الفصل العاشر

7.6K 175 1
                                    

فى " بيا" 

احضرت هديه الطعام ودعت الجميع
على المائده بدأ الجميع في تناول الطعام فى صمت تام ،ولم يقطعه سوا الحج مجدى قائلاً : ملقيتش بنت اخوك برضوا يابني
محمود بعد أن ابتلع طعامه : لا والله يابوي بس أنا سمعت انها عايشه فى القاهرة دلوقت بعد ما سابت اسكندريه
ضيق مجدي عيناه متسائلا :ومتعرفش هى فين بالظبط
- لا ،بس عن قريب هعرف كل حاجه انا بعت رجالتي يدور عليها فى كل ركن وان شاء الله هنلاقوها
- يارب ياولدى
اما على الطرف الآخر من المائده خاصه فى الناحيه التى تجلس بها هديه ،فقد تقلصت ملامح وجهها ورسخ الحزن قدمه على معالم وجهها
لحظ صالح شحوب وجهها فقام باحتضان كفها ،كي يطمئنها
ما أن انتهو من تناول الطعام ،هتف الحج مجدي وهو يقوم من على المائده متكىء على عصاه قائلاً: حصليني علي اوضتي ياهديه علشان عايزك ؟؟
هديه بامتثال لاومره: حاضر ياجدي
ما أن رحل الجد حتى تحدث محمود : ابوى عايزك فى اش
- انا اش عارفني ياعمي
محمود بنره تحذيريه : حسك عينك تقولي له حاجه من اللي سمعتيها ،فاهمه ولا مش فاهمه يابت نجيب
هديه بحزن : حاضر ياعمي
صلاح بضيق : جرا ايه يا ابوي ما براحه شويه
- اسكت انت عاد وسد خشمك ،انت عايز تضيع اللي بعمله
هز صالح رأسه بقله حيله وهو يتحسر على جشع والده ،فهو لايريد سوا المال ومصالحه فقط لا يراعي مشاعر أحد

***
في غرفه ريم دخلت شمس وجدتها حزينه بعض الشيء
شمس وهى تقفز علي السرير قالت: البطه بتعتي زعلانه ليه
رسمت ريم ابتسامة زئفه قائله : ابدا
شمس وهى تمد شدقيها للامام : ابدا ،ثم تحدثت بعبوس : افهم ايه من ابدا دى ،بقا كدا هتخبي عليا
- لا ياشمس مش بخبي
- طيب قرى واعترفي وفري
- أحمد اديلو فتره متغير معايا
- ازى
- مبقاش يرخم عليا زي الأول ،ده تقريباً بقا مش طيقني ، وكل ما يشوفني بيكشر ، ولما يشوفني واقفه فى حته يمشي منها
- هو ده اللي مزعالك ؟
- مش عارفه ،بس انا حاسه اني مخنوقه انو اتغير ،وبتخنق اكتر لما بفكر انو ممكن يكون كان بيكذب فى كل اللي كان بيقولوا ليا
شمس وهى تحك ذقنها: اممم طيب بصى ياستى مش يمكن محتاج فرصه ولا حاجه علشان يعرف إذا كان بيحبك ولا لا ،فخد استراحه علشان يقدر يعرف
- تفتكرى ده اللي بيخليه يبعد
- ومفتكرش ليه ، وبعدين من اللي انتي قلتي لي عليه يبقا غرقان لشوشته بس محتاج فرصه يفكر ويرتب ويرستق أمورة
ريم باقتناع بعض الشيء: يمكن كلامك صح ، بس ممكن برضوا غلط
شمس بمزاح: يمكن ايه يابنتي خدى كلامي ثقه
ابتسمت ريم واكملت شمس : زى ما بقولك كدا ،امشي ورايا وانتي مغمضه عنيكي ،وان شاء الله هنغرق سوا
ضحكت ريم قائله : لا انا مش مستغنيه عن عمرى
- واطيه من يومك ياحبي ،ثم تحدثت وهى تقف من مكانها وتجذبها من زراعها: تعالي لما نشوف نوره البيت بتعمل ايه ؟
- حاضر
*********
دخلت هديه غرفه جدها قائله : خير ياجدي ،عايزني فى اش عاد مجدى وهو يعتدل فى جلسته :اقفلي الباب ،وتعالى ياحبيبتي اقعدى جانبى
اوصدت هديه الباب واتجهت لتجلس حيث أشار جدها
- ست البنات مالها أكده
- مالي ياجدى منا زين اهو
- على جدك برضوا ياضي عيوني
- ابدا يا جدي ابوي وامي واحشيني قوى
تنهد مجدى بحرقه وامتلئت عيناه بالدموع : ينضرى على الغالين لما يغيبوا عننا ،انا كمان اتوحشتهم قوى ياهديه ،عمرهم ما راحوا عن بالي لاهما ولا عمك
هبطت دموعها بغزاره كالسيل ،تبكي وكما لم تبكي من قبل ،"فدائما عالم الغائبين لا يغيب عن القلب ولا الفكر "
مجدي وهو يضيق عيناه : بس هو ده اللي مزعالك ومخليكي مضيقه
هديه وهى ترتمي فى حضنه: ايوه ياجدى ، واحشني حضنهم قوي
مجدى وهو يرتب على كتفها : أكده بتكذبي عليا أكده ياهديه
هديه وهى تتهرب منه : مكذبتش عليك باحدى انا
قطعها بنبره صلبه : يعني مش بتخبي أن عمك عايز يجوز والده عليكي
- اش اللي بتقوله دا باحدى ،كيف يعنى
مجدى وهو يطلعها بجانب عينه: لسه بتكدبي تاني
- يا جدى انا مش بخبي ولا حاجه
- عارف كويس انتي بتداري ليه ؟ هو حذرك مش أكده
ردى عليا ،اكده ولا لا
هديه وهى تنهمر فى البكاء : أكده ياجدي ،عايز يحرمني من الحاجه اللي عايشه عشانها ،ده هو النور اللي منورة لي حياتي ،ده لما بيغيب فى شغل شويه ،بحس أن الدنيا ملهاش طعم ،والعتمه عششتت حواليا
- للدرجه دي بتحبيه
- بحبه ايش بس ياجدى ده انا بعشقه ،ده بقا معشش فى كل خليه فيا ،ده عامل زى السرطان لما بيصيب البنى ادمين فى اخر

سرطان حبك الكاتبه سالى اسماعيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن