البارت الثاني عشر

26.5K 304 2
                                    

(شيطان لا يعرف الرحمة)

الكاتبة اسماء احمد

-------------------------------------------------------------

كانت حور واقفه تستمع اليه والدموع تنزل من عينيها لم تصدق ما سمعته أذنيها
عادت الي السرير مره وجلست عليه ومسحت دموعها بأطراف أصابعها وبدأت بالتفكير
هل هناك أب يرغب في قتل ابنه قبل أن يولد ؟!!!
سؤال دار بخاطرها وكانت إجابته .....بالطبع لا .......
ولكن هل يمكن أن تصل قسوته وبروده الي قتل ابنه ؟!
وهذا هو السؤال التي لم تستطع السيطره عليه
وضعت يدها علي بطنها وقالت بهمس :
- ما ذنبك يا صغيري ماذا فعلت له حتي يرغب في قتلك
ثم أردفت قائله بحنان  :
- سأحميكي يا صغيري مهما كلفني الامر
استمعت لصوت دق علي باب الغرفه فتظاهرت بالابتسامه وقالت :
- ادخل
دخل رعد وهو يحمل في صينيه موضوع عليها كوبا ماء وكوب لبن
وتقدم واعطاها كوب الماء فأخذته منه وشربته دفعه واحده فقد كانت تشعر بالعطش الشديد
ثم وضعته علي المنضده بجانبها وبعد ذلك ناولها رعد كوب اللبن وعلي شفتيه ابتسامه صغيره وقال :
- يلا بقي اشربي اللبن دا عشان الجنين يتغذي
نظرت له وقالت في نفسها :
- اللي يشوفك كدا يقول خايف عليه
ثم مدت يدها وأخذت منه الكوب وبدأت في شربه  ولكنها توقفت فاجأه وقالت له :
- دا طعمه غريب اووي
نظر لها وقال ببرود :
- تلاقيكي بس عشان مشربتهوش من زمان
نظرت له ثم أكملت تناول اللبن وعندما انتهت منه شعرت بشيئ غريب في معدتها ثم وضعت يدها علي فمها
وذهبت الي الحمام مسرعه واستفرغت اللبن زي شربته
كل هذا ورعد ينظر لها ببرود ولم يساعدها
خرجت من الحمام وهي تمسح يدها بالمنشفه ثم جلست علي السرير ولم تتحدث
فقال رعد ببرود :
- وبعدين بقي
نظرت له باستغراب وقالت :
- وبعدين ايه!!!!
رعد :
- اديكي رجعت اللبن كله
حوربتعجب :
- هو بمزاجي !!!
ثم أردفت قائله :
- مش عارفه اي اللي حصلي لما شربته
رعد ببرود :
- طب يلا بقي
حور :
- يلا ايه
حور بتعجب  :
- يلا ايه!!
رعد بصرامه  :
- يلا نروح بيتنا عشان الوقت اتأخر
حور بتعب :
- لأ مش هروح أنا تعبانه ومش قادره
ثم أردفت قائله :- روح انت وابقي تعالي بكره
نظر لها رعد وقال بسخريه :
- اروح انا وابقي اجي بكره
ثم أردف قائلا بصرامه :
- انا راجل مراتي متابتش في مكان من غيري انتي اتجننتي ولا ايه
حور بخوف :
- طيب خليك هنا النهارده لاني فعلا تعبانه ومش قادره
رعد بجديه:
- ماشي يا حور هبات هنا النهارده عشان انتي تعبانه بس الكلام دا مش هيكرر تاني
ثم أردف قائلا :
- سامعه ؟
حور :
- أوك
نظر رعد الي حور وقال :
- بس أنا مجبتش معايا هدوم
حور بتفكير :
- هجبلك هدوم من عند عمر
ثم قامت بسرعه من السرير رغم تعبها وخرجت من الغرفه وعادت بعد وقت وفي يدها تيشرت وبارمودا وتقدمت نحوه وهو جالس علي السريروقالت :
- اتفضل
أخذ منها الملابس وقال بسخريه :
- علي إخر الزمن رعد الصاوي هيلبس هدوم أخوكي
نظرت له وقالت في نفسها :
- معرفشي ايه الغرور اللي هو في دا
ثم قالت بصوت عالي :
- معلش...استحمل
لم يرد عليها وانما قام  بخلع ملابسه تحت أنظارها
أما هي فلم تهتم لعدم رده وقامت بالتمدد علي السرير بتعب  واكمل هو تبديل ملابسه وتمدد بجانبها علي السرير وبعد قليل نامت حور وهي تحاوط بطنها بيدها
وكأنها تحاول ان تحمي صغيرها من والده
...............................
( في غرفه رنا )
كانت تمسك بصوره في يدها والدموع تنزل من عينيها وتقول :
- بنتك هتبقي أم يا حبيبتي لو كنتي معانا كنتي هتفرحي أووي
أسندت ظهرها الي السرير واغمضت عيناها  لتمنع الدموع من النزول وقالت :
- يااااااه وحشتيني أووي يا حبيبيتي
.................
( في صباح يوم جديد )
قام رعد وارتدي ملابسه وكاد أن يوقظها لكي تذهب الي العمل ولكنه لم يفعل ذلك بسبب رؤيته للتعب الظاهر علي وجهها
فخرج من الغرفه وتركها لا تزال نائمه
......
استيقظت حور بعد ذهاب رعد بساعتين ونظرت بجانبها فلم تجده فقامت من علي السرير واخذت تبحث عن هاتفها الي ان وجدته ونظرت في الساعه فوجدتها قد اوشكت علي العاشره صباحا
فقالت بسرعه :
- يالهوي الشغل
ثم ذهبت بسرعه الي الحمام وبعد خروجها شرعت في ارتداء ملابسها ولكن قاطعها صوت رنين هاتفها
فنظرت الي اسم المتصل فوجدت انه زوجها
فأجابت بسرعه قائله  :
- ممكن اعرف مصحتنيش ليه قبل ما تنزل
رعد ببرود :
- طب قولي صباح الخير الاول
حور :
- صباح النور
ثم أردفت قائله :
- مصحتنيش ليه قبل ما تنزل ؟
رعد بسخريه :
- هو مين المفروض اللي يصحي مين
ثم أردف قائلا بجديه :
- مرضتش اصحيكي كان شكلك تعبانه
حور بسخريه :
- خايف عليا اووي
رد عليها قائلا بجمود :
- بتتريقي حضرتك؟
حور بجديه :
- وهتريق علي ايه يعني
ثم أردفت قائله :
-طب وهعمل ايه دلوقتي
رعد بجديه :
- ارتاحي النهارده ولما اجي الاقيكي جاهزه علشان نروح
حور بتردد:
- بس آآآ
قاطعها رعد :
- من غير بس كلامي يتنفذ ويلا بقي عشان انا ورايا شغل
حور :
- اوك....سلام
رعد :
- سلام
......................
( في المقر الرئيسي لشركات الصاوي )
في مكتب رعد بعد ان اغلق الاتصال مع حور وشرد في محادثته مع الطبيب واخباره أنه لا يريد ذلك الطفل
وفي محاولته الفاشله لقتل طفله قبل أن يولد
( عوده بالزمن للخلف)
كان رعد يتحدث مع الطبيب ويخبره ببرود أنه لا يريد ذلك الطفل
الطبيب  بجديه:
- مش فاهم حضرتك يا باشا
رد عليه رعد قائلا  ببرود:
- اللي سمعته
الطبيب :- يعني حضرتك عايز نعمل عمليه اجهاض للمدام
رعد :
- لأ مش هتعمل اجهاض
الطبيب بعد فهم :- مش فاهم يا باشا منين مش عايز الولد ومنين مش عايز المدام تعمل اجهاض
رعد بصرامه   :
- انا مش عايزها تعرف ان انا مش عايز الولد دا
الطبيب :
- كدا فهمت حضرتك
ثم أردف قائلا :- بس دي تعتبر جريمه
رعد ببرود :
- ملكش دعوه انت تنفذ اللي انا عاوزه وخلاص
الطبيب :
- حاضر يا باشا
رعد :
- ها خلص هتعمل ايه
فتح الطبيب حقيبته واخرج منها شريط حبوب واعطاها له وقال :- ممكن حضرتك تدي للمدام حبايه من الشريط دا والجنين هينزل في صوره نزيف
