مضت القرون،ومازالوا يعبثونَ في الارض.
مقتنعينَ بأنهم من السماء وأنَ الارضَ للفانين.
لقد لعنتهم "المويرات" الهةُ القدر الثلاث،وفصلت بينهم وبينَ الالهة في السماء وانزلتهم من على جبل الاولمبيوس العظيم الى الارض.
وبالرغمِ من انهم الاقوى والاخطر هنا الا...
دامَ الصمتُ بينهما. نيڤما بدا هادئاً، لكنني اكادُ اقسم بأنني رأيتُ هالةً من الغضبِ والشرّ والقوة تحيطُ به. وڤرونتي لم يبدوا سعيداً برؤيتهِ اطلاقاً. "متى تتوقف عن ممارسة هذه اللعبة ڤرونتي؟" امال نيڤما رأسه الى الجانب، ونظر الى ڤرونتي بملامحٍ خالية.
"لا تتدخل، هذه اللعبة تخصني وحدي." اجابهُ ڤرونتي بنبرةٍ جافة ومضطربة.
"كنت سوف ترتكبُ مذبحةٍ هنا، لولا تدخلي هذا" قالها بأستهزاء مشيراً نحوي، وهو ينظر لي بشفقة، شعرت به وهو يستصغرني عندها،كرهت حقيقة انني كنت سوف اقتل على يد ڤرونتي لولا مجيئه.
اقترب ڤرونتي فجأة واصبح مواجهاً لنيڤما في تحدي، عدا ان الاخير لم ترمش لهُ عين. همس ڤرونتي في وجههِ،"لقد كنتُ اتسلى بها قليلاً."
ملامح الذهول ارتسمت على وجه نيڤما، غمز في وجه ڤرونتي بأستمتاع قائلاً "الجميع يعلم عنها الان ڤرونتي، لا اعتقد انك سوف تتسلى بها كثيراً."
وفجأة اصبحَ نيڤما امامي، توسعت عيناه بحماسٍ مفاجئ، قام بحملي بجرأة، ووضع يديهِ اسفل ظهري بخفة "تشبثي بي جيداً" هامساً لي ،ثم هرب بي بعيداً.
حملني لمسافةٍ بعيدة. استغرقَ فيها بضعة ثواني، لم اشعر فيها بشيء، عدا يداه التي احاطت جسدي.
لقد كان مختلفاً عن ڤرونتي، شعرهُ اسود داكن اللون، وعيناهُ خضراء فاتحة، ولديه بضعة شاماتٍ على خده الايسر، كان جسده دافئاً جداً، وكان يمتلك ملامح غريبة،تلك الملامح التي يستحيل أن تجدها بشخص اخر، وحمل اجمل رائحة مميزة قد مرت علي في حياتي.
انزلني بهدوء قرب جذعِ شجرةٍ كبيرة ممددة على الارض، لقد كنا داخل الغابة نفسها، بعيداً عن ڤرونتي.
