ضياع العشق

الفصل الثاني عشر

  - قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبةُ .. وخُرافةٌ .. وخَيَالُ
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا ان الوصول محال
هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ
وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلالُ..

أستمع علي وملك إلى أكثر قسم في القصيدة يعجبهم في هيام. يداه تزيد من ضغطها على خصرها  والأخرى تحيط بكتفيها.

  - لا تجرحي التمثال في إحساسهِ
فلكم بكى في صمته .. تمثالُ
قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلالُ
إني أُحِبُّكِ من خلال كآبتي
وجهاً كوجه الله ليس يطالُ
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ ..

انتهت الأغنية ليسحب علي ملاكه إلى الأريكة التي خصصت من أجلهم. وأقتربت حينها زمن وهناء منهما وفي عينيهما دموع مكبوتة لاحظها ملك وعلي.

- بتعيطوا ليه بس؟
- دي دموع الفرحة يا بني.
كان ذلك جواب زمن أما هناء فهي كانت تناظر ولدها وفي عينيها كلام لا تنطقهُ شفتيها.

- مالك يا أمي، فيكِ حاجة. أنتي تعبتي ولا أيه يا ست الكُل؟

- لا حبيبي أنا بس بحمد ربنا أنو كتبلي أشوفك عريس قبل ما يأخذ أمانته.

- ربنا يخليكِ لينا يا أمي ويطول في عمرك. أيه لازمة الكلام دا بس.

- معلش يا علي يا بني أنته عارف مش هاين عليه أفارق أبني، دا قلب الأم يا علي.

قام علي من مكانه وقبلَ رأس أمه وخالته زمن. وعاد الى ملاكه بعد أن باركن له ولملك.

- يعجبني فيك أحترامك لوالدتك أوي يا علي. ما تعرفش أنته كبرت في عيني قد أيه دلوقتي.

- طول عمري حنينْ بس في ناس ما عندهاش ضمير وسابتني أتنيل هنا لوحدي.

كان ذلك رد علي الممازح لها.
- علي أنا بتكلم بجد. أنا كنت بفكر دام أنه عيد الأم قرب كدا، عايزة أعمل حفلة لأمهات العائلة ونكون كدا فرحنا قلوبهن شوية أيه رأيك؟
- رأي أن حبيبتي بتفكر بالناس أكتر ما بتفكر فيا.
- أيه دا ، دي غيرة دي ولا أيه يا علي؟ يا خبر هيه وصلت أنك تغير حتى من نسوان العيلة.

- سبق وقولتلك أني بغير حتى من الهوى الي بيعدي من وشك. مش كفاية أني رضيت تطلعي بالشكل دا قدام عيون النسوان دي الي ما بترحمش.

- أيه فكرك هيضربوني عين مثلاً ؟
- جايز جداً. سيبينا دلوقتي من الكلام دا. وتعالي أقولك حاجة.
شاور لها علي بيديه أن تقترب لكي يهمس لها في أذنها شيئاً.
فأقتربت ملك حينها منه حتى أصبحت أذنها قريبة منه.