مرحبا , شكسبير ؟
2014 – الأول من نوفمبر .
جسدٌ يميني و جسدٌ يساري , مقعد أجلس عليهِ و طاولة مسطحة أمامي ,
حسنا , يمكنني ان اتجاهل كرهي للمكوث في مكان رمادي بالكامل ,
ولكن الاصفاد التي تحاصر كفوفي لا تطاق أبدا ؟
ومايزيد الأمر سوءاً .. ثرثرة هذا اللعينّ الذي يسير يمينا و يسارا أمامي منذ ساعات .
الاول من نوفمبر .. ربما يعدّ أهم يوم في تاريخ إنجازات الحكومة في كوريا الشمالية .
إبتسامتي اللعوبة لم تفارق فميّ , تقلبات عيني في كل إتجاه معبرةً عن مللي و ضجري كانت تعلب دورا كبيرا
في استفزاز هذا الأحمق ..
" إذا .. ؟ "
يتحدث بعد وقت طويل من الصمت ,
لم يكسر صمته سوى عدة اسئلة لم أجِب عليها و لن أفعل ..
" بيون بيكهيون , انا اسألك للمرة التاسعه .. "
نفخت عيناي قليلا لأتظاهر بأنني اتسائل عن أي سؤال يتحدث ؟
" أين خبأتها ؟ "
همهمت ليسألني سؤالاً واضحا , و كأني لا اعرف ..
سحب مقعده مقابلا لي و جلس يحدق مجددا .
" سلمني الرقاقة بيون بيكهيون ."
و ها انا أقف في صف الصمت لما يقارب الخمس عشرة ثانية بدلاَ منه ,
هدوء تعابير وجهي و سكون حنجرتي تبخر ,
وذلك حين نفث بسخرية ,
" تشه .. "
تمرد حاجبه الأيمن للأعلى حين سمِع إجابة لم يردها ,
" ههمم ... الرقيب بارك لقد مضى 16 عاما بالفعل ؟ لم اعلم أنك مغفلا هكذا .. "
" أنت ! راقب حديثك ! "
صوت قدم من أحد الحراس بجانبي و كأنما يهددني ,
وكأنما يجب عليّ إحترامه ؟
لتتعفّن في عبوديتهم أنت , أما انا فقد سئِمت من كل ذلك ,
لا زال الرقيب ينظر في الفراغ ~
" لقد مات أبي , إذهب لمقبرته و اسأله عن تلك الرقاقة ما شأني أنا ؟ "
" توقّف عن لعب دور المغفل , قمنا بتفتيش منزلك انشا انشا ولكن لا أثر "