- الفصل الخامس -

405 38 142
                                    

"كيف لم يسمعهم احداً منكم؟"
"وماذا عن المكلفينَ بحراسةِ المكان؟"
"كيف لقطيع تافهٍ مثلهم ان يخترقَ قصري؟"
صوت صراخ ڤرونتي يملأ المكان، وهو يتجادلُ مع قادۃ اتباعهِ داخل مكتبه في القصر.

"ڤرونتي، لقد استعانوا بساحرةٍ ما، انها تعويذة حماية من نوع قوي جداً، لم اسمع صدى صوتهم داخل القصر ابداً" ايڤار مخاطباً ڤرونتي.

"ايڤار وڤالار انتما سوف تتوليان قيادة الحراسة اليوم، وألثيا سوف تكونُ مع انستازيا اريدُ حراسةٍ مكثفة على المكان، اليوم هو يوم المراسيم، لا اريد اي خطأ من احدهم"

بدا ڤرونتي غاضباً وبارداً في نفس الوقت.
تجاهلَ وجودي، وتحاشى النظر الي قدر الأمكان.
برود كالثلج، هذا كل ماستطعتَ فعلهِ؟ حسناً برودك يقتلني وإن لم يكن بروداً فما هو اذاً؟ أينَ انت؟ انني اموتُ ببطء، اخرج عليك اللعنة!

التوتر منتشراً في المكان، القصر كان مشتتاً والجميعُ في حالة تأهب، ارتابني شعور مريبٌ حيال الأمر.
‏لَمْ أستطِع فِعل شيء، كان الأمر هائِلًا وغير مَفهوم، أشعُر بأنني مُخَدَّرۃ، و مَسلوبة تمامًا، ولا رغبة لي بالنُهوض أو النوم أو الحركة، أُفَكِّر فَقط .أعلم أن هذا الوقت سيمر لكنه يمر بطيئًا، يمر بكامل ثقله علي قلبي ويسرق مني الكثير.

لم ارى نيڤما طوال اليوم، لا اظنهُ مرتاحٍ للأمر ايضاً، بعد كل شيء هو كان معارضاً للموضوع.
اخبرني بأنني لن انجو..هل سيكونُ الأمر مؤلماً؟
سوف تبدأ المراسيم بعد كسوف قمر الليلة، والشمس الأن على وشكِ المغيب..سوفَ امتلك الفرصة للعثور على اخي.

كان البرود يسيطر علَي ‏لم أصرخ لم أبكِ. ولم أضرب الجدران. ولم أحطم كل شيء حولي. لم اتقيأ ولم يُغمَ علي. وحتى لم أشعر بقلبي يخفق ولا بوعكةٍ تحدث.
جلستُ رغم كل شيء على السرير، وبقيتُ على هذه الحال.

طرقَ احدهم الباب "تفضل" دخلَ نيڤما.
لا يبدو بخير، انني افضلُ حالاً منه.."عيناكَ تبدو على غير العادة، وجهك قلق وصوتك كئيب، ما الشيء الذي تحاول إخفاءه؟" سألتهُ بهدوء.
"هل ستقومينَ بهذا حقاً!" اجابني بنبرةٍ مضطربة.
ابعدتُ نظري عنه وحدقتُ الى غروب الشمس عبر نافذة الغرفة.
"نعم سوف افعلها"
شعرتُ بهالة الغضبِ خاصتهُ تزداد خلفي.
"انستازيا..سوف يكون الأمر مؤلماً وانا لا اقصد المراسيم" اكمل بحدةٍ "سوف تصبحينَ خالدة، سوف تخسرين جميع من حولكِ، سوف تكتسبينَ اعداءاً جدد" ثم اشاح وجهه من عني واكمل بهدوء
"أنا لا يهونُ عليَّ أن تُعاني ذلك".

ظهره المتصلب كان مواجها لي، ورقبته قد اصبحت حمراء من شدة الغضب"هذا كان مقدرً لي من البداية" اجبتهُ بهدوء.
"لديكِ الخيار انستازيا، تستطعينَ البقاء هكذا" اجابني بحدۃٍ.

"لا اريدُ ان ابقى ضعيفة نيڤما، سأفعلها لقد اتخذت قراري مسبقا" تحدثت بعناد.

"اللعنة" زمجر بحدةٍ وسمعتُ صوت الباب ينصفعُ خلفي.

Sons of the gods | أولاد الألهةWhere stories live. Discover now