تحولت نظرات الشابة من فضول إلى إنبهار وانفتح ثغرها قليلا بينما نهضت هي الأخرى واقتربت من سيلا حتى كادت تلتصق بها.

ارتسمت على شفتيها الداميتين ابتسامة عريضة وحشرت رأسها في عنق سيلا ويدها امتدت لتنزع ربطة الشعر التي منعت الخصلات الشبحية من الانسدال، داعبتها بأنفها مستنشقة عبقها لتعرف أي نوع من الكائنات هي وعندما لم يفلح ذلك برزت أنيابها لتصنع خدشا سالت منه قطرات صغيرة من الدماء لعقتها الشابة قبل أن تلطخ بياض ثوب سِيلا.

«لايكان... ما اسمكِ؟».
لم تبتعد ولو سنتمترا بل دنت أكثر حتى امتزجت أنفاسهما.

حين لم تُجِبها الخادمة متصلبة الأطراف، عبست قليلا وأضافت بنبرة متذمرة.

«أنا ڤاليرا، ماذا عنكِ؟».
كلامها لم يفعل شيئا لـ سيلا سوى زيادة شعورها بالاختناق لانكشاف سرّها، وأمام لايكان من بين كل الفصائل!

«هل أكل الذئب لسانك؟ دعيني أتأكد...».
تسللت يد ڤاليرا خلف عنق الخادمة المرتجفة وجذبتها إليها حتى التحمت شفاههما.

بفعل الصدمة، لم تتحرك سيلا وتجمدت مكانها بأعين منفرجة إلى أن وقعت إحدى عدساتها. ذلك أيقظها من شرودها وجعلها تدفع الشابة بعيدا عنها ثم تنطلق مهرولة إلى المخرج.

كل ما دار في عقلها في تلك اللحظة هو الفرار، الفرار من اللايكان التي تتحرش بها ومن القلعة بصفة عامة...

قبل أن تصل إلى المقبض، استدار من تلقاء نفسه ودخل شخص مستعجل موصدا الباب وراءه.

«لِيو...».
شهقت سِيلا ثم تذكرت أن تنكرها قد زال فغطّت رأسها واستدارت لتركض في الاتجاه المعاكس لكن ڤاليرا كانت واقفة خلفها ببضعة خطوات ما دفعها لتغيير وجهتها والوقوف بجانب الطبيب مُخبّئة جسدها تحت ذراعه.

«لِيونار، لِم تُقاطِعني دائما؟!».
شبكت ڨاليرا ذراعيها على صدرها وعبست كطفل أُخِذت منه لعبته المفضلة.

«ڨاليرا! ماذا فعلتِ بالفتاة المسكينة؟!».
انحنى ليو ممسكا بوجه سِيلا المُتعرق بين كفيه الضخمين؛ فمها كان ملطخا بأحمر شفاه قاتم والخوف كان باديا في نظرتها المدمِعة. ذلك ما جلبه إلى هنا في المقام الأول، استشعاره لقدر كبير من الخوف يتملك أحدا ما في هذا المكان.

لمسته ساعدت في تهدئتها وإبطاء نبضات قلبها قبل أن يكسر قفصه الصدري ويقع أرضا، عزمُها السابق على الهرب تلاشى واستبدلته رغبة في الالتصاق بالطبيب إلى اليوم الذي يقع فيه القمر على الأرض.

«هل أنتِ بخير؟».
سألها بنبرة قلقة بينما مسح على شعرها وضمّها إليه ثم وجّه نظرة حادة لـلايكان التي تسببت في هذه الفوضى فوجدها تبادله النظرة بأخرى أكثر حدة.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now