- الفصل السادس -

384 31 135
                                    

تحاشيتُ النظر اليه، لم استطع مواجهة مافعلت بحقهِ ذلك اليوم..كيف ابرر له مافعلت؟

وقف خلفي مطولاً، وهو ينتظر مني جواباً، لكنني فضلت الصمت مجدداً، اراهن بأنه سمع دقات قلبي وهي تصرخ داخلي.

"هلا تحدثتِ معي؟" اقترب خلفي بهدوء، كانت تبعدني عنه بضعة انشاتٍ وحسب.
احسستِ بنفسه الثقيل قربي، شعرت وكأنني اغرق مجدداً.

"‏تنظر إلى روحي الكئيبة و عبُوس وجهي وعقدة حاجبي الدائمه ولا تهرب كيف لك هذا؟" خاطبتهُ بهدوء.

‏"في كل مرۃٍ أحاولُ فيها إمساكك، اجدكِ قد اتقنتِ الهروبَ من بين يدي، لستُ انا الذي يحاول الهروب هنا، هل بإمكانك البقاء لوقت أطول من أجلي؟"
خاطبني بنبرةٍ ثقيلة جداً شعرت فيها بأنني اختنق.

املتُ رأسي الى الأسفل بأرتباك "كيف علمتَ بأنني راحلة؟"

"اعتقد بأنني شعرتُ بذلك منذ البداية". اجابني ببرود.
استدرت لأنظر اليه، كان جميلاً جداً، احببت طريقته في ترك خصلات شعره الرائعة التي تقلق هدوئي مبعثرة دائماً، أُحببت لون يديّه وخطوطها، أُحببت رائحة عطره، وعيناه البريئة التي تبعث في نشوة رهيبة وخطيرة، والكمّ الهائل من الرموش الذي يُحيط بها كل شيء فيه كان جميلاً، وصعب المقاومة.

"أنا اسفة" نظرت الى داخل عيناه بأسى، لكنه كان محقاً انا قررتُ الرحيل مسبقاً.

حدق الي مطولاً، أراد أن يتكلم، أن يقول المزيد، أن يشرح، لكنه لم يستطع الاستمرار، وهذا قد اصابني بالأرتباك من نظراته الحادة وهي تتفحصني"أظن أن الأمر أثقل من أن يُحل بإعتذار"
ثم ابتعد من عني وخرج من الغرفة.

"هذا سوف يكون صعباً". تمتمتُ بهدوء وانا التقطُ انفاسي التي سرقها برحيله.
لكن في الحقيقة، انا لا انتمي الى هنا، يكفيني بأني تحولتُ بشكلٍ كامل لذلك الشخص الذي لا أعرفه ولا أستطيع تمييزه، بدا الأمر غريب بشكل مريع وغير مقبول،كان هذا مبرراً كافياً لأرحل.

احتاج الی فسحة بعيداً عن هذه الغرفه، خرجتُ من غرفتي وبدأت السير داخل اروقة القصر الضخمة، التوابع جميعهم ينظرون لي بدهشة واستغراب، وابتسامة منافقة ترتسم اوجههم نحوي،
"ابنة البحر" هذا ماكان يتردد على السنتهم..
شُعور مشوش جديد مَليئ بألغاز يصعب حلها، ضياع في متاهات غريبة لا تستطيعون تخيلها، غير قادرة على تقبل نفسي الجديدة بعد.

اردت البحث عن نيڤما، احتاج هروباً مؤقتاً عن هنا.
سوف اجرب شيئاً جديداً هذه المرة.
اغلقت عيناي وحواسي كلها، ركزت على حاسة الشم لدي، سحبتُ نفساً عميقاً.
ها هو نيڤما رائحته المميزة عبقت امامي، ورائحة دخان سجائره التي يقوم بتدخينها، انهُ خارج القصر.

تتبعتُ رائحتهِ خارجاً، بدأت الرائحة تزداد تدريجياً، وشعرت بحرارة جسده الساخنة، وكأنه واقفٌ امامي.

Sons of the gods | أولاد الألهةWhere stories live. Discover now