الفصل السابع

9K 197 1
                                    

يا ام شمس، ياأما ،انتي فين ؟؟

- انا فى المطبخ ياشمس
ذهبت شمس الى المطبخ
شمس وهى تلتقت ثمره الخيار من الطبق الموضوع على الرخام،وهتفت والدتها قائله: انتي لسه مخلصتيش الاكل ياأما، انا هموت من الجوع
_ خلاص هقفل على الملوخيه اهو وهحط الأكل ،ثم التفت اليها وجدتها تأكل الخياره ،فهتفتها قائله : بتاكلي من غير غسيل ياشمس
تنحنحت معللة : عادى ،كله بينضرب فى الخلاط ياأما ماتقلقيش
- بينضرب ايه بس ولما تتعبي ، وثانيا ،خدي هنا ايه حكايه أما دى ،انتي كبرتي على كلام السواقين ده
شمس وهى تتجه نحو غرفتها : لا كبرت ولا حاجه يا أما ،انا داخله اغير
ضربت مريم كفًا بكف وهى تهز رأسها بيأس وكأنها تريد ان تقول لاشيء سيتغير ،ستظل شمس هى نفس الشمس الصغيره التى مهم مر عليها الزمن سيظل هذا طبعها طفله عنيه معها ،وراجل البيت خارجه ،تنهدت ثم دعوت لها : ربنا يسترها عليكي يابنتى ويحميكى من كل ردئ
امنت وراءها ريم ،ثم هتفت قائله: واحنا ملناش دعوه حلوه كدا يامريومه
- انتى مشاركني فى كل حاجه حتى الدعاء
- عيب عليكي يا شموس هو انا مش تؤامك فى كل حاجه
- طبعا ياحبيبتي ،انتي هتقولي لي
جرت ريم باتجاهها واحتضانتها ،ابتسمت شمس ثم هتفت قائله : كفايه تلزقه بقا
ابتعدت ريم وهى تضربها بقبضه يدها بغيظ
- مش هتبطلو شغل العيال ده بقا
قالتها مريم وهى تضع الاطباق على الطربيزه التى عادةٍ ما تتوسط الصاله بعد أن قامت بنقلها باتجاه الكنب المرصوص بها
ريم بتسأل :الا صحيح هى امي فين ياخالتى
- احلام راحت تخلص ورق ليكي وليها
ريم وشمس باستغراب : ليه ؟؟
مريم بجديه : علشان ابوكي بعت لكم علشان تسفرُو عنده
شمس وهى تقترب من ريم قائله : بتهزرى مش كدا ،ثم أمسكت يد ريم قائله: انتي مش هتسبيني وتمشي ،مش بعد العمر ده كله
ريم بتهكم : توُاك ما افتكرنا وعايزنا نروح له ،ياااه ده اتاخر قوي ،ازى ماما وافقت على كدا
اتهم صوت احلام من خلفهم بجديه قائله : وموافقش ليه ياريم ،مش كفايه بعد بقا ،واهو جيه الوقت اللي نتلم فيه فى بيت واحد مع بعضينا
ريم بسخريه : بيت واحد ،وده كان فين لما كانت بشوف البنات متعلقه فى ايد ابوهم وهو بيوديهم المدرسه ،كان فين وانا بقضي طفولتي بعيد عنه كان فين وانا بكبر كل شويه ومحتاجه وجوده جانبي ،كان فين وعمي صلاح هو اللي كان قايم بدوره ،جاي يفتكرنا دلوقت، اسفه ياماما ،انا مش هسفر معاكي ،انا هعقد مع الناس اللي شاركوني حياتهم ،الناس اللي اعرف شكلهم ،ثم أكملت بتهكم واضح :ده انا لوشوفتُه والله ما هعرفهُ
احلام وهى تضيق عيناها: يعنى مش هتسافرى معايا
- ايوه مش هسافر ،واسيب شمس
