٠٦

6.9K 632 415
                                    

يومان قد مرَّا دون رؤية جونقكوك مرةٍ أخرى، و شكرتُ الرب لذلك. كنتُ أشعر بالطمأنينة تملأُني.

كما أن أستاذ الرياضة قد توقف عن جعلي أقوم بالتنظيف، رُبما لجونقكوك أو عمهِ يدًا في الأمر؟

لا أعلم، و لستُ مُهتمة.

المُهم الآن، هو حصة الفيزياء، أجلسُ في مقعدي الذي يكون قبل الأخير و أقوم بِتقليب الأوراقَ بِتعبٍ. ريثما يإتي الأستاذ.

أبتلعُ لعابي بتوتر و أنا أراقب القوانين و غيرهُ من الطلاسم... مُرعب، جدًا.

فجأةٍ الأستاذ مرَّ عبر الباب و اوراقه بين اناملهِ،
حدق فينا بغضبٍ دون مُبرر، وضع أوراقه على المكتب و تحدث.

- نسيتُ شيئًا مُهمًا، طُلابي، لُطفائي.
سأذهب لجلبهِ، أتمنى أن لا تحدثوا أيَّة ضجة.

تحدثَ بأسلوبٍ لطيف، حسبَّ ما يظنُ، إنه فاشل. كان واضحًا على ملامحهُ أنه يُريد قتلنا بإبشع طريقة.

رُبما تعاركَ مع إمرأتهُ لأنها تأخرت في إعداد الإفطار؟ لا يهُم، المُهم هو خروجه. قد سُهل أستنشاقُ الهواء الآن.

لكن لا، عُسِر مرةٍ أخرى عندما لمحت عينايَّ طويلُ القامة يدلف إلى الصف. و على ظهرهِ قد تواجدت حقيبتهُ المدرسية.

اللعنة. جونقكوك.
ماذا يفعلُ هُنا؟ رؤية حقيبتهُ عندهُ تُثير رُعبي.

هل إنتقل إلى صفي؟ هل فعلها؟

لا. قطعًا لا، طردتُ تلك الفكرة من بالي، و عدتُ أخفضُ رأسي على الكتاب، أُطالعه بغباء.

مرَّ من جانبي، لقد أحسستُ بهِ عندما مر،
و شعرتُ بِالمرارية في فمي، لا أطيقهُ.

و عندَما تحركَ الكرسي الأخير، الذي يقبعُ خلفي، دقت ساعةُ الخطر.

إنهُ أنتقل إلى صفي،
و هو الآن يجلسُ خلفي.

فارَّ الغضبُ فيني عند إدراكي للأمر،
إن توقعَ مني السكوتُ، فَلا.

ألتفتُ إليهِ و أنا على يقين بإني سأقومُ بتحذيرهُ ببراعة، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح عندما كانت عيناهُ صوبَ خاصتي.

عيناهُ، أمقُتهما.

أبتلعتُ ما فيّ جوفي و إنطلقتُ في حديثي الذي كان في أعلى درجات الأدب، أكرهُ أخلاقي.

- مرحبًا فيك في صفنا.

سكت لوهلةٍ بتعابيرٍ عادية، ثم نطق كلامه بإبتسامةٍ مُتفاجئة.

أتاراكسيا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن