الفصل السابع والأربعون • «لحظة بلحظة»

42 1 0
                                    

Back to life - Zayn

أتمنى لكم قراءة مميزة 🌍
_____________________________

|الراوي|

لم يكن مقدراً لأرواحنا الراحة منذ البداية صُنعنا بهدف تحقيق الغاية والمبدأ ثم الرحيل عن تلك الأرض كالسراب كما لم نكن سابقاً، حتى أذا كنت ذكياً كفاية بجعل العديد يستذكرون روحك الطيبة او اختراعك المبتكر في نهاية المطاف انت رحلت عنا.. عنهم.. وعن تلك الأرض.

تنفست الصعداء تناولت حقيبتها وخرجت من ذلك المشفى بهدوء تام، رحلت وكأنها لم تكن من دون علم أحدهم من دون علمه حتى.. جلست في تلك الباحة تنظر للطيور المهاجرة إلى الجنوب فأصبح فصل الشتاء على الأبواب يقرع أبواب مواطنين تلك المدينة الصغيرة يخبرهم بقدومه عن طريق تلك الغيوم التي حجبت معظم أشعة الشمس جاعلةً المكان كئيب بشدة كظلمة روح بطلنا الذي أدمن على سجائره الرخيصة في الآونة الأخيرة فلم يجد له رفيقاً يمتص إرهاقه و توتره سواها، كما هو الحال لصاحب التوتر صاحب الستارة المخملية المكشوفة حاملاً ثلاث بطاقات وهي الأخيرة املاً نشر مفعولها الفتاك صاحب النهاية المرضية لغليله أو النهاية القاضية على حياته وحياتهم بأنٍ واحد كالبقع السوداء التي تشبعت بسوادها اسفل جفون ذلك الحليم الحاقد حاملاً نار الحقد يريد إنهاء ما بدأه السفهاء على روح تؤامه يريد الحق وإنهاء حالة تلك الرذيلة!

بعد شهر ونصف:
-

تشق خيوط الشمس طريقها من تلك النافذة المتسخة بالغبار نتيجة إهمالها وصولاً إلى وجه تلك النائمة، نهضت عن سريرها وما زالت غبار النعاس على جفونها الضيقة بدلت ملابسها وبدأت بتناول فطورها البسيط وهي تقرأ تلك الأوراق التي حوت كل ما فاتها من المحاضرات والندوات المختلفة والمهمة أكملت فطورها حتى سمعت صوت طرق قوياً على الباب حتى ظنت انه سيُكسر بسبب تلك الفعلة! نهضت على مضض تريد معرفة ما هو ذلك الشخص ناقص العقل الذي يطرق أبواب منازل الآخرين بتلك الطريقة الهمجية! فتحت الباب على عجلة حتى يظهر  بأن ناقص العقل أو بالأحرى -ناقصة العقل- هي ستيلا تغدو ابتسامة واسعة على ثغرها كالزهرة المُزهرة، أمسكت يد إلين بِهدوء سامحة لنفسها بالدخول ثم جلست على الأريكة بهدوء لاقطةً أنفاسها استغربت إلين من موعد قدومها في تلك الساعة نظرت لساعة معصمها المشيرة للساعة العاشرة صباحاً نظرت إلين لستيلا بإبتسامة هادئة مشيرة لتبدأ حديثها أغمضت ستيلا عينيها بهدوء ثم اقتربت من إلين بريبة وهمست: "الخامس والعشرين من يناير هو صوت اجراس الكنيسة" ضحكت إلين من نبرتها الشبيهة بالأفلام المكسيكية وقالت: ما بكِ؟ لِما الخامس والعشرين الاجراس تطرق كل يوم ابتسمت ستيلا وصرخت بعلو: آه، سوف أرتدي فستان الزفاف الذي لطالما حلمت به اختفت ابتسامة إلين فجاءة ثم نظرت لستيلا بعينين جاحظة ثم صرخت هي الأخرى من الفرحة العامرة وبدأت ترقص رقصة النصر خاصتها قدم الي اليمين وقدم الي اليسار استدارة كاملة حول ستيلا بدأت عيني الفتاتين تذرف دموع الفرح الذي لطالما افتقدتها إلين، أنهت يومها بترتيب محاضراتها لنهار غد وضبت غرف المنزل المهملة ثم جلست تشاهد التلفاز بملل ككل ليلة حتى قاطعها دخول آدم المنزل بوجهٍ مُرهق نظرت إلين له بطيبة ثم اقتربت منه وعانقته وقالت: لِمَ تأخرت؟ لا تنسى محاضرة الساعة الثامنة غداً نظر لها بعينين ضيقة مكافحاً النعس ثم قال: اعتذر كنت مع بعض الأصدقاء سأذهب للنوم لا تنسي إيقاظي صباح غد ثم أغلق باب غرفته بهدوء وها هي تعود لدوامة الملل بدأت بتغيير قناة خلف الأخرى حتى شاهدت ذلك الوجه المألوف وهو يبتسم أمام الكاميرات المضيئة قابضاً على خصر تلك الحسناء صاحبة الشعر الأشقر شعرت بكيانها يهتز للحظة ولم تكن على مقدرة بأن تتوقف عن سماع المذيع وهو يتحدث عن تلك العلاقة الجميلة التي تربط بهؤلاء اليافعين أمسكت بهاتفها وفتحت الكاميرا للحظة لتنظر لوجهها اغلقته على مضض ثم تابعت حديث المذيع مرة أخرى، انسابت دموعها بلا تركيز منها استلقت على الأريكة تفرك تلك الدموع عن وجهها حتى غفت دون أن تدرك ذلك.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 02, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

|| Broken Heart || Where stories live. Discover now