٠٩

6.9K 589 404
                                    

- في تلك الليلة، لم أقمُّ بتصوير إيَّ مقطع، و على فكرة، حتى هاتفي البطارية فيهِ قد كانت معدومة، كنتُ أمزحُ معكِ..

بعد إن أدلى بقوله، جانب وجهها كان مكشوفٌ بالنسبة له، مع تساقط بعض خصلات شعرها القصير، تطلع إلى التعابير الهادئة التي وضعتها على ملمحها، و أخذ يتوقع ردةُ فعلها.

لكن ما تلقاهُ منها هو الصمت المُستمر.

آن إليها قليلًا، و بترددٍ كبير وصلَّ كفهُ إلى متنها، نقرَّ عليهِ بسبابته و إرتقب إستدارتها، وحين فعلت، هو قد قال.

- أهلًا؟ هل أنتِ معي؟

إنتظر منها الجواب، و كان من الصعب على ديان إيجادهُ و النطق فيه.

صمتٍ مُطول تلاهُ تحمحمها تحت أنظارهِ، تُحسن ما جرى فيها.

- هل هذا بدى لك ممتعًا؟
مضحكًا أو شيئًا من هذا القبيل؟

حدقت فيه، و تسائلت بنوعٍ من الغضب حاولت قدر الإمكان عدم إظهاره، إلا أنهُ قد تبين لجونقكوك، و أبتسم على ذلك.

أرخى بظهرهُ على الجدار، رفع عينيهِ و أستعار ثوانٍ يُمثل فيها التفكير.

- نعم.

عُقب كلمتهِ، ما عُثر بينهُما الصمت المُريب، تطالعهُ بتعابيرٍ غير مفهومة و كان جونقكوك يحاول دراستها.

إجابتهُ و عدم حضور الندم و الأسف على طلائعهِ قد كثَّف من غضبها، و جعلها تتخلى عن رزانتها عندما طرحتهُ أرضًا.

هو في الأسفل، مع تعابيرُ التعجب التي رُسمت على خلقته، و هي تجلسُ على رُكبتيها إلى جانبهُ، واضعةً كوعها على رقبتهِ، مع رفعها لِكتاب الأحياء نحو وجهه.

لحظتها، قد رأى جانبًا مُختلفًا منها، غاضبة حد إحمرارها، و كأنها على صدد فعل العجائب به، كانت تُمثل الموت الجميل.

أمال رأسهُ و خلق أبتسامة، و أستمر بالتطلع إلى الوجه الغاضب أمامه.

- بعد طرحي، على هذا النحو، ما هي خطوتكِ التالية؟

كلمها، و مددّ ذراعهُ على الجانب.

- هل ستخلعين ملابسي؟

من فاهها قد صُدرت ضحكةٍ عندما نطق، ناظرت معالم وجههُ الهادئ، و ضغطت بكوعها على رقبتهِ.

- سأخلع ذراعك من مكانها.

- حقًا؟ لكنك لستِ عادلة، تُقيدينني بينما تقومين بالهجوم عليّ، إبتعدي عني، كي نتواجه رجلٌ لأمرأة.

أتاراكسيا.Where stories live. Discover now