- الفصل الثامن -

277 21 47
                                    

قفزت من على الحلبة، وانا ارتجفُ من الأثارة والغضب، العرق يتصببُ مني وانا الهثُ بشدة، وكأن لهيباً من الحماس يسري داخلَ دمائي.
اتباع تراسيا يحدقونَ بي بصدمةٍ، الجميع انسحبَ خطوةٍ الى الخلف بحذرٍ فور ان وقعت قدماي خارج الحلبة.
هل كدتُ ان اقتله قبل قليل؟ لكن كيف حدثَ ذلك!!
انتابني شعوراً غامضاً مضطرباً، هل فقدتُ التحكم على نفسي قبل قليل؟
نظرتُ الى مخالبي وهي تنسحبُ داخلَ اصابع يداي بسلاسةٍ، الأمر وكأنها امتزجت شيئًا فشيئًا بتلك القوة الهادئة والناعمة التي تسللت لداخلي ببطء شديد، ثم ملأتني رويدًا رويدًا، وانا في أشد لحظات ضعفي ويأسي.
سحبتُ نفساً اخر.
نظرتُ الى تراسيا الذي نهضَ من على الأرضِ فوراً، وعيناه المشتدة حمرةً واقعةً على سايمن الذي تدارك الموقف بسرعة، وقام بعجلةٍ بسحبي خارج المكان واضعاً يدهُ خلفَ ظهري، وبيدهِ الأخرى يأمر الجميع بالعودةِ الى التدريب وهم يقومون بتلبيةِ اوامرهِ في نفس الثانية.

قلبي لم يهدئ بعد، شعوراً بالحماسةِ الغامرة سرَ داخلي، شعوراً غريباً بالنصرِ ايضاً.
ابتسامةٍ مشوشة ارتسمت وجهي، لم يلاحظها سايمن لأن عقله كان مشتتاً في مكانٍ اخر، وانا اراقبُ ملامح وجههِ المتغيرة بعدما الذي حصل.

"توقف لحظة"! تذكرتُ شيئاً ما في هذه اللحظة، وارتفعت حاجباي بغرابة !! لم ينتبه لأمري سايمن وهو يواصلُ دفعي الى الأمام للتقدم.
"قلتُ توقف الأن" زمجرتُ بحدة واستدرتُ نحو سايمن الذي اندفع الى الخلف رافعاً يداه الى الاعلى بأستسلام .."لم انتبه اعتذر" اجابني بهدوء.

سحبتُ نفساً "كيفَ علمتَ بأن مخالبي تحوي سماً...كيف عملتَ هذا وانا نفسي لم اكن اعلمُ بهذا الأمر؟". حدقتُ اليه بعدم ثقة عاقدةٍ حاجباي، بأنتضارهِ ليجيب على سؤالي هذا.
رمشَ بعيناهُ عدة مرات وهو لم يكن يتوقعُ سؤالي هذا!
ادار وجههُ الى اليمين بأرتباك بعيداً عن عيناي، ثم اقترب مني وقال:
"أخبرني احدهم بهذا".

"من؟" زمجرتُ مجدداً بأستغرابٍ شديد !!
"سوف تغضبي مني" امال رأسهُ الى الأسفل وقام بفركِ شعره بيده.
"وهل تتوقع مني ان اصفقُ لك؟". اقتربت منه مجدداً واضعةً يدي على فكهِ السفلي، رفعتُ رأسه نحوي ثم وضعتُ عيناي بعيناه بحدة "اجبني الأن".

صكَ على اسنانهِ "نحن..نحن البريداتورس نمتلك جواسيس في كل مكان.." ادار وجهه من عني لأقوم بأدارتهِ نحوي مجدداً "اكمل؟".
"و نعلم كل شيء بشأنك، نعلم بأنكِ اصبحتي ملكاً لأولاد الألهة الملعونين ولعبةً بيدهم". شعوراً من الحقد سارَ في داخلي فورَ ان نطقَ بهذا الأمر.

ابتسم بسخرية ثم اكمل وهو يحدق بثقةٍ نحوي ويكمل كلامهُ "الجميع يبحث عنكِ الأن، ألا تعلمين؟؟ فعلتي خيراً عندما هربتي من ذلك المكان، اولئك الهجائن ملعونين، ويلعنون اي شيء يلمسونه، منطقتهم محرمة من كل الكائنات، الجميعُ يهابهم وحتى السماء نفسها قد طردتهم من رحمتها..لأن تدميرَ كل شيء هو افضلُ خيار بالنسبة لهم".

Sons of the gods | أولاد الألهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن