Trust

Chapter 38

لا اعلم لماذا اريد بيع الخاتم لكنني ربما ينبغي علي بيعه لأتخلص من الماضي بالكامل.
(سيدتي! سيدتي!).ايقظني صوت العامل في محل بيع الحلي.
(هل سمعتي ما قلته لك سيدتي؟).سأل الرجل مره اخرى و جعلني امسح دمعتي التي نزلت من غير ان اشعر.
(ماذا كنتَ تقول؟).همستُ و انا انظر اليه.
لا اذكر بأنني دخلتُ الى هذا المكان لماذا انا هنا حتى؟ يا الهي ربما علي اخذ الادويه من والدي لتعيدني الى رشدي.
(هل انتِ متأكده بأنكِ تردين بيع هذا الخاتم؟).سألني البائع و جعلني انظر الى الخاتم الذي في يده.
الآن اعلم لماذا انا هنا.
ان كنتُ سأترك لوي حقاً علي ان اترك هذا الجزء له و ان لا ابيعه, لكنني لا اريد ان ارى الأمل الذي حظيتُ به و رحل, لهذا علي ترك الخاتم يذهب.
(نعم انني متأكده).قلتُ للبائع الذي ابتسم لي بـلطف.
(هل هو لك؟).سأل و جعلني انظر اليه.
(ماذا؟).قلتُ و انا اعقد حاجبي.
(اعني الخاتم هل هو لك؟).سأل مره اخرى.
(لا ليس لي انه لوالدتي المتوفاه فـوالدي اراد بيعه حتى لا يتذكر ما حدث).قلتُ من غير تفكير و انا لا اصدق بالكذبه التي انشأتها لتو.
ابتسم لي البائع ابتسامه بسطيه و قام بيما يقومه و لم اكن اعي اي اهتمام على الاطلاق.
(امم لو سمحت هل يمكنني تغير رأيي؟).قلتُ و انا انظر اليه يستدير الي.
(هل تريدين ابقائه كـذكرى لك؟).سألني و اومأت برأسي و انا اراه يعيد الخاتم الى الصندوق.
(انكِ تفعلين الخيار الصائب مهما كانت الذكرى سيئه لكِ عليك الاحتفاظ بها فقط ليذكرك بأنك كنتِ قويه حينها).قال البائع و هو يضع يده فوق يدي و يجعلني افتحها ليضع الصندوق فيها.
(ماذا ان كنتُ ضعيفه وقتها؟ هل حقاً سـتذكرني بأنني كنتُ قويه؟).سألته و انا انظر الى الاسفل.
(انكِ تذكريني كثيراً بأبني حقاً).همس البائع و جعلني انظر اليه ليكمل (لم تستطيعي بيعه لهذا انتِ قويه حقاً بـتمسك بالذكرى الذي يحملها هذا الصندوق و هذا يكفي ليجعلكِ قويه لكن تذكري دائماً ان الضعف ليسَ عيباً على الاطلاق انما يعني بأنكِ استحملتي ما لم يستطيع اي شخص استحامله).اخبرني البائع و جعل ابتسامه صغيره ترتسم على وجهي.
(سأحاول ان اتذكر هذا شكراً لك! انك لطيف حقاً!).اخبرته و انا ارى ابتسامته تتوسع.
(هذا اقل ما افعله فـأنتِ ربما اصغر من ابني بقليل فقط و انني احاول البحث عنه لكنني لم استطيع اجاده لكن رؤيتك تجعلني اشعر بانه قريب جداً).قال البائع و جعلني اشعر بالضجر.
(اتمنى ان تجد ابنك قريباً سيدي و شكراً لك مره اخرى).اخبرته و انا اخرج من المكان و انظر اليه لأراه يلوح الي و جعلني الوح اليه.
ياله من شخص لطيف حقاً!.
نظرتُ الى هاتفي و لم اجد اي رساله من هاري, لكن كانت هناك رساله مختلفه من بين و لوي و تايت و ايضاً ابي و الغريب ميلا!.
لم اكن في المزاج لأرى ماذا يردون او حتى لأقرا فـانا اشعر بالتعب من كل هذا المشي الذي افعله الآن.
عندما اقتربتُ من المنزل رأيتُ سياره هاري مركونه امامه, توسعت ابتسامتي و انا ارى تايت الذي كان واقفاً بجانب هاري في النافذه لا اعلم ماذا يفعلان, لكنني ركضتُ الى المنزل و سقطتُ قبل ان ادخل المنزل لأسمع صوت ضحكات تايت من الداخل و ارى الباب يُفتح الآن.
نظرتُ للأعلى لأرى هاري يرفعني عن الارض و ينظر الي و هو يضحك.
احتضنته بقوه و انا اقول (لقد اشتقت اليك كثيراً!!!).
كنتُ اضغط عليه بقوه لكنني ارخيتُ يداي من حوله عندما شعرتُ به يرفعني عن الارض و يحتضنني بقوه و يجعل وجهي على رقبته.
(لا تعلمين كيف كنتُ اشعر بالفراغ في داخلي من غير وجودك من حولي).همس هاري في اذني و يغلق الباب و يداه لا تزال حولي و ايضاً لا تزال قداماي لا تلامس الارض.
(كفا انتما الاثنين انكما تجعلان الدموع تتجمع في عيناي).قال تايت و جعل هاري يضحك في اذني ليرسم الابتسامه على شفتاي.
وضعني هاري على الارض لكن يداه اصبحت تحيط خصري و هو ينظر الي.
(لا تزال هناك بيتزا في الثلاجه ان اردتي كارا فقد فعل هاري عملاً جيداً لأنهاء الصندوق الاول معي قبل ان تأتي).قال تايت و جعلني اخلع حذائي و القيه عليه لأجعله يركض الى المطبخ.
(اين كنت؟).سألتُ هاري و انا انظر اليه.
(مكاناً ما).اخبرني و يداه تترك خصري ليذهب الى المطبخ مع تايت.
حسناً هناك خطباً و علي ان اعلم ما هو لكنني لا اريد دفع هاري ليغضب و ينتهي بنا المطاف نتشاجر.
تبعتهم الى المطبخ لأرى تايت يتحدث مع هاري عن المسلسل الذي كان يشاهده و يعيد تمثيل الاحداث امام هاري مستخدماً كل أداه يراها.
مشيتُ حيث كان هاري جالساً امام الطاوله القديمه المتسخه التي كانت تحمل صندوق البيتزا البارده فوقها.
فتح هاري يداه لي حتى اجلس على فخذه و انظر الى تايت و هو لا يزال يتحدث و يمثل احداث المسلسل الذي شاهده و يجعلني انا و هاري ننفجر ضاحكين و ننظر الى بعضنا البعض بأبتسامه واسعه.
لكن ذهني كان مشغول بـلوي, اعني هل يمكنني حقاً تركه الآن وان لا اعود اليه ابداً؟, اعلم بأنني كنتُ احبه و هو كان يحبني, لكن الآن هناك اشياء تغيرت, كل شيء تغير و ليس فقط شيء واحد.
نظرتُ الى هاري الذي كان يراقب و يستمع الى تايت.
انني احب هذا الغبي امامي, انني احقاً احبه و لا علي ان اكترث بـشأن الماضي! فـالماضي ماضي لا يصبح حاضراً او حتى مستقبل!.
نظرتُ الى شفاه هاري و لم اخذ دقيقه لأفكر ان كان علي ان اقبله او لا, كل ما فعلته هو انني امسكتُ بـوجهه و قبلته بـقوه على شفتاه.
يداه اتجهت لـوجنتاي, اصابعه كانت بارده على وجنتي الدافئه, لكنني لا امانع حقاً, فـأن شفتاه كان مذاقها كـالبيتزا.
(هل علي ان اخرج من المطبخ الآن؟).قال تايت و جعل هاري يتوقف عن تقبيلي و يرخي جبينه على جبيني.
ابتسمتُ عندما سمعتُ قهقه هاري و انا اعلم بأن عيناه مغلقه كما هي عيناي الآن.
(لما كان هذا).همس هاري و جعلني اقبل انفه و اسمع ضحكته مره اخرى.
(لأنني احبك).اخبرته و انا افتح عيناي لأراه مغمض عيناه.
(احبك اكثر من اي شيء في هذا العالم كارا).همس هاري و فتح عيناي.
و مره اخرى لا اعلم ما الخطب بـعيناه لكنها جمدتني في مكاني.
استطيع قضاء بقيه حياتي انظر اليها في هذا الصمت و انا ارى بريق السعاده في عينه و ابتسامته الواسعه التي تجعلني ابتسم رغماً عني.
(اذاً لقد هرب تايت).اخبرته و انا انظر الى عيناه تنظر الى الأعلى و بعدها ينظر الي.
(لم الحظ خروجه).همس هاري و اصابعه تلمس وجنتي.
(دعنا ننضم اليه في غرفه الجلوس).قلتُ لهاري الذي اومأ الي و ترك قبله على وجنتي قبل ان لا نقف و نشابك اصابعنا ببعضها البعض.
(اوه اعتقدتُ لثانيه بأنكما ستضاجعنا بعضكما البعض).قال تايت عندما جلس هاري بجانبه لأجلس انا في حضن هاري على الاريكه البيضاء الناعمه.
كم افتقدتُ هذي الاريكه حقاً!.
(حسناً لدينا متسع من الوقت لنقضيه الليله لهذا المضاجعه احدها و الآن اصمت و دعنا نشاهد مسلسلك الغبي).قلتُ لتايت و انا اضرب رأسه لأجعله ينظر الي.
بقينا نشاهد مسلسل تايت و كدتُ ان اغفو كـعادتي لو ان تايت لم يصرخ و يجعلني اقفز من مكاني لأشعر بيدا هاري من حولي تثبتني في مكاني و هو ينظر الي, و مره يمسح على شعري و يقبل مقدمه رأسي, و في بعض الاوقات ارفع نفسي قليلاً لأقبل انفه او حتى وجنته.
(تبدين متعبه يمكننا الذهاب الى غرفتك ان اردتي فـالساعه اصحبت العاشره الآن و اخيك سيغفو).همس هاري في اذني و جعلني افتح عيني لأرى تايت الناعس على الاريكه.
نظرتُ الى هاري و فركتُ عيني و تثاوبتُ قليلاً منما جعلته يضحك.
(هيا دعينا نذهب الى الاعلى).قال هاري و جعلني اقف على قدمي.
(غط تايت باللحاف ارجوك).قلتُ لهاري الذي اومأ الي و سحب اللحاف و وضعه على تايت بعدما جعله يستلقي على الاريكه.
ارخيتُ جسدي على جسد هاري عندما بدأ بالمشي الى السلالم و انا انظر اليه يغلق الانوار خلفنا و ابتسم كـالغبيه له.
انني حقاً احب كيف هاري يلاحظ اصغر الاشياء من حوله و يحفظها جيداً.
وصلنا الى باب غرفتي الذي فتحه هاري و هو ينظر الي بـابتسامه جعلتني اشعر بأنني امشي من غير ثياب.
(اذاً).قال هاري و هو يلتقط يدي و يجعلني ادور حول نفسي لأقع بين ذراعيه و هو يضحك.
امسكتُ بكتفه و انا انظر الى عيناه.
(انت في مزاج مرح اليوم).اخبرته و انا اشعر بيداه ترفعني عن الارض ليلقيني على السرير.
هذي المره لم اصرخ على العكس تمسكتُ به و جعلته يسقط معي على السرير.
(حسناً انه يعتمد على ما سوف اخبرك به).اخبرني هاري و هو ينظر الي.
(هل ستخبرني بما ازعجك عندما سألتك ما الخطب؟).سألته و انا اجلس الآن على السرير.
(انه ليس شيئاً يزعجني انه فقط شيئاً تمينتُ ان اجد افضل منه لأجلك لكنني وجدتُ اقرب شيء تخيلتيه في كتابك).قال هاري و هو يلمس شعري و يداعب وجهي بأطراف شعري.
(توقف).همستُ و انا امسك يده لأمنعه من مداعبتي.
(ماذا تعني بـاقرب شيء تخيلته في كتابي؟).سألته و انا اراه يبحث عن شيئاً ما في جيبه.
(حسناً حاولتُ ان اجد شقه بـنفس المواصفات التي كتبتيها بالكتاب اعني شقه بـغرفه وسيعه و حماماً متوسط الحجم و غرفه جلوس كبيره يوجد فيها رفوفاً للكتب و ايضاً مطبخاً مكشوف على غرفه الجلوس).قال هاري و امسك بيدي و وضع شيء لم استطيع رؤيته و اكمل (لكنني لم اجد بنفس المواصفات وجدتُ غرفه متوسطه الحجم و حمام ايضاً متوسط الحجم مع غرفه جلوس لا بأس بها و مطبخ مكشوف).
ابتسم هاري عندما انهى جملته و ابعد يده عن يدي لأرى مفتاحاً بـحرف "ك".
