زفر بضيق وحدث نفسه :
- وانت مالك ما تتجوز ولا انت كنت فاكر انها هتفضل بنت صغيرة و مش مسؤولة و محدش يستحملها و بعدين انت بتحب ورد بس قلبك و عقلك ملك لورد و مفيش واحدة هتشغل بالك غيرها.

_______________________

اما هي فبمجرد ابتعادها عنه وضعت يدها على قلبها مغمظة عيناها تتنفس بعمق كأنها كانت تركض في احدى السباقات.... رؤيتها له اليوم ذكرتها بماضيها معه و المواقف التي جمعتهما معا يالله كم هو متعب شعور الحب من طرف واحد و كم تؤذي الذكريات التي لا تقودنا الى للتهلكة.

ابتسمت بحزن و هي تتذكر كلامه " الشكل واللبس حتى طريقة كلامك اتغيرت بقيتي تتكلمي بهدوء كده و بقيتي تلبسي فساتين بدل البناطيل حتى وشك رغم انه لسه طفولي بس عليه ملامح النضوج...... هههه بس طبيعتك متغيرتش غرورك و كبرياءك و نظرة التمرد اللي في عينيكي لسه موجودة.... " ، كيف يعلم بأن طريقتها في التصرف و اللباس تغيرت لكن حبها الفاشل له لم يتغير كانت تعتقد انها نسته لكنها ادركت انه لم يغب عن بالها ولا لحظة . نظرت ليدها اليسرى و حدثت نفسها بصوت منخفض :
- النهارده عرفت الوجع اللي انت بتعاني منه كنت مستغربة ازاي في واحد بيفضل يفتكر حبيبته و متعلق بذكرياتهم سوا و مينساهش مهما عدى الوقت انا جربت الشعور ده و فعلا بيوجع صعب انك تنسى حد كان فيوم من الايام النفس اللي بتتنفسه ، تنهدت بحرارة و اكملت طريقها و بعد وقت قصير وصلت لاحدى العمارات صعدت للطابق الثاني و رنت الجرس ليفتح الباب.

نظر لها و قال بنعاس :
- انتي اتأخرتي ليه.

دفعته بخفة ودلفت وهي تقول بملل :
- كنت بعدل دبلة خطيبة حضرتك يا اخي العزيز بعد ما قالت انها كبيرة على صباعها و اهي على قياسها بالضبط يا محمود.

ابتسم بسعادة و سحب الدبلة من بنصرها وهو يقول بلهفة :
- الله حلو اوي شكرا يا سوسو تعبتك معايا.

سارة بحنان :
- تعبك راحة يا حبيبي . امك فين.

تجهمت ملامحه و قال بحزن :
- في الاوضة قاعدة لوحدها زي العادة ومش راضية تكلم حد....بعد ما بابا طلقها و رجعها بفضلك لانك زنيتي عليه بقت هادية و ممتنة ليكي فاكرة لما اعتذرت منك على تصرفاتها و بابا كمان اعتذر منك كنت فاكر اننا هنعيش في سعادة من غير زعل بس للاسف بابا مات بعد شهور و رجع الحزن تاني.

هزت رأسها و مقتطفات سريعة من الماضي تعود لها تذكرت عندما غادرت منزل جاسر وكم كانت مكسورة و اعترفت لشقيقها ووالدها بأنهم لم تكن متزوجة مثلما ادعى الاخر و عكس ظنونها تفهم والدها الأمر...تذكرت عندما عادت زوحة والدها و اعتذرت عما بدر منها من قبل و كيف خيم الحزن على المنزل بعد وفاة والدها و انتقلوا للعيش في شقة ميسورة الحال و تحسنت الاوضاع نوعا ما و تناست ما حصل في الماضي و اليوم عندما رأت جاسر ارادت استفزازه و الاثبات له بأنها مثل اي فتاة طبيعية تحب و تتزوج لذلك نقلت الدبلة لاصبعها دون ان ينتبه و أرته اياها....

العشق الاسودOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz