| المِرحلة الرابعة|

1.1K 80 5
                                    


_المُقدِمة_

لم تعيّ على نِفسها غير وهيَّ تسقطُ على المِقعد الأقرب لها، تذِرف الدِمع بدُون أن تهدأ، قشعريرة سرت بداخِلها ليهتزِ جسدها علىٰ آثرها..
أغلقت الهاتفَ شاردِة قلبها يآكلها بقسوة.. ها هُو منجيكِ الوحيد تخلى عنك .. ها هُو رِحل وتركتك وأصبح لآخُرىٰ

كانت هواجِسها تزداد بعقلها، كانت كالصُراخ المُدويِّ .. صراخ يعلوُ بقسوة تُدمي آذانها.. أتجهت صُوب غرفتها ترتدِي خِمارها، مِسحت وجهها من الدِموع بقسوة ستذهب وتتأكِد بنفسها..

- لُو مِش مصدقة .. تعالي شارع بيتهُ وهتلاقيهم بيزِفوهُ.

اخبرت أمُها بإن ستذهب لإحدى صدِيقتها .. اخبرتها ولم تدِع لها فُرصة لتستفسر السبب، ولكن ما رأتهُ أمُها وجهها الإحمر، شعرت بالخُوف من بُكائها وَودِّت لو تعلم سببهُ.

كانت تركِض صُوب المُوسيقى العالية، كانت ترتعشِ تنظر للجميع بدموع غزيرة .. شعرتَ بإنها ستسقُط حين رأتهُ!

رأت يُوسف ببدِلة العُرس .. والجميع يبارك لهُ، ولأول مرة ينظُر إليها بترقُب وعينيهِ تُعزيها، شعرت وكأنها بِحُلم ظلت تُردد بصوت خافض:
- بتحلمي يازهراء بتحلمي مستحيل يوسف يعلم بيكِ كده، هو عارف انك بتحبيهِ .. هُو عارف.

ظلت تردد بقلبًا منفطِر، بقلب يرتعش من الدِاخل وينتحبِ، يايُوسف غادِرت .. لماذا؟، لماذا لم تبقَى، لماذا تركت للآلم باب ليدُخل لها، ألم تستطيع الإنتظار أكثر، رحلت وهى تُمنّ نفسها بالذهاب للنوم لعلهُ كابوِس مفزع، ستستيقظ في اليوم التالي وستعلم بإنه حلم .. كانت تردد وتحاول تصديق ماتفوهت بهِ.

رِحلت للمنزل وألتمست كل البرودة، لم تشعر بالدِفيء حتى بعد تشغيل المدِفئة، كانت والدتها تنتظِرها بغُرفتها، وحِين رأتها أرتمت بإحضانها تبكي .. تبكي بحرقة على امل باهت وضعتهُ

بماذا كُنتِ تُظنين نفسك يازهراء، هل يوسف بلحمه ودمه سينُظر اليك يادَميمة، نظرت لوالدتها التي ترافقها بالبكُاء .. لم تستطيع النُطق وكيف تنطق بآلمها المتين ..

يومها عاهدِت نفسها بإنها لن تُدخل أحد لحياتها، أقفلت على قلبها بقفل من حديد .. لن تسمح لنفسها بإن تفتح ماضيها الذي لايخِلُو منهُ..

ويومها علمت بإن يوسف .. كان حُلماً جميلاً إنتهى بكابوِس مفزِع ..

زهـراء |Zahra✅Where stories live. Discover now