ثم أردف قائلا :- لو الحبايه مأثرتش ممكن تديها واحده تانيه بعد أربعه وعشرين ساعه
رعد وهو ينظر لشريط الحبوب :
- متأكد
الطبيب :
- أيوه يا باشا
اقترب رعد من الطبيب وامسك زراعه بقسوه وقال :
- عارف لو حد عرف بالكلام دا هعمل فيك ايه
الطبيب بخوف منه :
- اطمن يا باشا أنا لاشوفت ولا سمعت حاجه
ترك رعد زراع الطبيب ونظر له بابتسامه برود وقال :
- كدا تعجبني آآ
ثم لمح رنا وهي قادمه من بعيد وتحمل في يدها كوب الماء فقال :
- استني هنا
وتركه وذهب الي رنا وقال ببرود :
- اعملي كوبايه لبن لحور
لم تصدق ما سمعته اذنيها فهو لاول مره يتحدث معها فاومأت رأسها بالايجاب وقالت :
- حالا يا حبيبي
ثم تركته وعادت لتعد كوبا من اللبن اما هو فعاد الي الطبيب مره أخره واعطاه مبلغ من المال وقال :- يلا روح دلوقتي لو احتاجتك هكلمك
الطبيب بابتسامه  :
- عن اذنك يا باشا
رعد :-
اتفضل
بعد انصراف ا لطبيب بقليل عادت رنا وهي تحمل في يدها صينيه موضوع عليها كوبا من اللبن وكوب من الماء
وتقدمت منه وقدمت له الصينيه بابتسامه أما هو فطلب منها ان تنصرف ببرود وواقفت علي طلبه بسبب فرحها بحديثه معها حتي لو كان ببرود أما هو فكان يراقبها وهي تسير حتي اختفت من أمام وقام بإخراج الشريط الذي اعطاه له الطبيب من جيبه واخرج منه حبه وقام بوضعها في كوب اللبن ثم الشريط في جيبه مره أخري وامسك كوب اللبن وقام بتحريكه ببطئ حتي ذابت الحبه تماما
( عوده للوقت الحالي )
أفاق رعد من شروده علي صوت رنين فانظر لاسم المتصل ثم أجاب ببرود :
- أيوه يا شريف
شريف : .......................................
رعد :
- بتقول ايه !!!!!!!!!!
.....................
( في المنتجع السياحي بشرم الشيخ )
كانت فريده تتحدث في الهاتف مع أحد الاشخاص ويبدو عليها الضيق
فريده :
- يعني دا اخر كلام عندك
الشخص :
- أي حد مكاني كان هيعمل كدا واكتر كمان
ردت عليه فريده بعتاب قائله :
- ماشي يا محمد بس افتكر انك انت اللي بعت الاول ومبعتش أي حد دا انت بعت اختك
محمد بجديه :
- أختي لو عملت اللي عملتيه كنت قتلتها
فريده بعصبيه :
- يعني انا عملت ايه لكل دا انا متجوزه رسمي
محمد :
- في السر يا فريده
فريده بنفاذ صبر:- جرا ايه يا محمد ما انا قولتلك هيعلن جوازنا قريب
محمد :
- انتي بتضحكي عليا ولا علي نفسك  شوفي انتي متجوزه بقالك اد ايه
فريده بعصبيه:
- هو تحقيق ولا ايه
محمد ببرود :
- ولا تحقيق ولا حاجه في بس حاجه واحده عايزه اقولك عليها
فريده بانتباه :
- قول
محمد بجديه :
- فوقي لنفسك من الوهم اللي انتي عايشه فيه قبل ما يفوت الاوان وتندمي علي كل حاجه
فريده بلا مبالاه :
- مش هندم علي حاجه يا محمد خليك انت في نفسك بس ومتدخلش في حياتي
محمد بضيق :
- براحتك ......سلام
ثم اغلق الهاتف في وجهها وهي تشعر بالضيق الشديد..............................................
........................................................................ يتبع

توقعاتكم ؟؟؟؟!

شيطان لا يعرف الرحمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن