.|18|.

553 100 8
                                    



دغدغت وُريقات العُشب الأخضرِ النضِر أسفله وجهي الذي استلقى عليها في لمساتٍ ناعمة خفيفة. كان بارداً كما هو فبراير، لكن جافاً مع عدم تساقط الأمطار لمدة. رائحته زكية، مُنعشة، تطمئنني مع حفيف الأشجار المُنتصبة على تُربته من سنين في هذه الحديقة المنسية بأن الحياة ومهما كانت الصعوبات؛ تقف دائماً مع الصابرين.. أو أنه الله الذي يفعل.

كانت عيناي تُحدقان في شاشة هاتفي التي احتوت على القرآن كتطبيق، أقرأ فيه رُغم أني لم ألمسه حقيقةً من مدة.

نالني الوهنُ بالفعل، جسدياً ومعنوياً بحيث لم يهمني حتى لو دخل أحدهم الحديقة ورآني كما المجنونة مستلقية هكذا عل الأرضِ الباردة، وما همني فحسبُ هو قراءة بعضٍ من آياته علّي أتشرب منه بعض الطاقة.. لكن الذي جعل قلبي ينقبض كما يومِ تغيرت حياتي بفعلِ أمي، هو أنني لم أتأثر. مُطلقاً لم أتأثر.

-" سيرين ! أخيراً وجدتك ! " انتفضت داخلياً للصوت الذي قاطعني عن لحظة .. ارتعابي. وقد كان سايمون، بالطبع، فهو الوحيد الذي يعلم بمجيئي لهذا المكان المهجورِ المنسيّ.

نظرت وهلةً للهاتف؛ ثم أطلقتُ تنهيدةً طويلة وأطفأته.

ما لكِ هكذا غبية؟ بالطبعِ لن تتأثري، أنـتِ التي لم تُكلفي نفسكِ عناء حتى أن تستمعي له فيما سبق من أيام وشهور.. وأعوام ! فكيف لكِ أن تتأثري وتشعري بتلك الراحة التي تناسيتها هي الأخرى حتى، فقط بقراءةٍ سريعة على هاتف؟!

-" لماذا خرجتِ ركضاً من المدرسة؟! " تساءل، وعندئذٍ، تنهدتُ مجدداً وأجبته بالصمت. غير راغبةٍ بتذكر أيٍّ من الذي حصل.

تيهان رُوح.Where stories live. Discover now