.|14|.

557 108 11
                                    


حالةٌ من فقدان الإدراك لمدةٍ معينة، قد تتباين أعراضها من الإنكار التام للصمت مع الشرود في اللاشيء. هي الصدمة. وتلك كانت حالتي.

حتى بعد أن نجت، حتى بعد أن طمأنني الأطباء والممرضات وكل من رأى حالتي المُزرية بذاك المُستشفى بأنه تم إنقاذها، إلا أنني لا زلتُ أعاني حالةً من الصدمة. لم أحمل أيّ مشاعر محددة، كنتُ أعلم أننا نعاني ضغوطاتٍ صعبة، كنتُ أدرك أنها ومهما طالت فكل العُقد بالنهاية ستنفكّ وبوجود أبي أو دونه فإن حياتنا ستستمر، كنتُ ولطالما آمنت بأن أمي امرأةٌ قوية، قد تتخلى عن أمور أحياناً لعلمها بلا فائدة التمسك بها، لكنها لا تستسلم لأيٍّ كان بتلك البساطة؛ وأن أراها أمام عينيّ على حافة هاوية الموتِ وهي ترمي نفسها فيها؟ فذاك ما صدمني.

لم أخرج من هذه الحالة إلا وعندما فتحت عينيها بعدما قارب يوماً على غيبوبتها، وأول ما حطتا عليه كان وجهي أنا. ولم تحملا نظرةً خيّرة، كما لو أن هناك بحاراً من الكلمات التي تريد قولها.

لم أهتم لها على كلٍ، فقط احتضنتها، وشرعتُ في البكاء. 

تيهان رُوح.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن