١١| فصول السنة.

1.4K 78 10
                                    

أعُاني دائمِاً من تَقلُبات الفصول، مِثل تقلبُ أمي عليِّ، فصل الشتِاء أحيانًا يكُون قارصِ البروظة وأوقات مُحايداً، ولكن أميَّ مع أحوالي باردة، أتذكر أنني كُنت أعاني من زُكام ولايُريد أن ينتهي وكانت 'ريفاء' فيِّ هذه الأثناء لديها أختبارات نهائية؛ حتى تستطيع ان تنتقل للمرحلة العُلية.

ولكن زُكامي كان يقتُلني، ووجهي كان شاحِباً ولكن أمُي لم تنتبه لذلك بل كانت تشعر بالغضب لأنني أوتر ريفاء فنحن بغرفة واحدة، قامت أمي بسحبي من معصمي بقوة يومها، وأجبرتني علي تنظيف القبو، ولكن رفضتُ، وكان ردها صفعي، رفضت لأنني أخشي العتمة والهواء بهِ قوي يمكنهُ أن يُمرضني أكثرِ وحينما ثبتُ على رفضي، إزداد غضبها مني وهذه المرة أكدتتلي كُرهي لها الذيِّ لاحُدود، كيف بر الوالدين وهيَّ لاتُحسن التصرف معي!!

لذلك ومع إصراري الشديد، دفعتني خارج المنزل والجُو معتم والغيوم تظهر بأنها ستمِطُرِ، جلستُ على عتبة المنزل، وقد ضميتُ كِلتا قدماي وانا أنظُر للمارين يحاولون ان يتفادُ البلل وأنا .. أنا فقط جالسة أتُرك العنان للهِ، وأن البلل قد نال من جسدي، وبكائي اختلط مع ماء المطرِ، نظرتُ للسماء وأنا ادعُو

- ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصِلح لي شأني كُله ولاتكِلني إلي نفسي طرفة عين.

اجهشت بالبكُاء وأنا أدعو ولساني لايِردد غير الدعاء، وصدري يضيق من الغصة المتكّونة بحلقي، وانا أدُعو اللهَ، بأن يزيح الهمِّ الذيَّ في حياتي لامَفرِ منهُ.

---

أستيقظتُ من الهواءِ البارد وأحد ينغزِ كتفي الايسر، فتحتُ عيناي بصعوبة وكأن بها غراء يصعب فصلها عنهُ، وجدت انها ريفاء قالت وهيَّ تشدِّ على حقيبة ظهرها.

- إنهضي ونامي بالأعلى.
كدتُ إبتسم لولا كلماتها الأخرى.
-ولا تكّوني مِثل الشحادين!

رحلت ونظرتُ لها بوجهي المُنتفخ من البكاء، وقد تعبت تعابير وجهي ولم تتعب من البكاءَ، نظرت للسماء وهتفتُ.

- لعلهُ خير.


زهـراء |Zahra✅Where stories live. Discover now