البارت التاسع

31.5K 373 2
                                    

(شيطان لا يعرف الرحمة)

الكاتبة اسماء احمد

-------------------------------------------------------------

كان واقفا مكانه ينظر بصدمه لها غير مدرك لما قالته تماما هل هي
مجنونه أم ماذا فكيف لرجل عاقل أن يبقي امرأه خانته علي ذمته ولم يطلقها
بل وكيف يقبل علي رجولته شيئ كهذا إن عقاب الخيانه الوحيد في وجهه نظره
إذا لم يكن القتل فهو الطلاق !!! إذا فلماذا لم يطلق والده ...والدته ؟
لماذا يبقيها علي ذمته بعد ما فعلته ؟!
أسأله دارت ببال رعد لم يدرك كم مر من الوقت  وهو سنظر لحور بضدمه
ويفكر في جواب لهذه الاسئله
واخيرا توصل لإجابه إذا كان ما قالته حور صحيح فهناك حلقه مفقوده في الأمر
يجب أن يعرفها
أخيرا تحدث ببرود كعادته :- ممكن أعرف ايه اللي قولتيه ده
حور :- اللي سمعته أبوك وامك لسه متجوزين
رعد بجمود :- وانتي عرفتي ازاي
نظرت حور للارض واحمرت وجنتيها وقالت بخجل وكأنها طفل أخطأ وينتظر عقابه :- احم عرفت وخلاص
أشتركت رنا في الحديث قائله بحزم :- عرفتي ازاي الكلام دا
لم ترفع حور رأسها وقالت :- احم....آسفه
رنا :- هو دا الل انا علمتهولك إنك تجسسي عليا من ورا الباب
رفعت حور رأسها بسرعه وقالت بنفي:- والله ما كنت اقصد أنا سمعت الكلام دا غصب
عني ولسه عارفه إن رعد ابنك دلوقتي أنا بس ربطت الاحداث ببعضها مش أكتر
فقال رعد وهو يوجهه حديثه لوالده :- الكلام دا صح؟
إبراهيم بتوتر :- أيوه يا رعد صح
رعد :- وانتي مقولتليش ليه
إبراهيم :- ملكش دعوه دي مشكله بيني وبين رنا
فقاطعه رعد قائلا بعصبيه :- ولما هي مشكله بينك وبينها بتدخلوني في الوسط ليه
ليه محلتوش مشكلتكم من غير ما تدخلوني طالما بينك وبينها ليه عقدتوني في الدنيا
نظر له آبراهيم ولم يرد عليه
فتابع قائلا :- مبتردش عليا ليه دلقوتي أنا عايز أعرف ليه
كان الجميع ينظر لرعد بصمت ماعدا عمر الذي كان يشعر بالضيق الشديد
بسبب الموضوع الذي تحدث فيه مع حورفلم يستطع السيطره علي غضبه
وقال بصوت عالي :- بس
نظر له الجميع فاجأه فقال :- أنا مش جاي هنا عشان اتخانق أنا ماشي
ثم نادي علي زوجته قائلا بصرامه :- يلا يا لينا
لينا بتتوتر :- ما تخلينا شويه
عمر بعصبيه :- لينا متنرفزنيش عشان أنا مش طايق نفسي
فقاطعهم شريف قائلا :- مالك يا عمر ايه اللي حصل
عمر بنفاذ صبر :- مفيش حاجه بس انا لازم امشي دلوقتي لاني جاي من السفر تعبان
شريف :- طيب ما انت كده كده هتيجي معانا الفيلا يبقي تستني نمشي مع بعض
عمر بجديه :- طيب انت قاعد ليه اصلا ما تيجي نمشي يلا
فقاطعته حور قائله :- في ايه يا عمر ماهو في بيت أخته
نظر لها عمر وقال بضيق :- أنتي تسكتي خالص
حور باستنكار :- هو انا عملت ايه
ثم أردفت قائله :- هو انا كنت لقيتك وخبيت عنك
نظر لها عمر وقال بعتاب :- يعني انا اللي غلطان دلوقتي
حور :- أنا مقلتش كده بس كمان مش غلطانه
ثم أردفت قائله :- الظروف مكانتش في صالحنا
عمر :- فعلا هيا الظروف
نظرلهما شريف بغرابه وقال :- هو في اي
عمر :- بعدين يا شريف هبقي احكيلك
شريف موجها حديثه لحور :- وانتي كمان مش هتقولي
نزلت دمعه من عيون حور فكادت ان تمسحها حتي لا يراها أحد ولكنها تأخرت فقد لاحظها الجميع
فقال شريف :-حور مالك ....انتي بتعيطي ليه
مسحت حور الدموع التي بدأت بالنزول من عينيها وقالت :- مفيش حاجه
شريف :- مفيش حاجه ازاي دا انتي بتعيطي
حوربرجاء :- شريف أرجوك متغصبنيش
ثم أردفت قائله :- انت كده كده لازم تعرف لان دا هيبقي سرنا
شريف :- ماشي براحتك مش هغصبك علي حاجه
قال عمر :- طيب أنا همشي بقي وانت  يا شريف خليك مع خالتوا عشان متسبهاش لوحده
ثم وجه حديثه لحور وقال بحنان :- هبقي اكلمك يا حبيبتي
أومأت حور برأسها بصمت وقالت بهمس :- ماشي
بعد ذهاب عمر وخلفه زوجته جلست حور علي الاريكه ووضعت يديها بين رأسها
ولم تتحدث
بينما نظر رعد الي والده وتابع حديثه قائلا :- نكمل كلامنا بقي
نظر له إبراهيم وقال بتوتر :- بعدين يا رعد لان الوقت اتأخر
ثم قال :- انا لازم أمشي دلوقتي
ثم استدار وخرج في وسط دهشه من الجميع ما عدا حور التي كانت شارده
ويبدوا أنها ليست معهم
بعد رحيل إبراهيم نظرت رنا لرعد بدموع واقتربت منه وكادت أن تلمس وجهه بيدها ولكنه ابتعد عنها
وقال ببرود :- أظن الوقت اتأخر
اقترب منها شريف وشعر بحزنها علي ابنها الوحيد وقال :- يلا يا ماما نمشي
نظرت رنا الي شريف والدموع في عينيها  واومأت رأسها بالايجاب
بعد ذهاب رنا وشريف نظر رعد الي حور التي حتي لم تنتبه الي رحليهم
فقد كانت شارده تماما
جلس بجانبها وشرد هو الآخر في الاحداث والصدمات التي تعرض لها اليوم
أفاق من شروده علي صوت شهقات حور بجانبه نظر لها وجدها تبكي بانهيار تام
ظل يقترب منها الي أن أصبح بجوارها تماما وبكاد يلتصق بها ثم قال ببرود :- زعلانه عشان مشيوا ولا ايه
لم تعطه اهتمام أو هي بالاصل لم تنتبه له فلم ترد عليه مما زاده غضبا ظنا منه أنها تتجاهله فوضع يده علي
كتفها فانتفضت من لمسته ثم قامت بسرعه من علي الاريكه ومسحت دموعها بأناملها وقالت بخفوت :- ممكن تسيبني لوحدي
قام هو ايضا  واتجه لها ووقف أمامها ثم قام بإبعاد خصله شعر ساقطه علي عينيها خلف أذنها
وقال بخبث :- مالك بس يا قمر
ابتعدت هي عنه وقالت :- من فضلك سيبيني لوحدي
ظل يقترب منها وقد حزم أمره ولم يزيده ابتعادها عنه الا اصرارا وتصميم  الي أن أمسكها
وظل يقبلها بشوق ولم يبالي بدموعها التي تنزل علي وجنتها باستسلام ثم حملها وصعد بها الي غرفتهم
.............................................................................................
في فيلا رنا
بعد دخول عمر ولينا وقف عمر لدقائق يتأمل الفيلا بحنان واشتياق وحب
ويتذكر الذكريات السعيده التي كانت مع والدته الراحله ثم أخذ لينا الي غرفته
التي كانت مرتبه ومنظمه فحور كانت تنظف الغرفه بانتظام
وبعد ذلك طلب من لينا البقاء في الغرفه ثم خرج هو وذهب الي غرفه حور وفتحها
وتأملها بالشوق فهي غرفه والدته الراحله لم يتغير فيها شيئ 
بقي واقف يتأمل الغرفه لعده ساعات قريبا ولم يشعر بمرور الوقت
إلا عندما بدأت قدمه تؤلمه بسبب الوقوف علي حال واحد لم تغير
خرج أخيرا من الغرفه وعاد من غرفته زوجته جالسه علي السرير تنتظره ويبدو عليها القلق وعندما رأته اتجهت ناحيته
وقالت :- كنت فين يا عمر
