٠١

24.7K 950 608
                                    

قراءة ممتعة.
______

في هدوءٍ أقفُ أمامَ مبنى المدرسة، أُطالعهُ و القهرُ يعبثُ في خاطري. إنهُ اليوم الدراسي الثاني لي، تمنّيتُ عدم تماثِله للأول.

أخذتُ نفسًا عميقًا و قدتُ خُطواتي لِلداخل،
الأعينُ كانت عليَّ، عادةٍ مُقرفة للناس، أشعُر و كأني عارية.

تجاهلتُ و إستمررتُ في السير.

بعثرت أنظارُي في الأرجاء عندما أدركتُ الزحمة في الممر، شدّتُ على حقيبتي و تملصتُ من بين الحشد.

طردت نفسًا عندما وجدت الصفُ فارغًا من الأنام، جميعهُم مشغولينَ في تفحصُ المدرسة.

وزعت أنظاري أتفحصُ الصف في مللٍ، لقد كان خانقًا.

بعدَ تنهيدةٍ طويلة، رميتُ حقيبتي على المقعد و غادرت، وجهتي كانت السطح، من المُمتع مُراقبة الغُيوم ريثما تبدأ الحِصص.

بدأت أتسلقُ السلالمُ بِخمول، أنا حتمًا كرهت هذا الفِعل لكن يجبُ عليَّ أن أُشغل نفسي.

صُدمت تقريبًا عِندما وجدت باب السِطح مفتوحًا، ألتفت أُطالع ما وراءِي، لكني لم أجد أيَّ أثر.

تنهدت و رسمت خُطواتي إلى الداخل.

توقفت عن التقدُم عِندما وجدت جسدًا يتخذُ الأرضية مجلسًا، لمّ أتعرفُ على هويتهُ، فقط ظهرهُ ما تراءى لي.

و مِن الثياب التي سترت جسدهُ توقعت أنهُ طالبٌ. لم أمنحهُ أهتمامًا و تقدمت خُطوة واحدة، لكني عدتُ إلى التوقفُ عندما صدرَّ صوتُ صَفير.

- أتيت، أخيرًا، كُنت أنتظرك.

ينتظرُني؟ أنا؟ هل هو مجنون؟
كيفَ أخبرهُ أني لا أعرف في هذا العالم سِوى عائلتي.

تجاهلتُ حديثهُ و تقدمتُ منهُ حتى أصبحتُ خلفَ ظهرهٍ تمامًا. بغية التعرفِ عليه.

- أُنظر إلى بلانكو. أنهُ جميل بالكامل،
منقاره، ذيلهُ، و صوتُ تغريدهُ.

منقار، ذيل، تغريد، طير..

أنهُ هو.
الفتى الذي أطعم الطيّور في تلك الليلة.

عِند إدراكِ لهذهِ النقطة، تخدرت أطرافي و شعرتُ ببعضًا مِن الضغط عند مُعدتي. أنا و هُو لا يجبُ أن نكون في ذات البُقعة.

شعرتُ بوجهي يصدرُ الحرارة،
أخذتُ نفسًا و عدتُ للخلف بخطواتي، يجبُ عليَّ الخُروج قبل أن يقفُ كُل شيئ ضدي و يستدير.

أتاراكسيا.Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon