1

25.5K 350 36
                                    

البداية
في احد المناطق النائيه بعيدا عن الرياض
راجعين من المدرسه تحت أشعة الشمس الي احرقت جلودهم من كثر ما مشوا تحتها تاففت وحده منهم و أخذت حصى من الأرض و رمتها لبعــيد  وصلوا للحاره بعد نص ساعه و توجهوا لبيتهم القديم فتحت الباب بقوه ورمت آلشنطه الي من عام جد جدي
و قالت بصراخ: الله يأخذ ذاك السواق المخيس ليش ما يغيرونه طفشت من هالعيشه ..
سمعوا صوت اختهم من المطبخ: بشويش على الباب يا مال الي ماني بقايله..
قالت اختها الي دخلت بعدها و فسخت النقاب ورمته : والله يا خلود لو تتكلمين من الحين لبكره ما دروا عن هوى دارك ..
دخلت وراهم أختهم بهدوء و خمول و شالت نقابها و عباءتها و علقتها و دخلت تنام قالت خلود و هي تلحقها بعيونها: وش بها دانه مبرطمه من الصبح..
ردت عليها روابي : امس سهرانه طول الليل و مداومه قايله ان عندها اختبار..
قامت خلود و هي تتمطى و تتثاوب :اآاآاهــ الي يشوفها يقول انها بالعه الكتاب بلع و هي حتى الهمزة على السطر ما تعرف..
وراحت تنام قامت روابي و راحت للمطبخ على طول سبقتها
ريحة الأكل دخلت و لقت منى تقطع الكوسه على الارض شافتها منى ورجعت تقطع قالت روابي: حركات اليوم طابخه..
منى: ايه حصلت لي كم فلس قلت اشتري و اطبخ شيء بسيط ..
وكملت منى وقالت: وش فيها أختك قالبه البيت ..
جلست روابي قدامها و هي تقول : اليوم قعدنا ننتظر بالمدرسه الباص و ما قالوا لنا انه ما بيجي الا الحين و عاد تعرفين شمس الظهر..
وقفت منى و أخذت الكوسه المقطعه و تحطها بصينيه و هي تقول: عاد انتم مو احسن من شموخ و روان المساكين عاد جامعتهم بعيده من هنا بستين كيلو وعليها ما يجوا هنا الا بعد ساعه وعليها..
قالت روابي و هي تصب لها مويه وهي تفكر انها السنه الجايه بتكون معهم: اي والله و انتي الصادقة ما نقول الا الله يعين..
خرجت روابي عشان تغير ملابسها دخلت غرفتها أو بالأحرى غرفتها هي و دانه و خلود حصلتهم نايمين غيرت ملابسها و علقت مريولها طلعت من الغرفه و راحت لغرفة التوأم كيان وليان فتحت الباب بشويش رغم صوت الصرير و كانت كيان نايمه و ليان تذاكر
و منسجمه بالمذاكرة قفلت الباب
و راحت تساعد منى بالمطبخ
....
بالنقل ..
في طريق خالي من السيارات أشعة الشمس مسلطه عليهم باص
متوسط قديم يسوقها سواق سوداني له مده طويلــه في هاذي المهنه
ينقل مجموعه قليله جدا لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين و في
اخر الباص روان قاعده بملل وتغني: طفش طفـش تن تـررن دوما طفش تن تـررن لنحييا بطفـش تن تـررن لنموت بطفش تن تن تـررن ..
شموخ بانزعاج: خلاص يمال اللي ماني بقايله أبغى اراجع الي درسته..
روان و هي تسند راسها على فخذ شموخ و ترفع رجلينها على المقعدة :فيني نوم
شموخ و هي تدف راس روان من عليها: قومي يا بقرة السواق بيشوفك ..
رجعت روان رأسها و هي تقول : المقعدة الي قدامنا تغطي علي عادي..
تنهدت شموخ و كملت مراجعه تشد حيلها بالدراسة قد ما تقدر عشان
تكون لها وظيفه محترمه تنهدت بتعب من طول الطريق و غفت بدون ما تحس
...
بالمساء الساعة 5:15
متجمعين كلهم عند التلفزيون القديم بالصاله المتوسطه شاي و فصفص وسوالف قالت دانه: روان تعرفينها ابلى مناير الي كانت تدرسك
روان و هي تشرب رشفه من الشاي:اي وش بها
دانه : تخيلي انها حامل
شهقت روان و ضحكت شموخ
ليان: طيب وش فيها
خلود:هاذي الابلى الله يعزك كل سنه تحمل اليوم جابت معها اولادها التوأم الي ولدتهم السنه الماضيه..
كيان وهي تضحك: هذي والله لو قطوه..
ضحكت منى و قالت: بنات خلاص من الحش ..
كيان: طيب تتذكرون جيرانا الي باخر الحاره الي ما نقابلهم
وذاك ولدهم المغرور الخكري..
روابي : اي شفته مره و انا اشتري من البقاله..
كيان : قبل يومين كنت اطالع من الطاقه فشفته و كان جاي ماشي من بعيد بيمشي جنب بيتنا و كان ممشط شعره على ورى و دانه كانت تمسح الأرضيات فاخذت الدلو حق ألمويه و طلعت السطح و يوم قرب كبيت عليه دلو المويه خخخخخ بنات لو تشوفون كيف شكله صار كأنه العامل راعي البقاله عمران..
ضحكوا البنات
و قالت دانه بضحكه:ههههه وانا كنت مستغربه كيف صار الدلو فاضي..
بعد مده من السوالف
عدلت منى جلستها و قالت : بنات لازم نجدد بطايق الأحوال ضروري و باقي أشياء كثيره ناقصه .. و لسى روابي وراها تحصيلي ما تدخل الا ببطاقة
خلود زمت شفايفها :و انا متى باستلم بطاقة إنشاءالله..
شموخ بهدوء: باقي انتي ب١٧ يعني السنه الجايه ..
روان و هي تفصفص: وبعد مبنى الأحوال الي قريب من هنا هدوه الله يهد راس العدو ..
كيان قفزت بحماس: يعني بنروح للرياض..
منى :اي ما كنت ابي نروح كلنا بس لازم انا و شموخ و روان و روابي نجدد وما راح يقعد احد عندكم ..
خلود و هي تأشر لنفسها: ما تشوفيني طول و عرض قدامك ..
ليان بطولة لسان: علزق طول و عرض و بدون عقل ..
كانت خلود تبي تقوم عليها بس مسكتها شموخ و كيان تضحك
...
في مكان بــعـــيـــــد من هالحاره القديمه
تحديدا في احد ارقى الأحياء قصر كبيـــر تملأه الفخامه
و الخدم و الحشم في الصاله الواسعة الدائرية و شاشة البلازما الكبيره  و على احد الجلسات الفخمة باللون الروز والنقش الذهبي جالس الجد يقرأ الجريدة و يحتسي قهوته ألعربيه بلده الي مهما مر الزمن و كثر الغنى و المال ما راح يستغنون عنها لا هو ولا عائلته سمع تنهيدة  زوجته و التفت عليها شافها مهمومه و حاطه يدها على خدها من يوم ما طرد ولده من البيت و هي على هالحاله كان عبدالله حبيبها و مميز عندها من بين اخوانه لكن ..
التفتت له الجده و هي تقول بأمل و ترجي: ســالم تكـفى انا حاسه ان عـبدالله مخلف له خلفه مستحيل انه كل هالسنين و انه ما كون له أسره ..
حطت يدها على قلبها و هي تقول: انا انا احس ان فيه اثر لعبدالله بهالدنيا الواسعة ..
نزل الجد نظارته بعد ما سئم من هالموضوع و هو يقول: نوره كم قلت لك اني بحثت في كل مكان و مــا فيه احد ولدك مات و ما وراه احد ..
مسكت الجده غصتها و قامت راحت لجناحها تنهد الجد و قام لحقها
...
صباح اليوم الثاني الساعة 9:00
خرجوا كيان و ليان من البيت رايحين للبقالة الحاره لابسين عبايات
و الطرحة على كتوفهم دخلوا البقاله و ليان معها قائمة المشتريات انحنت كيان بصوت عالي و هي تدور بين أغراض الرف :عمرانووه وين السنكرس من يومين ما حصلته ..
عمران بانزعاج : هزا كثير قرقر سنيكرس سنيكرس انا فيه قولي قبل كم يوم سنيكرس ما فيه ما فيه بكره يجي سياره كبير يجيب سنيكرس..
ليان بطفش: خلاص ياختي خذي اي شي أصلا ما عندنا الا عشرين ناخذ تصبيره عشان المشوار..
تاففت كيان و قامت أخذت جلاكسي و شبس و أخذت تصبيره لها ولاخواتها
جوا بيطلعوا الا و تسمع صوت من وراها التفتوا و شافوا ولد جيرانهم الملقوف فايز : اشوف علاء السوداني عند باب بيتكم وين رايحين ..
قلبت كيان عيونها : وأنت وش حاشرك يمال العمى فهمني..
فايز بابتسامه ملتويه:  يعميك إنشاء الله حاشرني المكان الي بتروحون له بصبح ربي انتي و أخواتك يا الدش..
ما كمل كلمته الا و بذاك الكف من كيان على وجهه
تلقائيا مسك خده بصدمه طالع في كيان الي صدرها يرتفع و يهبط بشكل مخيف و ليان تهديها و طالعت فيه بنظرات نارية
وقالت : ما الداشرالا انت و امثالك الحثالة يا قليل المروه تتبلى على بنات الناس انت و أمك الي ناشره عنا الي ما ينقال استح على دمك و انقلع ..
سحبتها ليان غصب و راحوا وتركوه واقف مصدوم ركبوا الباص الصغير و جلست كيان و ليان جنب بعض التفتت لهم خلود و هي تأشر بيدها: كيان ليش ضربتي فايز !! ..
كيان و هي تلتفت للطاقه بقهر : ما يخصك ..
التفتت منى على ليان الي كانت جنبها و همست لها و انتظرت ليان شوي و رجعت همست لمنى انعقدت حواجب منى
و أسندت ظهرها على ورى و تنهدت بصمت 
جلسوا دقايق على هالهدوء و بدت السوالف
دانه و هي تفتح كيس البقاله تدور داخله و فجأه شهقت
:هههئئئ ليش ما جبتوا ليز حار الله ياخذ العدو ..
التفتت ليان لها: يا برميل شوفي الكيس الثاني الي عند رجولك
بتحصلينه ..
فتحت دانه الكيس و أخذت الليز بدت تأكل
روان وهي تكلم شموخ :زميلاتي بالكلاس كلهم رايحين الرياض و يتكلمون عنه دايمًا .. حماس اخيرًا راح اشوف هالرياض!!
شموخ ابتسمت: تصدقين حتى انا متحمسه لها بعد كل شيء هي العاصمه ولا قد عمرنا طبينا مدينة اصلا!
روان اللي تو تستوعب: تصدقين تو افكر اول مره نطلع برى القرية غير عن طريق الجامعه! الله حماس
ضحكوا الثنتين و كملوا سوالف تنهدت منى الي سمعتهم و طالعت بالطاقه رغم انها تحاول تسعدهم باللي تقدر عليه
بس تعبت خلاص
خصوصا روحتهم هاذي بتكلفها ٢٠٠ روحه و رجعه
تنهدت
منى دايما تحاول ما تحسسهم بالنقص قدر الامكان رغم عدم قدرتها على انها تحقق لهم كل شيء
"الله يرحمكم يا امي و ابوي تركتونا بدون أهل أو أقارب
لولا خالتي سمر الله يرحمها الي ربتنا و تعبت علينا و ضفتنا بعدكم ما كنا متجمعين مع بعض و نضحك الحين مع بعض كنت ابي يكون لنا سند و عزوه بس الله يعين "
.. طالعت منى كيان بحسره
( اكثر وحده متأثره بالسند كيان تخاف تتحول لمسترجله  مع هالظروف يكفيها انها قاصه شعرها بوي و ما غير تتهاوش مع عيال الحاره و بعد كل شي مهما كانت قويه هي بنت و تخاف يضرها شيء بعد كل شيء ما وراها احد يحميها
قالت لليان اذا شافت اي تصرف صبياني او عربجي زياده من توأمها تقولي ويكفيها انو دايما تخليها تشتغل معها بالمطبخ غصبًا عنها  تلهيها .. تنهدت و حطت رأسها على الطاقه بس حست بيد تمسك يدها التفتت و حصلت روابي تمسك يدها بحنان و شموخ مسكت يدها الثانيه و مبتسمين ورى الغطاء

رواية : نَفسـي عَـزِيـزة مَـن جَفانـي جَفِّـيته لـو صَـعب عَلـى القَلـب فَرقـاهWhere stories live. Discover now