Chapter 6

12.4K 534 77
                                    

اشعر بأن جسمي دافئ على غير طبيعته, اشعر بالامان الذي لم اشعر به منذ زمن, اشعر بأنني نمت اكثر من اي وقت مضى.
شعرتُ بيدين من حولي تجعلني اقترب اكثر اليه, فتحت عيناي على وجه هاري الصافي, ابتسمت عندما لاحظتُ بأنه لا يزال نائم.
عادت ذكرياتي بما اخبرني به قبل ان اغفو عليه.
(اعدك بأنك ستشعرين بالآمان الآن اعدك بأنني لم اجعلك تخافي مني انني اعدك بأنني لم اجعلك تخرجين من هذا المنزل فأنتي لا تعلمين ماذا حدث بي عندما فكرتُ بأنك هربتي حقاً).
شعرتُ بهواء الصباح يداعب شعري, نظرتُ الى النافذ و لم الحظ عندما دخلتُ الى المنزل ليلاً بأنها مفتوحه, ربما هاري جلس هنا ليراقبني؟.
نظرتُ الى الساعه لا تزال السابعه و ميلا تأتي الثامنه.
تثاوبت و حاولت ان انهض لكن يدين هاري كانت قويه حولي.
(ابقي معي).همس هاري.
لدقيقه اعتقدتُ بأنه استيقظ لكنه اكمل كلامه و همس (ارجوكِ ابقي لانا لا تتركيني).
تجنبتُ كلامه و قلت (هاري استيقظ انها السابعه).
فتح هاري عيناه و نظر الي ثم الى الساعه وقال (لما تستيقظين السابعه صباحاً؟ عودي للنوم كارا ليس هناك شيء لنفعله او شخص لنزعجه).
جعلني استلقي على الاريكه و اصبح الآن مستلقي على جنبه, تحديداً يقابلني الآن, يدينه لا تزال حولي عندما اغلق عيناه.
(الا تحب ان تستيقظ مبكراً؟).سألت و انا احاول بكل جهدي بأن لا اجعل يدي تلمس صدره.
(اششش فقط نامي اتفقنا).همس و جعلني اقترب اكثر اليه.
وضعت يدي على صدره و ابتعد عني قليلاً بحركه سريعه و فتح عينه و نظر في عيني, لا اعلم ما راى في عيني لكنه اقترب اكثر من قبل الي و همس (هل تشعرين بالامان الآن).
وضعت رأسي على صدره و لم يبتعد هذي المره.
(قليلاً).قلت و انا اغلق عيناي.
(عليكِ ان تشعري به سريعاً قبل ان اشعر بالضجر).قال و لا اعلم لما ابتسمت.
(اذاً ستشعر بالضجر مبكراً).قلت و انا افتح عيناي لأجد عيناه الخضروتان تنظر الي.
لم اكن اعلم ماذا اقول او افعل, و اظن بأنه يفكر بما افكر به.
(اذا).قلت و انا انظر الى النافذه المفتوحه.
دفعني هاري بعيداً عنه و نهض من مكانه و قال (اياكِ ان تفكري بأن تزعجيني مره اخرى!).
(ماذا بحق الله فعلت! لقد كنا بخير قبل قليل!).صحت به و انا انهض عن الاريكه لأقف امامه.
(كنا؟).قال و بدأ بالضحك.
مشى الى السلالم و نظر الي وقال (انتي يسهل اللعب بك حقاً).بعدها انفجر ضاحكاً يصعد السلالم.
ماذا بحق الله حدث؟, انني لا افهم هاري حقاً!, قبل قليل كان لطيف, اما الآن؟.
(صباح الخير! يبدوا بأنك نمتي على الاريكه اليوم كارا).قالت ميلا من خلفي و جعلت افكاري تتبعثر داخل رأسي.
استدرتُ لها وقلت (اعتقد بأنني فعلت من غير قصد).
اذا كان هاري لا يريد لاي من والدته او ميلا يعلمون فأنا لم اخبرهم بأنه كان نائم معي قبل ان يتحول لمتعجرف و حقير.
(اذا كيف كان يومك البارحه؟ خرجتِ من غير ان تودعيني).قالت ميلا و هي تدخل الى المطبخ.
تبعتها الى المطبخ و جلست على مقعدي الدائم وقلت (الى المكتبه ذهبت و قابلت احد اصدقاء هاري يدعى بين اراني بعض الكتب و رجعت متاخره).
(هاري فتح لك الباب؟).سألت و هي تضع الاغراض على الاطاوله.
حسناً هل يجب ان اخبرها بأنه جعلني انتظر في الخارج بينا كان فيه سكارا مستعدين لأغتصابي؟, بالطبع لا!.
(هل من شخص اخر سيفتح لي الباب؟).قلت و انا التقط تفاحه و اقضمها.
(حسناً يجب ان اقول بأن تصرفات هاري تحسن قليلاً عندما وصلتِ).قالت ميلا و هي تأخذ التفاحه من يدي و تغسلها و تعيدها الي.
(اعلم بأنه يتصرف كـحقير و متعجرف اغلب الاوقات لكن او ربما انكِ رأيتي لو قليلاً من الطيبه التي بداخله).قالت ميلا و هي تضع كوب امامي.
(ربما من يعلم).قلت و اخرجتُ تنهيده طويله.
(ماذا حدث بينك وبينه لتخرجي تنهيده بهذي الطول؟).سألت ميلا على شكل مزحه.
رفعت كتفي وقلت (هل اتصل والدي؟).
نظرتْ الي ميلا وقالت (في الحقيقه هو سيأتي في اي لحظه الآن).
اومأت لها و نظرتُ الى الطاوله لكن ما قلته جعلني اتجمد.
(لقد اتى هنا البارحه و راى المخدرات التي كانت ملكك و جن جنونه و اخبرني ان كنت اعلم بأنك في اعاده تأهيل).قالت ميلا.
سأموت لا محال!, اعلم ان والدي سيغضب الآن غضب لا يمكنني تحمله!, كم اكره هاري الآن! هو السبب!, لماذا الومه؟ فأنا من طلب منه اما هو فلم يعرض علي.
لماذا ادفع عنه؟, لا افهم نفسي!.
ربما لانني بدأت ان اقع بشباكه.
انه ليس الوقت المناسب لأسمع ضميري الآن! انه حقاً ليس الوقت المناسب!.
(اعتقد بأني سأجدك هاربه من المنزل في هذي اللحظه).قال ابي من خلفي.
اخذتُ نفس عميق من غير ان انظر اليه وقلت (ها انا ذا الى اين سأذهب).
اخذتُ رشفه من الكوب الذي سكبته لي ميلا و سمعت صوت خطى من السلالم.
(ميلا! اين انتي بحق الله!).صرخ هاري على ميلا و هو يدخل الى المطبخ من غير ان ينظر الي او الى والدي.
(هل دخلتي الى غرفتي ايتها اللعينه؟).سأل هاري بعصبيه.
(اهدأ هاري فلا اعتقد بأن احد دخل الى غرفتك).قلت و انا انظر اليه بغرابه, فأنا لا اعلم لما هو غاضب ان كان هناك شخص ما دخل الى غرفته ام لا.
كان سيقول شيء لكن عندما نظر الي تنهد و اومأ الي و استدار و صعد السلالم.
(ماذا حدث؟).سألت انا و والدي في اللحظه عينها من ما دفع ميلا للضحك.
ضحكتْ ميلا وقالت (انه شيء طبيعي في المنزل ربما كان نائم خارج غرفته).انهت جملتها و هي تنظر الي.
نظرتُ الى الارض و انا اعلم بأنها الآن تعلم بأن هاري كان نائماً معي على الاريكه.
و ربما تفكر بأن هناك اشياء اخرى حدثت
اصمت ايها الضمير المعذب!.
(اذاً كارا هل تردين الذهاب معي؟).سأل والدي و هو يقترب الي.
(لا سأذهب لأنام في الاعلى).قلت و انا انهض من مقعدي.
اتجهت الى غرفه الجلوس و التقطت حقيبتي التي تحمل الكتب الجديده و مشيت الى السلالم لكن صوت والدي ايقفني.
(ماذا يحدث معك كارا؟ لما عدتي الى المخدرات).سأل و رأيت الالم في عينه.
(لا اعلم اسأل نفسك ان اهملتني ام لا).قلت و انا اصعد السلالم ولا اريد ان اسمع كلمه اخرى منه.
عندما وصلت الى اخر السلالم رأيت هاري امام باب غرفتي جالس على الارض.
(هل تريد الدخول؟).قلت و انا افتح باب غرفتي و اتركه مفتوحاً خلفي.
القيت بالكتب الجديده على السرير الوسيع و استلقيت عليه و اغلقت عيني.
اعتقد بأني غفوت فوق كتبي الجديده, لانني عندما نظرتُ الى النافذه رأيت بان الظلمه تملئ المكان.
(انها التاسعه ان كنتِ تتسائلين).كان هذا صوت هاري!.
نظرتُ الى الاريكه الصغيره في غرفتي لأجد هاري ينظر الي.
(هل كنت هنا طيله الوقت؟).سألت و انا انظر الى هاتفي لأجد رساله من بين.
"اهلا كارا! لا اعلم ماذا اقول غير انني مستعد لقضاء وقت ممتع معك. بين".
(يمكنك ان تقولي هذا).قال و نهض و اقترب الى سرير.
(والدك لا يزال في الاسفل).قال هاري و هو ينظر الى الكتب من حولي.
(سأذهب اليه انني متاكده بأنه لا يزال غاضب لانني فوت الجلسه و عدتُ الى المخدرات).قلت و انا انهض عن السرير و اضع شعري بعيداً عن وجهي.
قبل ان اتحرك شعرت بيد هاري تسحبني و تجعلني اقع على السرير.
(لماذا بحق الله لم تخبريني من قبل بأنك في اعاده التأهيل!!).صرخ هاري بوجهي و هو ينظر الي.
نظرتُ اليه برعب عندما اخذ كتاب و القاه على الحائط و صرخ (اخبريني لما لم تتعبني نفسك و تخبريني بأنك في اعاده التأهيل!).
امسك يدي بقوه وصرخ (اخبريني!!!! اخبريني لما!!!).
شعرتُ بالخوف الآن و الرعب يملئ عيني.
(هاري..انت تؤلمني و تخيفي).همست و انا انظر الى يده التي ربما ستترك علامه على معصمي.
نظر هاري الى يدي لكن قبل ان يتحرك او يخبرني رأيت يد اخرى تمسك بهاري و تبعده عني و بعدها انفجر صوت ابي الغاضب في الغرفه.
(ابتعد عنها!!!).صرخ والدي بغضب.
رأيت هاري يقع على الارض امامي, لكن ابي جعلني انظر اليه عندما وضع يديه حول كتفي و همس (سأخذك الى المنزل معي).
اومأت و انا الف يداي حول رقبته و اشعر به يحملني لكن هاري وقف امام والدي وقال (انت الذي ابعدها لا يحق لك ان تعيدها!).
(انها ابنتي!).قال والدي و هو يمشي الى الباب لكن هاري سحبني من والدي و وقعت على الارض.
شعرتُ بأنني ضربتُ رأسي بـشيء ما و شعرت بشيئاً بارد ينزل من رأسي.
قبل ان لا تختفي الاصوات كنتُ اسمع صوت هاري قائلاً (انا اسف! انني حقاً اسف!).
لا تتركني هاري! فأنا لا اشعر بأي شيء الآن! انني حتى لا اسمع شيء!.

TrustWhere stories live. Discover now