١١

6.4K 549 502
                                    

_


بعد عودتها إلى غرفتها،
إنتهى الأمرُ بها برسم تخطيطاتٍ ليّد جونقكوك و أجزاءٌ أخرى مِن جسدهِ على دفتر الرسم الخاص فيها.

لقد خلقت الكثير،
عندما إنبثق في ذاكرتها مشهدُ تدخنيه في المختبر أمامها، و إلى جانبها.

لقد كانت ترسمُ جسده المُتكئ على المنضدة بدقة. رغم إنها لا تمتلك فكرة عن كيف يكون، فقط إستمرت بإختراع جسد جديد له.

بيد إنها أستخدمت الممحاة كثيرًا،
عندما صار يبدو متعرجًا.

أرادت البصق على الأوراق و من ثم تمزيقها،
لكنها تمالكت أعصابها عندما وصلت لآخر لمسة.

في حضن إصبعيه قد وضعت السيجارة،
و إرتخت على مقعدها تحدق فيما فعلت.

أرادت تمزيقهم ثم حرقهم، لكنها كلما تمعنّت فيهم أكثر، كلما زادوا جمالًا.

حيث تواجد الفنُ هناك،
الجسد، الأيادي، السيجارة،
و الأنامل التي كانت تمسُكها بإحكام.

كانت معجبة..
بالذي فعلته ليس إلا.

رغم إنها في ذات الوقت كانت كارهة،
لِطباعة ما يخصُ هذا الكائن الكريه على أوراقها.

كان جسم الإنسان ملهمًا، بغض النظر إلى من يعود و من صاحبهُ، فلا داعٍ للخجل و الإنزعاج الذي يزورها الآن.

على الأقل هذا ما أخبرت فيه ذاتُها.

___

إستيقظت مُتأخرة. رفقة صداعٍ داهم رأسها،
لم تعلم حتى كيف إرتدت ملابسُها، أو كيف كان يبدو شعرها.

لكنها على أتم اليقين بإنها كانت مرعبة.

حملت حقيبتها و إستمرت بالركض،
حتى ولجت إلى باطن المدرسة.

كانت المشاعرُ السلبية رفيقتها،
كرهت الدراسة، المدرسة، الأساتذة، الطلبة،
و حتى حاوية النفايات. كُل شيء موجود في هذه البقعة.

واصلت ركضها السريع. حتى إستوقفها سؤالًا في قلب الممر، إلى أين هي تتجه؟ و ما هي الحصة الأولى؟

أرادت نتف شعرها عندما غلبّها النسيان. أسقطت حقيبتها من ظهرها، بغيّة فتحها و تصفح الجدول الدراسي.

إلا أن النقرة التي لاحت كتفها الأيسر جعلتها تستدير. باحثةً عن الفاعل،
لكنها في المقابل لم تعثر على أحد.

أتاراكسيا.Where stories live. Discover now