[ الفصل الثالث ].

1.2K 83 17
                                    

#زِهراء.

٣_الحُب.

[[الفصل الثالث]].

وأن قُلتُ بإن الهُوى بين وبينك لازال يُرحب بك من جديد.

_____

ظِلت تنظُر إليهِ بتوجُس، كانت المِرة الثانِية التيّ تراه عنْ قُرب، كان قد جِعل لحيتهُ أطُول، عينيه السوداءِ التيِّ أشتاقت لرؤية صاحِبها، إنتبهت لنِفسها من نظراتهُ لها، قال مُبتسماً:
- أزِيك يامدام زهراء؟
هِزت رأسها نافية:
- لِسه آنِسة، ياأسُتاذِ يُوِسف.
شعرت بأن ملامحهُ سعدِت بالحديث، لتنخِفض "زِهراء" لتصل لمستوى "رُقية" وامِسكت كفها وقبِّلت باطِنه قائِلة بمرح:
- هشوفك مِرة تانية ياست البِنات.

قالتها ورِحلت، ولم تلتفت هذهِ المرة، لم تلتفت لتنُظِر إليهِ، كان تشعر بوقوع قلبها، كانت أشتاقت لهُ ولازالت تشتاق.

فكيف بنظرة منهُ أن تروي عطشها الذيِّ دام لسنوات عدِة.

طُوال الطِريق تفُكِر بهِ، ولكنِها قررت الذِهاب لصدِيقتها "رِحمة" لتتأكد منها على هذا الخِبر!، طِرقت باب مِنزل رِحمة، لتنتظر دقائق قليلة وتراها تفتحِ البابِ بإبتسامة سعيدِة، عانِقتها بِقُوة وهيِّ تشدُّ عليها، كِم أشِتَاقِت لها ..

جِلست بالمِقعد المُجاور لها قائِلة بسعادِة بالغة:
- أنا فرحِانة جدًا إنك جيتي بقالي زِمن مِشُفتكِيش!
- مِن ساعة مايُوسف أتجُوزِ!
لمحِت رحمة الحُزن على قِسمات زِهراء، لتمِسك بكفها قائِلة:
- في خبر ليكِ، مِش عارفة انا ليه مِقُولتلكيش بس خُوفت تزعلي .
أكِملت قائِلة بهدُوء وعينيها تنظُر إليها بلمعان:
- مرات يُوسف توفيت من سنتين. عارفة أنا خُوفت أقولكِ تتعبي علشان إنتِ كُنت بتحبيه و ..

- أنا لِسه بحبهُ، لسه بزِعل لما أفتكر اللي فات، أنا شُوفته النهاردِة وشوفت بنتهُ رقية، شبه اوي.

قالتها وعينيها تدِمعان بتعب، كم تمنت لو كانت هى من أنجِبتها، كم تتمنى لو كان بيديها القدُرة لعانِقتهُ، كان قلبها مُشتاقاً لهُ، مُشتاقاً لإبتسامة تُشفي جرح لم يلتئم من الماضي.

 
~~~~~~~~~~

عادِت زهراءِ إلى المنزل على آذان العِصر، لترى والدِتها تُشاهدِ الأذان عبر التلفازِ، جِلست زِهراء أمام والدِتها تقُول بنبرة طِفولية:
- مُمكن تُحضنيني؟
قالتها باعُين رِجاءِ، نِظرت لها رُوفيدة بإبتسامة، لتُعانِقها قائلة:
- بايِن إنك زِعلانة من حاجِة.
نِظرت لها زِهراء بحُزن وأومأت رأسها، قالت وهي تُدِس رأسها بداخِل عناق والدِتها:
- عرفت أن مِرات يُوِسف ماتت.
قالت رُوفيدِة بهدُوء:
- مُمكن كان الخير إنك مَتُبقيش مراته الأولى، علشان ماتمُوتيش.
- مِش ممكن ماكنتش من نِصيبهُ، وأنا كنت من نصيبه وعلشان كده ربنا زِعل طِفلة عندها تلات سنين علشان قدِر .

كَانت زِهراء حِزينة من الدِاخِل، كانت تِشعر بِفُتات قلبها، كانت تشعر بإنها تودِّ أن تبكي أمد الدِهر، حتى وإن كانت زوجته ماتت، هل سيتزوجها أم يتزوج غيرها؟

~~~~~~~

رِن جِرس بداية الحِصة، سارِت زِهراء بين الطُلاب، كان العدد في تزايدُ وهذا ما إنتبهت لهُ لتبتسم بتحِبُّ وهي تكِتب في منتصف السبُور.

- الحُب.
دِرس اليوم عن الحُب، عارفة أفكاركم هتجيب وتودِي أيه يامِيس هنتكلم عن الحُب؟!، أيون احنِا من غير الحُب ولا حاجِة.
أكِملت وهيِّ تسير :
- تيجُوا نلعب لعِبة حِلوة، قُولوا إسم حاجة وأنا هتكلم عن الحب عبرها، زي العيلة مِثلا، العِيلة مِكّونة من شِخصين أساسيين هُما مِنبع الحُبِ والأحترم في العيلة، الابِ والامِ ..
كُل حد فيهم بيحاول يديكم الحُب اللي بتحتاجُوه.

اكِمل بإبتسامة:
- الأمُ تديكُوا الحِنان، وتبقى آذان مصغية لكل حاجة مِضيقاكم، تحاول تدور على حل وسط المشاكل اللي عملتيها، تهتم بصحتكم، الامِ بتفرح لفرحكم وسعادِتكم، وتزعل لعياطكم وممكن كمان تعيط جمبك .. الاب بقى هُو السندِ والضهر اللي لما تتعبي هتلاقيه بيشيلك فُوق راسهُ، علشان كدِه لما واحدِة او واحد أبوهم بيتوفى بيقولوا جملة من قلبهم:
- أنا آه أبويا مات بس انا حاسة أن ضهري اتقطم.

قالت بنبرة حماسية:
- يلا قوله يقولي كلمة وأنا هفسر الحُب عليها
ظِلُ ينظرون لبعضهم لبعض بتساءُل، إلا ان فتاة رفعت كِفها لتُشير إليها ، لتِقُول الفتاة:
- الزِوُجة؟!
أبِتسمت زِهراء بإتِساع قائِلة:
- الزِوجِة، الحُب هُو أنها تستِحمل كُل حاجِة بقلب راضي، تستحِمل تأخُر الزوج بسبب الشُغل، الحُب هو أنها لمِّا تلاقيه تعبان وجايب آخرهُ تِطبطب على ضهرهُ وتريحهُ بإي كِلمة، الزِوجة هى كُل حاجة حِلوة في حياة الرِجل لُو كانت صالحِة، تعِرفُوا أنها ممكن تبقى سبب دِخُوله الجنة!

قال النبي صلي الله عليه وسلم :(( الدُنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)). رواه مسلم.
يعني لو تزوج رجل بامرأة صالحة، فقد ملك الدنيا وفاز بالآخرة وإن تزوج امرأة قليلة الدين فقد خسر سعادة الدنيا والآخرة. .. علشان كده لما حد بيقَول لإبنه اتجوز، يقوله أتجُوز الإنِسانة الطِيبة الواعية بالدِين، يوم ماتُوقع تمِّد أيديها وتقومك.

~~~~~~~~~~~

عادِت "زِهراء" إلى المِنزل لتتفاجأ بوجودِ ضيف مع والدِتها، ضيف لم تتوقع قدومه مرة ثانية.

يُوسف!.

يتبع.

زهـراء |Zahra✅Where stories live. Discover now