شمس وهى تحتضنها : حبيبتى ،صح اللي انتي عملتيه ،ثم أكملت بمشغابتها المعهودة : احنا اللي عايزنا يجي لنا احنا مش بنروح لحد
شمس ، اتاها صوت والدتها الصارم من خلفها
- صمتت شمس بينما تحدثت ريم : شمس معاها حق ياخالتى
احلام وهى تمصمص : انتو حطيتُ روسكم فى روس بعض
شمس وريم فى نفس واحد : ايوه احنا تؤام ملتصق محدش يقدر يفرقنا
مريم بجديه : ياريم ده مش وقت عناد وتنشيف راس فكري ياحبيبتي انتى من حقك تشوفي ابوكي وتعوضي الايام اللي فاتت
- بس ياخالتى
-مبسش ولا حاجه ياحبيبتي انتي عارفه ان باباكي سافر علشان يوفر فلوس تقدرى تصرفي منها ،يعني متخلاش عنكم زي ما إنتي فكره وعايزكي برضوا متنسيش برا الوالدين ياريم وانتي عاقله ياحبيتي وعارفه ربنا عن المخبوله فى عقلها التانيه
- يعني هو انا اللي بعصي ربنا ،ما انا عارفه ربنا زى زيها
التفت إليها مريم قائله بتهكم: عارفه ربنا بجد ،طيب فين حجابك ،مش ده فرض امرك بيه ربنا
صمتت شمس كمن ابتلع لسانه ولم تتفوه بحرف فهى حقا لم ترتدى الحجاب الى الان ،ولم تجبرها والدتها عليه يوماً ، التفت مريم الي ريم قائله: هااا ياحبيبتي فكري فى كلامي كويس ،اوعى تفتكرى اني مش عاوزكى تقعدي معنا ولا حاجه ،انا عمله ياحبيبتي علشان مترجعيش تندمي وتقولي ياريت اللي جرا مكان
ريم وهى تمتعص وتيبث رأسها: مش هسافر وخلاص قفلو على الموضوع
- براحتك بقا
- يلا احسن الاكل برد
اجتمع جمعيهم حول الطاوله ،ولكن تزمرت شمس عندما لم تجد غذائها المفضل
شمس بعبوث : فين الكورن فلكس بتاعى
- فى المطبخ نسيت اجيبه
ركضت شمس تجاه المطبخ وقد عال وجهها ابتسامه مشرقه وكأنها طفله وجدت عروستها الضائعه
-مش عارفه هتتفطمي امتى على الكلام ده
ريم بسخريه : لما القيامه تقوم ،دى الحاله الوحيده اللي ممكن تخلي شمس تبطل تاكل الكورن فلكس
مريم وهى تهز راسها : يامتبت على العقول تبت على عقلي يارب ،احسن خلاص اخر فولتين قربو يضربوا
***********
دخل الغرفه وجدها تتوسد الفراش بجسدها النحيل متكوره على نفسها كالجنين ،نظر إليها بعمق وجد أن كتفها يعلو ويهبط اثر البكاء ،اقترب منها ،ووضع يده على رأسها وبدأ يملس على شعرها
رفعت وجهها من على الوساده وجدتهُ ينظر إليها بحزن ،لم تفعل شيء سوا انها ارتمت داخل حضنه تبكي ،وكانها تقول له ،"لا ملجأ منك إلا إليك " تعالت شهقتها فرفع يده وأخذ يسمح علي ظهرها وضمها إليه بشده وكأنهُ يطمئنها
سكنت بين يده إلى أن غفت فى حضنه ،تطلع إليها وقد تدرج وجهه بألوان الحزن ،ووضعها على السرير ،ودثرها جيدا بالغطاء ،ثم خرج إلى شرفه الغرفه يدخن تبغته ويفكر لعله يجد حل لتلك المعادله

سرطان حبك الكاتبه سالى اسماعيلWhere stories live. Discover now