[ الفصل العاشر]

1.3K 85 26
                                    


#زِهراء.
[[الفصل العاشِر]].
" من الأرواح من إذا شملتك جملتك وإذا كفلتك كفت لك وإذا حلَّت بك حلَّتك.".
تنهيدة.

______________

كانت زِهراء مُعظم وقتها شاردِة،هى تِحَب يُوسف ولطالما كِرهت الفتيات اللاتي يحمُون حُوله، إلا هذه -شروق- كانت حِية بالمعنى الصحِيح.

نزِلت زهراء إلى شقة حماتها، لتنُظف وتعدَّ طعام الغداء لهم، ف والدة يُوسف أصبحت تتعب من شُغل البيت كِلهُ، بدأت بالتنظِيف وأحِضرت الطعام، كان حُسام أخِو يُوسف والذي يصغرها بعام واحدِ يقف بجُوار باب المطبخ.

ولأن زهراء لم تكُن منتبه، لم تنتبهِ لـوجودهُ، أقتِرب منها بهدوءِ ليقُول:
- زهراء.
أنتفضت من صِوتهُ ولكِن فيما بعد هدأت لتِقُول بعتاب:
- فِي حد يخض حد كده!
- أنتِ اللي كُنت سرحانِة.
تنهدِت بضيق، فيبدو بأن مكتُوب عليها الضيق في حياتها بوجود يُوسف وعدمهُ، قالت بشرودِ:
- مين شروق دِي؟
عقد حاجِبيه ليتذكِر شروق أخُت زوجة يُوسف الأولى، ليقاطِع شرودِها قائِلاً:
- مالك بتفكِري فيها؟
تنهدِت بحدة:
- الحِيوانة دِخلت شقتنا من غير ماتستأذِن .
- هيَّ طِبعها وحِش علشان كده يُوسف مرضاش يتجُوزها.
- يعني كان صح، يُوسف كان هيتجُوزها.
تركِت أعداد الطعام وزمَّت شفتيها بآسي، لتعاتب نِفسها الكِثير والكِثير من المرات، لعلها كانت تسألهُ عن أمر اللعينة هذهِ.

- أنا مِش فاهم إنتِ مضايقة ليه؟، يُوسف مكنِش بِطقها بِس هُو كان هيجوزها علشان رُقية بِس لما شافك تاني، شَّال المُوضوع من دِماغهُ!.. وقرر يتجِوزك أنتِ.
- على إيه ده هى أحلى مني.
ضِرب جبهتهُ ببلاهة ليقُول لها بإبتسامة:
- مِين قال كده، ده أنتِ أحلى منها بكِتيير.
إبتسمت على إطرائهُ وفجأة شِحب وجِهها حِين لمحت يُوسف خلفهُ، عضت على شفتيها بحرج لتبعد أنظارها عنهُ، قال يُوسف لـ زِهراء بحدِة:
- خَلصي وأطِلعي فُوق بسرعة.
أومأت لهُ مرددة كلمـة"حاضـر" بتُوتر كبير، قال حُسام هامِساً لـ زهراء:
- آسف واللهِ، الله يعينك من عصبيتهُ.
ورحِل تاركِاً إياها تعاتب نِفسها للمِرة الآلف، ملامحهُ المُتجهمة أصابتها بالفزِع والزُعر الشدِيد، بالتأكِيد لن تسلم منهُ، أنتهت من إعداد الطعام وحضرتهُ لوالدة ووالد يُوسف وحُسام، وسارعت هى بالركِض للأعلى ومعها طعام لهما.

وضعت الطعام بالمطِبخ، وخِلعت حجابها بالغُرفة المِعيشة، فركِت فروة شعرها من كِثر القلق الذيِّ بدا يِغم عليها، فتحت الباب الغُرفة لتجدِهُ جالس على السرير، وملامحهُ حادِة، ياويِلك من غضبهُ يـازِهراء!

وقبل أن تفعل شيء وجدِتهُ يسِحبها مِنْ معصمها لتجِلس على قدِميه والغضب قد تملكهُ، هتف بغضبٍ وعصبية:
- إيه الداعي أنك تكلمي حُسام ها؟
إبتلعت رِيقها بقلق من نظراتهُ، وإنتبهَ لثوبها، كان ثُوب بُني اللون وهادِئ، هتف شزراً:
- وإيه اللي خلاكِ تلبسي ده تحت؟!
ألصقها بهِ بشدِة لعلها تستجِيب وتجِيبهُ لتردِف:
- أعمِل إيه، كُنت مضايِقة من اللي أسمها شروق ونِسيت أغير هُدومِي.
وِضعت كِفها الدافيء على وجنتهُ تِقُول بنبرة راجِية:
- بالله عليكَ متزِعلش، مِش هعملها تاني أوعدِك.
- هُو أنتِ شايفة المُوضوع سهل أزاي؟!
- عارِفة أنهُ مينِفعش بِس.
قاطِعها وهُو يُنظر لعينيها:
- متنزِليش غير وأنتِ عارفة أن حُسام مِش موجودِ، أنتِ فاهمة؟!
أومأت لهُ بإستسلام، أبتعدِت عنهُ تلتقطِ أنفاسِها، وتُخرج ملابِس له من الخزَانة ليستحم ويرتدِيهم، ولكِنهُ ألتصق بها من الخِلف قائِلاً بنبرة حانِية:
- أنتِ عارفة أنا بحبِك قد إيه، وبغير عليكِ، فـ علشان كِده أستحملي غِضبي الشدِيد بسبب كدِهَ.
أومأت لهُ بتفهم، لتُقبِّل وجنتهُ مُعطية إياه ملابسهُ قائلة:
- طِيب، يلا علشان منتأخرِيش على ماما.
أخذِ الملابِس ودِخل على الفَورِ لداخِل المِرحاض، أما هى أطعمت رُقية، وأبدِلت ملابِسها، ثُم أنزلتها للأسف لتنام برفقة جدتها، وأما هـى دِخلت غُرفتها وأخِرجِت ملابِس لها، وأبدِلتها، كان ثُوب فضفاض كِشميري اللون، وأرتدِيت خمار أسودِ.

زهـراء |Zahra✅Where stories live. Discover now