【 الفصل التاسع و العشرون 】

Start from the beginning
                                    

ابتعدت عنه قليلا و اخذت تمسح دموعها و قد لاحظت الأصفاد التي تلف معصميه ... لم تكن كالأصفاد المعتادة التي تقرب يديه من بعضهما حد الإلتصاق بل كانت هناك سلسلة من المعدن تربط يده بالأخرى و تسمح ليديه بحركة محدودة.

قالت له بصوتها الحزين : و أنت ؟ ... بأي ذنب اتهموك حتى يزجوا بك إلى السجن ؟

ضحك بخفة من نبرة صوتها التي تبدو يائسة للغاية و سألها : هل عرفتِ شيئا يخص الأمير ميرزا ؟

أجابته بصوت مكتوم من كثرة البكاء : اتهموه ظلما بأنه من دبر لاختطافي و هو الآن في السجن.

كان الأمير ڤيكتور لا يزال متواجدا و يشابك ذراعيه فدافع عن نفسه : لم اتهمه ظلما يا آنسة ... كل ما في الأمر أنني أمسكته بهذه التهمة بعد دليل قوي و هو توقيعه الذي لا أنا و لا أنتِ يمكننا إنكاره.

سددت له نظرة حاقدة : لابد أنه تم ابتزازه لفعل ذلك !

رد الأمير ڤيكتور ببرود : لا تهمني دوافعه ولا أطمح إلى معرفتها ... تحدثي معه بهذا الخصوص و استنتجي دوافعه بنفسك ... ما يهمني أنه زعزع الأمن داخل قصري و افتعل الكثير من المشكلات و تعاون مع رجال عصابة مطلوبين للعدالة و هذا فعل لا يغتفر و أنا شخصيا لن اغفره له.

سكت آراش بحزن حينما سمع كل ذلك و هو يتساءل بشكل جدي عن دوافع الأمير ميرزا لفعل فعلة سيئة كهذه ... مهما حصل بينه و بين الآنسة لينور فالأمر لا يستدعي الاتفاق مع عصابة لاختطافها ... و من ثمّ لماذا دبّر لاختطافها و في الوقت ذاته قام بتعيينه كـ "درع" لها ؟ ... هل من الممكن أنه تم ابتزازه من قبل شخص ما و الضغط عليه لذلك استأجر "درعا" لها ؟

كان الأمر محيرا حقا له ... إنه يعلم يقينا أن الأمير ڤيكتور ملم تماما بالموضوع و أنه يرفض اخبارهما به لذا سأله : أنت تعرف دوافع الأمير ميرزا لكنك لا تريد اخبارنا بها صحيح ؟

رد الأمير ڤيكتور بثقة مؤكدا : بالطبع أعلم لكن الأمر حقا لا يخصني ... إنني اسجنه و أعاقبه لأنه خطط لاقتحام قصري وحسب و ليس لأي شيء آخر.

سألته الآنسة لينور بحدة : لكن آراش لم يفعل شيئا حتى تقوم بسجنه بل قام بالدفاع عني و إنقاذ أخاك الغبي !

سكت الأمير ڤيكتور لثوانٍ و قد غاب بالفعل عن باله أن آراش كان برفقة أخاه ... لابد أنها لا تكذب في ذلك فهو بلا شك قام بالدفاع عنه ذلك لأن أخاه لا يجيد فعل شيء !

تحدث الأمير ڤيكتور و هو يسير باتجاه الباب و وقع خطواته يصلهما : جزئيا هو بريء ... لكن التحقيقات لم تكتمل بعد لذا نحن مضطرين لإعادته قريبا ..

سنمّار درع لينورWhere stories live. Discover now