|٨|•إنكسار.

1.2K 99 101
                                    


الفَصِل الثامن .

• أعـوذ بكلمات الله التامات من شـر ماخـلق.

-----

سيران الدُنيا على مايُـرام، أمِـراً يُقلقني، ويجعل النوم لايزور مضجعي، الخير ليِّ أصبح كالرياح الهادِئة قبل أن يبدأ الإعصار بمحُو كل ماهُو جميـل ليِّ!

توقفتُ عن خدمة أمُـي في المنزل، وهيِّ لم تعترض أو تشتكيِّ، و'ريـفاءَ' لا ألتقيها لكثرة إنشغالها بالحيـاة، لاأعلم كيف تهتمِ بدراستها هكِذا، وأمي لاتعترض على خُروجها ليلاً ولا حتى سهرها مع رفقاءَ فتيان!، أصبحتُ أخاف الحديث معهن، والإجتناب كان وحده الوسيلة. الأسهل ليِّ.

بينما كُنتُ أسير لخارج الجامِعة، وقفتُ حينما لمحتُ خُفان لرجِل ما، تنقلت عيناي بالتدِرجُ حتى رأيتهُ، توسع بؤبؤ عيناي بصدِمة لـرؤيتهُ، منذ زمن لم ألتقيكَ .. أشتقتُ لعيناكَ يـا يوسف، إبتعدتُ خطوتان من قدميهِ، ليبدأ حديثهُ:

- السلامِ عليكُم ياآنسة زهـراء.

صوتك الناعم والشجي أشتقتُ لهُ، وكيف لي السلام بعد سماعي صوتكَ .. تماسكتُ على نفسي، لأخُفض عيناي عن مرمى بصره قائِلة؛
- وعليكم السلام ياأستاذ يُـوسف.
قهقه بالمُقابل، ليهتز قلبي متجلجلاً بخجل، الإشتياق الذيِّ أكِّنهُ لك يفوق تخيل العاقل، اتعلم كم مرة ناديتُ بإسمك لعلك تنجدني من السقوطِ .. ولكنك لم تكن من المُستمعين لي، أتعلم؟

- البقاء للهِ على روح عمتكِ، أنا كنت نفسي أجي أعزي أبكَر من كده، بس أنا بقيت بشتغل فِي كنت مسافر،  لذلك عرفت متأخِر، بإعتذِر ..

كلماتهُ التيِّ شقت بداخلي نفقاً من الورودِ، هل جاءَ ليتحدث معي من أجل العزاءَ، يالهُ من شخص كريم يترك وقتهُ ليتحدث معي، لا أعلم بماذا أجيبهُ، هل أجيبهُ بأنهُ أول من خَطَرَ على عَقِلي حين برأت روح عمتي لخالقِها. أم بأنهُ لن يهتم بِسماع حديثي ..

- ونعمِة باللهَ ياأستاذ يوسف.
أردتُ الحديث.
ولكن بماذا سأقولهُ لهُ، هل أخِبرهُ بأنهُ أنعش روحي المُحتضرة من الدَفنيِّ، بسماع صوتهُ ولقائهُ، قاطع شرودي حديثهُ:
- آنسِة زهراء ..

كان تلفَظِهُ بها متعلثم القول، ما أمرك يايوسف، لم أعهدك متوتراً أو قلقاً ..
- كُنت عايزة أطلب من حضرتك تتطلبي من والدتك تحدد معاد مناسب أقدر أنا ووالدتي أتقدم ليكِ ..

رمَشتُ عِدِة مرات من هول ماأسمِعهُ، هل قال يوسف الآن بأنه يريد الزواج منـيِّ-بصيغة غير مُباشِرة- أم أذُناي تُخادعاني، رفعت عينـاي لهُ أنِظُر إليهِ، كانت أشِعة الشَمِس تنعكس على هيئتهُ، شعرهُ الأسِود الحالكَ والذيِّ يلمعَ ببريق أجهلهُ، لحيتهُ السوداء التي نمَّت وزادتهُ وسامة وجاذبية، ملابِسهُ المرتبة ورائِحة عِطِرهُ والتيِّ تُداعب أنفيِّ، أومأتُ لهُ:
- حاضر.
كُنت سأبكيِّ، عندما لمحتُ يبتسِم بهدوءٍ ويأذِن بالرحيل، كدتُ أسقط من هول الموقف، أنهُ يوسف، ويوسف أصبح يريد زهراء، بكل عيوبها الطفيفة ، يوسف يريد زهراء أن تكون زوجتهُ ..

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن