. يحبه كثير، يشتاقه حين يغيب عنه ويعود لرؤيته واللعب معه، وأحيانا يتناسى انه ليس ابنه.. يبثه أبوته بكل حب.. وظن أنه محى من داخلها تلك الهواجس.. ولكنه واهم، حسناء مازالت تضعه داخل إطار تلك الصورة الموروثة عن زوج الأم.. ولا يعرف كيف يحطم حدود تلك الافكار ويحررها من تلك المخاوف الزائفة!
_________________________

منذ مغادرة غسان البيت غاضبًا وهي تمكث في غرفتها تبكي حماقتها وظنها السوء، كان يجب عليها الثقة بزوجها الذي لم يخلف ظنها من وقت زواجهما، يعامل كريم بحنان لا تستطع تكذيبه.. لما لا يرتاح بالها تجاهه، لما دائمًا تتوقع منه السوء.. تجاهد لمحو افكارها السلبية ولكن رغمًا عنها تسيطر على عقلها.. وبينما هي غارقة. بتأنيب نفسها، سمعت رنين باب شقتها، فهرولت لتتبين الطارق، عله يكون غسان، لكن وجدته أبيه.. العم حسن الدي هتف ببشاشته المعهودة: ازيك يا مرات ابني يا سكرة!

قالت بابتسامة مصطنعة: الله يسلمك يا بابا حسن، اتفضل حضرتك" لاحظ عيناها الباكية ونبرتها الحزينة ، فهتف بقلق:
مالك يا حسناء.. انتي كنتي بتعيطي ولا أيه يابنتي؟

لم تتمالك نفسها أمام سؤاله، بانفجرت تبكي على صدره، فربت عليها مهدئًا: طب صلي على النبي واهدي كده.. حصل ايه وفين غسان؟
اجابت: غسان خرج زعلان مني! ولسه مجاش!

جذبها للداخل وناولها بعض الماء، وتمتم:

بطلي عياط وفهميني براحة حصل أيه بينكم؟

هدأت قليلا وقصت عليه ما حدث. وعن ندمها الشديد لتسرعها.. فقال العم حسن: طبعا مس محتاج اقول إنك غلطانة، لأنك فعلا معترفة وندمانة، خصوصا إن غسان فعلا بيحب كريم ولو وحش كان زمان ده بقى واضح بمواقف وتصرفات كتير الفترة اللي عدت بينكم يا حسناء.. لكن هعذرك وهقف معاكي واساعدك تصالحي جوزك!

قالت بلهفة: بجد يا بابا؟ طب ازاي ده زعلان اوي؟
ابتسم بمكر: اعملي اللي هقولك عليه ومش هتناموا غير ماصالحين!
______________________
السلام عليكم!

كانت منهكة بعملها على الحاسوب تعد تقارير محاسبية دقيقة توضح من خلالها نسب وقيم الأرباح السنوية الخاصة بالمعرض كما طلب منها مروان!
فأتى أحدهم.. التفت لترد تحيته قائلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..! أي خدمة؟

أجابها الشخص الدي بدا عليه الثراء:
أنا كنت عايز اعمل فاتورة بخصوص سيارة موديل (... ..) اختارته من المعرض برة!
فقالت: تحت أمرك لحظة، اشوف بيانات ومواصفات ولون الموديل اللي اختارته حضرتك و...... ..!

بترت جملتها وهي تحدق في الشخص هاتفة:
أنا شوفتك قبل كده صح؟!
ابتسم بأيماءة هادئة: إنك. تفتكريني رغم إن لقاءنا كان صدفة عابرة ولمدة دقائق معدودة، ده شيء يسعدني.. وواصل بثقة: أنا اللي كنت في النادي أما نسيتي تليفونك ورجعتي تاني اخدتيه! واسمي فارس عبد السلام!
تذكرته فتمتمت برصانة: أيوة افتكرت.. عموما فرصة سعيدة استاذ فارس.. وواقلت بنبرة عملية: هجهز لحضرتك فاتورة، تقدر ترتاح هناك على ما أخلصها..!

الجرم الأكبر " كامل"Donde viven las historias. Descúbrelo ahora