عمر :- أنتي لسه صاحيه لحد دلوقتي ليه
لينا :- مستنياك
عمر:- سيلا نامت
لينا :- أيوه
عمر :- ماشي يلا ننام احنا كمان
........................................................................................
(في صباح يوم جديد)
في فيلا رعد
كان واقفا أمام المرأه يمشط شعره وكانت حور مازالت نائمه علي السرير
تنظر له صمت وحزن
وجه حديثه لها قائلا :- يلا قومي البسي  عشان الشغل
نظرت له واومأت برأسها بالايجاب ولم تتحدث فالعمل هو وسيلتها لكي يخرجها من
الحزن الذي بداخلها
قامت فاجأه من السرير واخرجت ملابسها من الدولاب ودخلت الي الحمام .وأخذت شاور
وارتدت بيجامه ثم خرجت وجدته جالسا ينتظرها
فقال  عندما رأها بالبيجامه :- كل دا ولسه ملبستيش
وقفت حور أمام المرآه وبدأت بتمشيط شعرها وقالت بخفوت :-  هلبس حالا
رعد :- هستناكي تحت متتأخريش
خرج رعد من الغرفه من الغرفه أما حور فأكملت تمشيط شعرها ثم  ارتدت
ملابسها المكونه من بنطال جينز أسود اللون وبلوزه كت بلون أبيض ثم وضعت
الجاكت الاسود علي ذراعها وارتدت حقيبتها وخرجت من الغرفه ونزلت الي الاسفل
ووقفت أمامه وقالت :- أنا جاهزه
رعد وهو ينظر لها من أعلي الي اسفل :- ايه اللي إنتي لابساه ده
حور بدهشه :- فيه ايه
رعد بسخريه :- ايه العريان اللي انتي لابساه دا
حور بحزن دفين لم تظهره  :- دا لبسي
قام بسرعه ووقف أمامها وقال بصرامه :- البسي الجاكت دا وبلاش قله أدب
حور بعناد :- بس انا متعوده علي كده
رعد بصرامه :- قولتلك ميه مره متعوده في بيتكم هنا تتعودي علي حاجتي أنا
ثم أردف بسخريه:- ولا رنا هانم مكنتش فاضيه تعلمك تلبسي ازاي
قاطعته حور قائله بغضب :- لحد هنا وكفايه انا مسمحلكش تتكلم كلمه واحده علي تربيه ماما ليا
رعد بقسوه :- تكونيش فاكره أنها مامتك الحقيقيه
نزلت دمعه من عين حور مسحتها بسرعه ثم قامت بارتداء الجاكت
وقالت بجمود :- أنا جاهزه
نظر لها وقال ببرود :- يلا بينا
..................................................................................
في فيلا رنا
كان عمر وشريف جالسون يتحدثون في حديقه الفيلا وكلا منهم يمسك في يده كوبا من القهوه
وقص شريف علي عمر خساره الشركه وقراره بالسفر وأخبره أيضا بأن حور ستعمل في شركه رعد
وتفاجأ عمر بكل تلك الاحداث التي وقعت ولم يخبره شريف بها عبر الهاتف
عمر باندهاش :- بقي كل دا حصل وانت مقولتليش
شريف :- مكنتش عاوز اشغل بالك بمشاكلنا
عمر بعتاب :- لسه في حاجات تانيه معرفهاش
شريف بعدم فهم :- مش فاهم
عمر :- هقولك.....................................................................
....................................................................................
شريف بصدمه :- أنت بتتكلم جد
عمر بعتاب :- عشان تعرف ان ليا حق أزعل
شريف :- طب هنعمل ايه
ثم أردف قائلا :- لازم نقعد أنا وانت وحور عشان نتفق هنعمل ايه
عمر بجديه :- هو دا اللي هيحصل
ثم أردف قائلا :- شريف مش عايز مخلوق يعرف السر دا
شريف :- أكيد طبعا دي مفيهاش كلام
.............................................................................
في المقر الرئيسي لشركات الصاوي
بعد وصول رعد وحور نزلوا من السياره وصار رعد الي داخل الشركه
بهيبته ووقاره تتبعه حور بعض الموظفين ظنوا أنهم قد شاهدوها من قبل
ولكنهم لم يعرفوا هويتها والبعض الآخر يتساءلون عن هويه تلك الفتاه
التي تسير مع مدير الشركه
وصل رعد الي مكتبه وخلفه حور وقبل أن يدخل أخبر السكرتيره أن تستدعي
وليد صديقه المقرب ومدير أعماله
ثم دخل الي مكتبه وحور معه وعندما دخلت حور انبهرت حور بجمال المكتب وزوقه
قاطعها رعد وهو يقول :- زي ما قولتلك ممنوع حد يعرف إنك مراتي
ثم أردف قائلا :- ﻹني مبحبش الوسطات والكلام دا
حور ببرود :- اطمن محدش هيعرف حاجه لاني انا كمان مش بحب الوسطات
كاد رعد أن يرد ولكن قطع كلامه صوت دخول وليد بعد ان استأذن
ثم سلم علي رعد ونظر الي حور باستفهام
فقال رعد معرفا :- مدام حور.........بشمهندس وليد
قام وليد بمد يده لمصافحه حور فبادلته المصافحه وابتسمت له ابتسامه مجامله
ثم قال رعد موجها حديثه الي وليد :- مدام حور هتشتغل في الشركه معانا يا وليد
هي مهندسه مواقع
وليد موجها حديثه لحور :- اشتغلتي في شركات تانيه قبل كده؟
أومأت حور رأسها بالإيجاب وقالت :- نعم
وليد :- تمام يعني مش محتاجه تتعلمي
أومأت حور رأسها بالنفي وقالت :- لأ انا كنت شغاله قبل كده بس حصلت ظروف خلتني اسيب الشغل
أومأ وليد رأسه متفهما :- طب ممكن أشوف التصاميم بتاعتك
فقال رعد :- براحه يا وليد دلوقتي هتاخد مدام حور تشوف المكتب بتاعها وتبقوا تتفقوا علي الشغل
ثم أردف :- وبعديها تجيلي عشان عايزك
وليد :- ماشي
خرج وليد من مكتب رعد وحور خلفه وذهب الي مكتب يوجد به عدد من الموظفين
وعندما شاهده الموظفين ألقوا التحيه عليه ونظروا الي حور مستفهمين
ابتسم لهم وقال:- دي بشمندسه حور هتشتغل معانا من النهارده
ابتسم لها الموظفون  الذيك كانوا شاب يدعي حمزه وفتاتان إحداهما تدعي مني والثانيه
تدعي هايدي
ثم قام وسلموا عليها ونظر حمزه لها بإعجاب ولكن حور لم تبالي بنظرته
وبعد ذلك جلست علي مكتبها وقامت بفتح الاب الخاص بها وعرض التصاميم
علي وليد الذي أبهره جمال التصاميم وطلب منها تصميم موقع جديد
بعد ذلك ذهب وليد الي مكتب رعد فوجده علي وشك الخروج وعيناه حمراء من
كثره العصبيه
فقال وليد :- فيه اي
رعد بغضب:- تعالي معايا دلوقتي
وليد :- هنروح فين
رعد بعصبيه:-يلا من غير متسأل
...............................................................................................
في شقه رعد بالتجمع الخامس
نزل رعد من السياره ومعه وليد ثم قام رعد بإخراج مسدسه من جيبه
ثم ركب المصعد هو ووليد وشكله لا يبشر بالخير
عندما وصل الي شقته فتحها ودخل الي غرفه النوم  وكانت المفاجأه
أنه وجد تلك الفتاه نائمه مع رجل آخر في شقته
قام بإطلاق طلقه هادره من المسدس مما جعلهما يستيقظا وعندما رأت الفتاه رعد نهضت
واقفه علي السرير بفزع فأطلق رعد طلقه ثانيه في اتجاهها و..........................
...............................................................................يتبع.

توقعاتكم ؟؟؟؟!

شيطان لا يعرف الرحمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن