الفصل الرابع والعشرون

14.4K 261 44
                                    

اتسعت حدقيته على وسعهم قائلاً : بتقولي إيه ؟ 

- بقولك طلقني يازياد
- فى إيه ياشمس إنتي فاهمه بتقولي إيه ؟!
- اااه يازياد فاهمه عشان كدا بقولك طلقني
- ليه ياشمس ،طيب أنا غلطت معاكي فى حاجه ؟!
- لا انت ملكش ذنب
- طيب فى إيه وعاوزه تتطلقي ليه ،هو لعب عيال
شردت شمس بذهنها لما حدث
- أما أنا نازله هقضي حاجه كدا فى السريع
- قلتي لزياد طيب
- لا لما يجي هقوله ،وبعدين مش هتأخر يلا سلام بقا
وتركتها وغادرت الى المستشفى
دخلت شمس الى الدكتوره وبعد السلام ،تحدثت : خير يادكتور
الدكتوره بأسف : للاسف مش خير ياشمس نتيجه الاشاعه
- فى إيه ؟ الاشاعه مالها ؟
- شمس انا عاوزكى تكوني قويه والمرض دلوقت بقا عادى وليه علاج
- فى ايه يادكتور قلقتني ،النتيجه طلعت إيه
- شمس إنتي عندك سرطان فى المعده
صدمت شمس قائله بضعف : عندى سرطان
- اااه ،بس متقلقيش الطب دلوقت أتقدم وبقا ليه علاج
هبطت دموعها وتحدثت : طيب انا حالتي إيه
- لا متقلقيش حالتك مش متأخره إنتي بس هتعملي عمليه وبعدها هتبقي زى الفل وخصوصاً أن استئصاله سهل لانه حميم مش خبيث
فاقت مش شرودها على صوت زياد : انتي روحتي فين ،ايه اسلوب الجنان اللي انتي فيه ده
- اديك قلت انا مجنونه طلقني وارتاح من جناني
صاح بها باعلي صوته وهو يمسك ذراعيها : هو أنا اتجوزتك عشان اطلقك
ضربته بقبضها قائله : طلقني انا بكرهك بكرهك
جاءت مريم على صوتهم قائله : فى إيه ياولاد خير
- تعالي ياأمي شوفى المجنونه عاوزه تتطلق
شهقت مريم بفزع ،بينما تحدث زياد : انا ماشي دلوقت ياشمس وهاجي تاني تكوني هديتي وساعتها نتكلم لان مش ضامن ممكن اعمل ايه فى دماغك دى ،وانتي يا أمي هديها،لان طلاق مش هطلق حتي لو اطريت اعيشك معايا غصب

....
رحل زياد بينما التفتت مريم إلي شمس قائله : إنتي اتجننتي ياشمس ايه اللي انتي بتعمليه ده
جثت على الأرض تبكي بشده قائله : مش ينفع نبقا مع بعض خلاص انا حياتي انتهت
جلست بجوارها تربت علي كتفها قائله : فى ايه بس يابنتي ايه اللي صابك
مالت شمس عليها حتي نامت على فخذها وظلت تبكي إلى أن غفت وايقظتها مريم لتصعد الي سريرها ،صعدت ودثرتها جيدا وأطفائت الضوء وخرجت متنهده با أسي : ايه بس اللي بيحصل معاكي ياشمس
.....
ذهب البيت وما أن رأه والده حتي تحدث : فين شمس يازياد ؟
- شمس طلبه الطلاق يابابا
- إيه ليه بعد الشر ؟
جلس علي الكرسي يمسح وجهه براحه يده قائلا : والله ما أنا عارف حاجه ،طلع عليه عفريت عاوزه أطلق ،اقولها ليه تقولي عاوزه أطلق ،اما احنا لسه مبدأناش حياتنا وبيحصل كدا امال بعد كدا هيحصل ايه ؟؛ استغفر الله العظيم
- أهدى يابني كل حاجه وليها حل ،بكرا اروح انا وانت وأحاول اعرف مالها ؟! نحاول نوصل لحل يرضيكم وتنسى حكايه الطلاق دى
- ياريت يابابا تنساها خالص
-متقلقيش أن شاء الله خير وكله هيعدى
......
نزلت ريم الى الاسفل وجدت مريم تجلس بالصاله ،سألتها عن شمس هل ذهبت الي بيت زياد ام ماذا ؟!
-لا شمس نايمه جوا
- ايه ده شمس أول مره تنام للدرجه دي وهى مرحتش مع زياد ليه
- شمس اجننت ياريم خلاص ،شمس طلبه الطلاق
سعلت ريم بشده قائله : ايه شمس طلبه ايه ؟
- زى ما سمعتي كدا
- طيب ليه وايه اللي حصل ؟
خرجت شمس وتحدتث مريم :
- اللي حصل هتوضحه الهانم أهي قامت
- ايه ياشمس الهبل ده ,طلاق ايه اللي انتي عاوزه
- طلاقي ياريم مش هينفع أكمل معاه
- هو انتي كانتي بداتي يابنتي عشان تكملي
التفت مريم قائله : ممكن تديني سبب مقنع دلوقت ليه عاوزه تتطلقي
- عاوزه أطلق وخلاص
- شمس اتعدلي
اتاها صوت والدتها بصرامة مما ادى لارعبها
- خلصي قولي عاوزه تتطلقي ليه ؟
- عاوزه أطلق لاني مش هينفع افتح بيت ،لاني مش ضمنه هعيش لحد إمتي !!
- فى ايه وايه الالغاز دى ماتتكلمي بوضوح
دق جرس الباب وذهبت ريم لتفتح الباب وجدته زياد ووالده
- انا عندى سرطان يا أمي
صكت مريم صدرها وشهقت ريم بفزع وانصدم إبراهيم وزياد وأغمض عيناه فاهو فهم سبب إصرارها على الطلاق ،تركهم زياد وغادر بينما جلست مريم تبكي هى وريم ،اقترب إبراهيم
- انتي فاكره زياد ممكن يسيبك لمجرد أنك مريضه ،على فكره مرضك هيخليه يتمسك بيكي أكتر ،انتي غلطتي اوى ياشمس ،انتي طعنتي زياد فى رجولته ومستحيل يسمحك بسهوله
جلست هى الأخرى تبكي بصمت وحاله من الحزن انتابت البيت بأكمله
- عرفتي إمتي انك عندك سرطان ؟ من إنتي وإنتي مخبيه عليا ياشمس ؟
-لسه عارفه إمبارح
- طيب خبيتي عليا ليه ؟ مقولتيش ليه ؟
- مكانتش حابه اشوفك زعلانه أبدًا
اخذتها فى حضنها قائله بحزن وعيناها اغرقتهم الدموع: مزعلش ايه بس يابنت صلاح ،ازى تشيلي حمل زى ده لوحدك ؟ ازى قدرتي ؟
تنهدت وهى تبكي بصمت مستسلمه لدفىء اللحظه
.......
أما هو ظل يجول الشوارع بسيارته وكلمه واحده تتردد فى أذنه : سرطان
يالها من كلمه قاسية جدا
ضرب الموقود بيده وهو يتنفس بصعوبه فاهاهي من أحبها سوف تضيع من بين يده بسبب هذا المرض ،ذهب الى المكان الذى التقى بها فيه أول مره وجلس يلقي الحصي بالبحر ويفكر مره أخرى الي ان حل الليل على المدينه فقام من مكانه وقد عزم أمره
ذهب زياد الى شقه شمس وأخذها معه بعدم رضاها وطلب من أمها أن تحضر له شنطه هدومها،سوف يأتي يأخذها منها فى الغد
........
مرت الايام سريعًا منذ ذلك اليوم وهاهو قد مر أسبوع على تواجدها معه فى نفس البيت وقد اعتادت عليه ولكنه لم يكن يتحدث معها ودائما ما كان يتجاهلها فقد كان يعطيها ادويتها ويطعمها بيده ويتركها دون التفوه بحرف ،مالت هي من ذلك الجفاء من ناحيته
دخل الغرفه أخذ منها ملابسه ثم أتجاه ناحيتها قائلاً : ختي الدوا
- لا
فتح علبه الدوا وأخرجه منه وأعطه لها ،اخذته منه وابتلعته ،فكم بدأت تعشق تلك اللحظه التي يتحدث معها فيها ،جاء ليخرج ولكن منعه صوتها الذى يغلفه البكاء
- زياد
واقف مكانه ولم يتحدث بينما أكملت هى: هتفضل زعلان كدا لحد إمتي ؟
صمت ولم يجيب بينما أكملت هى:
- طيب رد عليا ،زياد أسفه
- أسفه تطعنيني فى رجولتي وتقولي أسفه
- والله العظيم ما أقصد
- تقصدى ولا متقصديش مبقتش تفرق
- زياد أرجوك
ابتسم بااستهزاء وجاءت لتخطي قدمه الخطوه الاخيره خارج الغرفة ولكن أوقفه تصريحها له
- زياد انا بحبك
تسمرت قداماها فى محلها بينما أكملت هى ما بدأت به : ايوه بحبك مش بس كدا انا لا قادره أكل ولا قادره أشرب ثم أكملت ببكاء ولا قادره أتنفس لاني بحبك ،حبك جوايا زى المرض انا مريضه بيك أكتر ما أنا مريضه بالسرطان يازياد ،انا كانت خايفه لاموت وانت تتأذى ،مكانتش حابه تكون نهايه علاقتنا كدا ،إنت بقيت لعنه يازياد ومش قادره اتخلص منها طول ما انت مش بتكلمني بحس بحاجه خنقاني بموت فى اليوم الف موته وموته من حبك ،انا بعشقك يازياد ،انت احتليت كل خليه فيا ،ارجوك متسبنيش انا بحبك
قفز قلب زياد من مكانه وبدأ ينبض بعنف لواقع كلامها له وقد تبين له انها نادمه حقًا
اتجاه نحوها وارتمت هى بحضنه وربت هو على كتفها قائلاً : انا مستعد اسمحك بعد كلامك الحلو ده بس بشرط
رفعت وجهها له وهى تمسح دموعها قائله: ايه هو ؟
- هتعملي العمليه وهتتحدى السرطان وهترجعيلي ونعيش سوا باقي عمرنا ،هااا قولتي ايه ؟
- مش انت معايا
اوم لها وأكملت هى : يبقا هعملها وهتحده
- طيب ماتيجي أقولك كلمه سر
ضربته بقبضتها وابتسم هو وأخذها معه ليشهد اليوم ميلاد حبهم
.......
بعد مرور خمسه أشهر فقد تعافت شمس أخيراً وتخلصت من سرطانها ونسيت تلك الأيام التي كانت توشك أن تقتلع معاها حياتها
فى صاله الفندق واقف زياد منتظر شمس تخرج من الحمام
خرجت من الحمام وهى تتمتم ببعض الكلمات المبهمه ،سألها زياد
- مالك ياشمس فى إيه ؟؟
- مالي المحروس إبنك اللي فى بطني هيموتني ،انا عارفه انا كان مالي ومال السهرايه اللي مش جايبه غير وجع القلب دى ما أنا كانت عايشه سنجل وزى الفل
- كدا ياشمس
- لا ياروح قلبي ماتخدش على كلامي دى هلفتت حوامل بس
ابتسم على كلامها ،بينما انقلب مزاجها مره أخرى : بتضحك عليا يازياد ،تصدق انا مش طيقاك لا انت ولا إبنك ويارتني ما اتجوزتك
- هههههههههههه معلش يازياد هتلاقي من ده كتير
قالتها هديه وتقف بجوارهم وتحتضن شمس،بينما أكمل صالح
- ده مش بعيد تنزلك تنام فى الشارع عادى خالص كل حاجه متوقعه طول ما هى حامل
- شارع ايه ياجدع ايه اللي بتقوله ده
- أسأل مجرب ياخويا ولاتسألش طبيب
قالها وهو ينظر لهديه متذكر ذلك اليوم الذى طردته فيه من الغرفه
ابتسمت هديه بخجل بينما تحدثت شمس :
- خاف على نفسك بقا
-فين شمس حبيبه عمتو
- نامت فسبتها مع خالتي مريم فى القاعه جوا ،هما العرسان اتأخرو كدا ليه ؟
معرفش والله ،ثم تحدثت وهي تنظر إلي بوابه القاعه قائله :
- أهم جوم ريم ماشاء الله قمر ،عجبك مخلتنيش اروح معاها الكوافير ولا الزفاه
- تروحي فين يامجنونه ببطنك دى
- طيب اسكت أما اروح اسلم عليها واباركلها
طلت ريم أخيرا بالفستان الابيض بعض أن عذبت أحمد ثلاثة أشهر
دخلت القاعه وبدأت الناس بالمباركات والتهاني وبعد تعدد الفقرات والعروض أنتهي حفل الزفاف وأخذ أحمد ريم وانطلقوا الى شهر العسل
أخذ زياد شمس الى المكان الذي اعتادو الذهاب إليه والذى التقوا به أول مره
- ياااه ياشمس فاكره اول مره اتقابلنا فيها هنا
ابتسمت قائله : اااه فكره ،كانت قاعد لوحدك وانا رزلت عليك
- كانت أحلي ترزيله الصراحه انا لو اعرف انك هتبقي مراتي مكانتش سبتك ساعتها
ابتسمت قائله وهى تتنفس بعمق : وانت هتعرف منين يعني
- صح ،بس الايام بتجرى بسرعه واديني عرفت ياستي
- معاك حق انا لحد دلوقتي مش عارفه ازى هزمت السرطان وازى انا عايشه لحد دلوقتي
التفت إليها قائلا بحب : السرطان الحقيقي مكانش سرطان مرضك ،السرطان الحقيقي هو سرطان حبك هو اللي خلاكي تتحدي بيه اى حاجه وتتسمرى
- معاك حق ،انا بحبك اوى
انا كمان بحبك
وضعت رأسها على كتفه وظلوا جالسين إلى أن اشرقت الشمس عليهم فهناك نوعان من الشمس ، شمس تنير الكون كل ليله ،وشمس تنيرحياته هو فقط كل ثانيه ظل ينظر الي تسلسل خيوط الشمس وإليها ،ثم تنهد وحاوط كتفها مقابلا رأسها وأغمض عيناه
فهى كانت لقلبه حب ولروحه حياه ولعينه أكتفاء

( تمت بحمد الله )
اتمني اعرف ارائكم ومنتظره ريفيوهانكم الجميله اللي بتدعمني
بحبكم في الله

سرطان حبك الكاتبه سالى اسماعيلWhere stories live. Discover now