الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

وفي وسط هذا السكون والصمت استمع علي إلى صوت دقات قلبه وخفقات قلبها المضطربة وكأنها تشعر بقربه حتى وهي في غيبوبتها. شعر علي بالفرحة من هذا الأنجاز وهو يرى أصابعها تشتد ظغطها على يده. وكأنها لا تريد بعده أيضاً .

- مش هروح لأي مكان تاني يا ملك بس أنتي فوقي بقى ووريني جنانك على اصوله.

***********************
وفي عالمها كانت ملك تركض بين حقول الورد بفستانها الأصفر لتشعر وكأنها في موسم الصيف. أخذت قدماها تركض وكأن لا نهاية لهذا الحقل.

وفي وسط ضحكاتها وغنائها سمعت ملك صوت من بعيد يرتجي منها الأستيقاظ. صوت لم تنسى ملك طول حياتها نبرته.
فتوقفت عن الجري. واستمعت إلى صوته بكل احاسيسها .

- يلا يا ملك قومي كدة بالسلامة و شدي حيلك، عشان خاطري .

ابتسمت رغماً عنها وهي تظن ان هذا حلماً اخر لا اكثر . ورغم ذلك ارادت ان تتجاوب مع هذا الصوت الذي افتقدته بشدة.فهي ظنت انه مات في حادث سيارته.

وبعد تنهيدة كبيرة منها شعرت ملك بيده تقبض على أصابع يدها الناعمة وكأنهُ لا يريد إفلاتها.

الأن فقط هي تريد الاستيقاظ. تريد وتريد ولكن دون فائدة فهي لا تعلم كيف تخرج من دوامة الأحلام والكوابيس التي تراودها.

حينها سمعت في نبرة صوته الرجاء واليأس معاً وكأن هناك شئ اخر يخشا ان يفرقه عنها غير غيبوبتها .
لم تشعر ملك بالحركة التي اصدرتها لا إرادياً وهي تمسك بأصابع يده بيد ترتجف وبرودة صاعقة.

- هعملك اللي أنتي عيزاه يا ملك بس أنتي فوقي يا حبيبتي أنا هنا جنبك وما فيش حاجة هتفرقني عنك يا ملاكي.

ابتسمت ملك حينما سمعت اللقب الذي يطلقهُ علي لها من الصغر. رغم حنقها وسخطها من هذا اللقب الأ انها افتقدت هذا اللقب من صوته هوه.

وعندما سمعت ملك جملتهُ الأخيرة ضحكت وغردت معها الطيور والعصافير التي تحيطها من كل جانب.

- مش هروح لأي مكان تاني يا ملك. بس أنتي فوقي بقا ووريني جنانك على اصوله.

شعرت ملك الأن بوجوده وهي ايقنت انه حقاً موجود انها ستستيقظ ولكن الصبر والعافية من الله هو كل ما تسألهُ.
************************

وفي الخارج جلس توفيق وزوجته على الكراسي في الكافيترايا وجلس ادهم في الكرسي المقابل لهم.
وأردف قائلاً :
- هوه حصل ايه بالضبط اللي يخلي حالة ملك تتدهور بالشكل ده
- والله يا خويه ما أنا عارفة. البنت من يوم ما رفضت علي وهيه مكسورة يا حبة عيني. لا أكلها صح ولا نومها صح.
كل همها دراستها. ولما كملت اصرت ان احنا نرجع لمصر تاني.وسابت وراها زمايلها عشان ترجع. وأحنا ما صدقنا انه أدي الفرصة اللي هتغير من نفسيتها شويه.
بس أديك شايف يا ادهم وصلت حالتها لفين.
قالت زمن بحرقة ولوعة على حال ابنتها
- ربنا يصبرنا في المحنة دي ويقويها ويرجعها ليا قادر يا كريم.

- ونعم بالله، اتكلوا على ربنا يا جماعة. وان شاء الله كل خير هيحصل.

تنهد توفيق وهو يتذكر كلمات الدكتور
" بنتك لازم تعمل العملية قريب اوي عشان حالتها ما تتدهورش زيادة.

- دا الدكتور بيقول ان حالتها هتدهور لو ما عملناش العملية يا ادهم.
هز ادهم رأسهُ متفهماً حالة أخيه
وقال
- اعرف يا توفيق أني هنا موجود جنبك وهساعدك في كل حاجة انتة محتاجها.وأني ظهرك وسندك.

فقام توفيق من على كرسيه بعد سماع كلمات أخيه التي حطت على فؤاده وكأنها كلمات أغنية شجية.
وأحاط اخاه بعناق يبث الحنان والراحة لكليهما وهمس في اذن أخيه قائلاً
- ما أتحرمش منك يا ادهم
فقالت زمن وهي تمسح عيناها التي أدمعت نتيجة لما رأت من الأخوين:
- يلا بينا نرجع أنا عايزة اطمن على ملك.
وعندما عادوا إدراجهم وجدوا علي على نفس حالته ممسك بيد ملك وكأنها انفاسه وعيناه مركزة على ملامح وجهها
وعندما شعر علي بوجودهم احس بتوتر وقال
- عمي ممكن اطلب منك طلب
- قول يا بني
- أنا عايز أفضل اليوم جنب ملك وأنتة وخالتي ممكن ترجعوا البيت تريحو شوية وترجعوا بكرة الصبح.
- طب وانتة يا علي دا انتة جروحك وكسر رجلك لسا بيحتاج اهتمام.
- ما تقلقش أنا حليت الموضوع مع الممرضة. وهي قالت انها هتجيب سرير تاني في الغرفة دي عشاني .
- ما شي يا علي ربنا يديك على آد نيتك يا بني.

ابتسم علي واقترب بكرسيه من عمه واحتضنه بحب وقال
- اعرف يا عمي أني هفديها بقلبي لو دا اللي هيرجعها تاني.
أنا مش عايز من الدنيا دي غير انو ملك تكون بخير

اطمئن قلب توفيق على ابنته مع علي فهو يعلم ان علي سيهتم بملك كما يهتم الشخص لروحه

وبعد مغادرة والده الذي وعد علي بعودته في الصباح الباكر وعائلة عمه.
عاد علي يحرك كرسيه إلى مكان ملاكه الذي ترتسم على ملامحها ابتسامة هادئة. فأبتسم علي وقال في سره
حتى وأنتي نايمة الأبتسامة ما بتفارقش وشك

انتبه علي إلى خصلات شعرها الكستنائية التي فرت هاربة من مخبأها لتعلن وجودها أمام أنظار العاشق. فأمتدت أنامله لكي تخفي جمال الملاك عنه.
وسرح في بحر عشقها ليغرق بالنهاية معلناً انه اصبح متيماً بكل ما هو ملك.
ألقى علي نظرةً أخرى صوبها قبل ان يصيبه النعاس فوضع رأسهُ على حافة السرير وغفى وراح يسير في عالم احلامه الخاص.

*******************************

ستووووووب

كيف كان البارت
رأيكم بالكومنت
شنو راح يصير وية ملك وعلي؟
انتظروا الأحداث القادمة
تحياتي الكاتبة:
كوثر الأسدي

ضياع العشقWhere stories live. Discover now