(انت تمازحني أليس كذلك؟).قلتُ و انا انظر الى المفتاح الذي بـيدي.
يستحيل ان يذهب هاري و يبحث عن شقه من أجلي, اعني بالطبع كنتُ ازعجه هو و اخي بأمر الشقه عندما كنا في الاسفل و ايضاً عندما كنا مع والدي, لكنني لم اقصد بأنه عليه الذهاب و البحث عن شقه من أجلي.
(سيكون هذا منزلنا كارا).همس هاري و امسك بـيدي الاخرى.
(انت لم تشتري الشقه من أجلي أليس كذلك؟).سألته و انا ارى عيناه تنظر الي.
(بالطبع انها لك و لمن سأشتريها و اهدر المال الذي لم استخدمه قط ان لم يكن من اجلك؟).قال هاري و اقترب اكثر الي.
(لكن علي ان اد-).كنتُ اقول قبل ان يقاطعني هاري بـقبله على شفتي ليجعلني اصمت.
(اشش لا اريد اي مالاً منك فقط كوني معي سعيده لا غير).همس هاري و جعلني انظر اليه.
كم اتمنى بأن يفتح عيناه و ينظر الي.
(هاري انظر الي ارجوك).اخبرتُ هاري لأرى عيناه تنظر الي الآن.
(انني احبك و انا لم احب شخصاً حباً لا استطيع فهمه لهذا لا تشك بـلحظه بشأن سعادتي معك).اخبرته و انا اضع يدي على وجنتاه.
(لا احد يستطيع ان يفرقنا كارا لا احد عداك).همس هاري و هو يحتضنني.
اومأ اليه و كان علي اخباره عن نايل.
(هل تعرف فتى يدعى نايل هوارن؟).سألته و انا اراه يبتعد عني.
(لماذا هذا الآن؟).سأل و جعلني ارفع كتفي.
(لقد رأيته اليوم لهذا).قلتُ و انا المس اصابعه و انظر اليه.
(ماذا اخبرك؟).قال هاري و جعلني ارفع كتفي.
(بأنك من قتل لانا؟ بأنك أتيت الى المنزل في منتصف الليل و حرقته من غير سبب؟ هراء من هذا القبيل).اخبرته و رأيته يومأ الي.
(هل تصدقينه؟).سأل هاري و جعلني ارفع كتفي.
(هل يجب علي؟).سألت هاري.
(لا ان كنتِ لا تريدين).قال هاري و جعلني اقترب اليه و اجلس على فخذاه.
(لا يهمني ما قاله نايل اليوم اريد سماع القصه منك انت ليس هو الكاذب المحتال).قلتُ له و انا اضع يدي على وجنته و اجعله ينظر الي.
(كارا).همس لكنني قاطعته (اخبرني بأنك لم تقتلها اخبرني بأنه لم يقل الحقيقه الكامله).قلتُ و انا ارى الدموع في عينه.
(كيف يمكنني قتل شخص احببته و لم استطيع امضاء لحظات معه؟).قال هاري.
(اعلم بأنك لم تقتلها هاري).همستُ و جعلته ينظر الى عيني و يجمدني كما يفعل دائماً.
(ماذا ان فعلت؟).قال هاري و جعلني ابتسم.
(سأكون فخوره بك لأنك قتلت تلك الساقطه على اي احوال).قلتُ و جعلتُ هاري يضحك.
(لهذا احبك).قال هاري و ابتسم.
(انني اعنيها لا يهم ان قتلتها ام لا لأن الماضي ماضي و ان كنا سنناقش الماضي فـانا اعلم بأن ماضيَّ اسوء من ماضيك حبيبي).قلتُ و انا المس وجنته.
(لستُ انا من قتلها كارا يمكنك الذهاب الى المشفى ليخبروك بأنني لن اراها قبل ان لا تموت يستحيل ان-).قال هاري و جعلني اقاطعه بـقبله على شفته.
(اشش انني اعلم هاري).همستُ و انا ابتعد و انظر اليه.
قَبل هاري رأسي و امسك بـيدي.
(انني احبك).همس و جعلني ابتسم و اهمس ايضاً (انني احبك اكثر هاري).
احتضني هاري و جعلني استلقي على صدره نتحدث عن ما حدث في بقيه اليوم.
سأكون بجانب هاري مهما يحدث فـأنا احبه, و ايضاً نايل يستطيع ان يحترق في الجحيم على تلك الكذبه.