.|22|.

538 101 23
                                    



لستُ أدري كيف، أو متى حصل ذلك. لكن وبعد التفكير بالأمر، أنا منذ البداية لم أؤمن يوماً بمفهوم الصداقة القوية بين الفتى والفتاة دونما أن يحب أحدهما الآخر ولو أنه نفسه لم يعلم، أؤمن كذلك أنها هكذا فقط هي الطبيعة التي خلقنا الله عليها، ومن أنا لأنكر وجودها أو أحاول كسرها..

لا يجب أن أستغرب ذلك بأيّ حال، أعني، هو الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي طوال المدة الفارطة دون كللٍ أو مللٍ حتى في حين أنني أنا نفسي مللتُ منها !، وصنّفت تصرفاته على أنها التصرفاتُ الحقّة للصديق الوفي. إلا أن ذلك لم يمنعني من الانجذاب له تلقائياً. شخصٌ بمثل طيبته، بمثل شخصيته، بمثل عقله، بمثل بسمته التي تأسر أيّاً كان خاصةً مع احتباسه لها مُعظم الوقت؛ فمن أنا لأقاوم كل هذا بحق من خلق القهوة التي تشكلت بنقائها في حدقتيه؟

لكن حبي له خطأ، خطأٌ كبيرٌ من كل النواحي، بقدر ماهو فعلٌ غبيٌ مني.

أعلم أنه ليس ممتازاً في استقراء الناس؛ غيرَ أنه وحتى هو سيدرك لو تماديت في إبداء هذا الحب على تصرفاتي وملامحي، وحينها فستكون العواقب وخيمة. حرفياً وخيمةً بكل احتمال من الاحتمالات، فلو حدث واكتشف ذلك وأراد توضيح أننا ' مجرد أصدقاء ' سيكون ذلك جدّ محرجٍ بقدر ماهو مزعجٌ لكلينا، ولو حدث بمعجزة هندية وبالطبع لن تحصل وقال فجأة أنه يبادلني الشعور؛ فالحال هنا سيكون أسوأ، أسوأ بكثير !

فسبق وذكرت أنني لا أتبع تعاليم ديني بحذافيرها بعد، لكنني أيضاً تربيت في عائلةٍ ولو لم تشدد عليّ في إتباعها إلا أنها لم تتركني لحال سبيلي كذلك أمتص من عاداتِ أديان مُغايرة فقط لكونها ' الطبيعي ' هنا حتى لو لم يكن للدين علاقة، أمي بشكلٍ خاص شددت على ذلك، كانت متمّسكة بما ترّبت عليه وقالت أنها عاهدت أهلها بدورها قُبيل أن تهاجر بألاّ تنحرف عما بنوها عليه. وبعبارةٍ أخرى، فأنا لا أواعد. فماذا لو طلب ذلك مني ورفضته فينسى صُحبتنا للأبد؟! لا أتخيله قد يفعل، لكني سأؤذيه بأيّ حال.

أعلم،أعلم. أبدو وعند اللحظة تافهة لعيشي مثل هكذا صراعٍ غبيٍ بين كل الذي يحصل ليوحالة أمي المُتذبذبة، لكنه هذا الصراع التافه يُعطي جسدي وعقلي موضوعاً أخيراًللتفكير والشعور به ومنه سأستعيد طاقتي التي ضاعت سابقاً. كذلك، أنا لستُ مستعدةً مطلقاً لفقدانه. كصديق، كحبيب، كأيّ شيء .. لستُ مستعدة لفقدان سايمون.     

تيهان رُوح.Where stories live. Discover now