الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

وقعت عيناه على سلاسل حديدية مرمية على الارض اخذها و لف معظمها على يديه ليرفعها عاليا و تهبط على جسده بقوة !!

اصدر تأوها و بدأ بضرب نفسه بالسلاسل في كتفيه و ظهره و جزءا من صدره كان كالمجنون يضرب نفسه بتوحش و تلك الاحاديث تدور في عقله...

" انت ضعيف يا رعد....ابن فيروز اللي جاية من الشوارع....اخوك احسن منك....انت عمرك ما هتبقى زي جلال ابني اللي بفتخر بيه..."

زمجر بغضب و هو يزيد من قوة الضربات :
- انااا عمري ما كنت ضعيف انا مش ضعييف مش ضعييييييف !!

القى ما بيده وهو يتنفس بصعوبة بالغة مصدرا صوتا رهيبا مسح على وجهه و اصدر تأوها متألما وهو يرى جسده ينزف نظر مجددا في المرآة و همس بحقد :
- العلامات اللي على جسمي مينفعش تختفي عشان كل ما اشوفها بفتكر اللي كنت بتعمله معايا يا عادل و بفتكر مراتك ال **** و اللي اسمه اخويا.... جلال.

اغمض رعد جفناه فجأة عند شعوره بالدموع المحبوسة في مقلتيه و حدث نفسه :
- انت مت و مراتك ماتت و عدت سنين طويلة بس بردو مش عارف انسى توحشك مش هنسى وجعي يا عادل - والده - و جلال ده كان السبب الرئيسي فمعاناتي و مع ذلك مش قادر اقتله.

ابتسم بخبث فجأة و تابع :
- بس اللي هعمله فيه اسوء من الموت بكتيير هه هتصعب عليا يا اخويا.

في لحظات عادت قسمات وجهه الجامدة خرج و عاد لغرفته ، ولج للداخل وجد سيليا نائمة فابتسم بتعب هي الشخص الوحيد النظيف في حياته المظلمة لذلك لا يجب ان يدنسها بوجوده بقربها.

افاق من شروده و دلف للحمام وقف تحت الصنبور و سرعان ما اطلق آهة متألمة عندما لمست المياه جروحه ليشعر بها تحرقه اكثر....

_________________
في الحي الشعبي.

صرخت سعاد بصوتها المزعج :
- قولتلك من قبل يا حسن بنتك ديه هتحط راسنا ف الارض واهو حصل اللي كنت خايفة منه.

حسن بعدم مبالاة و هو يرمي قشور اللب في الصحن :
- جرا ايه يا ولية هي اول مرة تتأخر يعني.

سعاد وقد مطت شفتيها باستهجان و شماتة :
- لا مش اول مرة بس البت صاحبتي شافت بنتك المحترمة واقفة مع واحد و هاتك ضحك و هزار و بعدين ركبت معاه ف العربية و راحت. 

نقل انظاره لها و صرخ بغضب :
- انتي بتقولي ايه سارة مبتعملش كده.

ضحكت هي مجيبة :
- لا يا ابو محمود بتعمل كده و اكتر انا اللي كنت كاشفاها و نبهتك بس مسمعتش مني ، و اضافت بكذب :
- ديه حتى كانت بتجي و جايبة معاها فلوس قد كده و طول الليل سامعاها بتتكلم ع التلفون كلام وسخ.

قبض حاجباه و هتف يانفعال :
- تيجي بس ال **** ديه و اقسم بالله هدبحها واشرب من دمها.

نهض و دخل لغرفته فقلبت هي عيناها بتملل و اردفت :
- جتك نيلة و انت غبي كده.

العشق الاسودWhere stories live. Discover now