Chapter 10

11.7K 497 37
                                    

حسناً كان الطريق الى السوق مرح قليلاً, لكن في البدايه كان الصمت قاتل الى ان تحدثت ميلا عن مسلسل جعلتنا جميعنا نتكلم بحماس, لكن هاري بقي هادئ ينظر الى الارض او حتى الي, و بعض الاوقات ارى ابتسامه صغيره على شفتاه عندما ينظر الي.
وصلنا الى السوق و لم يكن مزدحم, فوالده هاري كانت حذره في قيادتها لكن يجب ان اعترف بأنها اسوء مني في القياده!.
(انكِ حقاً اسوء من طفل صغير في القياده).قال هاري و هو يساعدني للخروج من السياره.
ضحكتْ والده هاري وقالت (ارجوك هاري فأنت لم ترى قياده جيما).
(للأسف انني لا اهتم بك او حتى بأبنتك هذي).قال هاري و هو يغلق الباب بقوه.
(هاري).همست له و انا المس يده.
كانت عيناه غريبه عندما نظر الى عيني قبل ان يتنهد و يشر الى الطريق من غير ان ينطق بحرف.
هاري عكر المزاج قليلاً الى ان اعادته ميلا للمره الثانيه, عن طريق التحدث عن بعض المحلات التي يجب ان نزورها, و بالطبع هاري كان يحاول ان يخرج افظ تعليقات بكل ما اوتي بقوه.
دخلتْ ميلا و والده هاري و جيما الى محل لم يعجبني, لهذا بقيت واقفه مع هاري في الخارج, فقد كان الوقت لأخبره بأن يصمت و يبتعد عن التعليقات الفظه التي يطلقها الى والدته و اخته جيما!.
(هاري عليك ان تتوقف).قلت و انا اتجنب النظر اليه.
سمعته يضحك و يهمس بشيء لم اسمعه, لكنه رفع صوته وقال (من انتي لتخبريني!).
نظرتُ اليه وقلت (لا تصرخ علي!).
اقترب الي و صرخ بصوت عالي (لقد قلت لكِ من انتي لتخبريني بما افعله!!!!).
بالطبع!, يستحيل ان يحافظ هاري على اعصابه فأنا لا اعلم لما كان لدي أمل صغير بأنه سيحاول من اجلي, فأنه لم يفعل قط!, كل ما يفعله كان الصراخ علي و يجعلني اخشاه.
(لا تبكي اللعنه! لا تبكي كارا انا اسف!).قال هاري و شعرت بيديه حولي تجعلني اقترب اليه ليعانقي بقوه.
(اذاً لا تصرخ علي).همست و انا الف يداي حول خصره, اتمسك به في الحقيقيه.
لم يقل هاري شيء اخر بعد ما اخافني و جعلني ابكي, فقد جلسنا على المقاعد بجانب المحل الذي ذهبت اليه ميلا و والده هاري و اخت هاري جيما و لم يعدوا الى الآن.
امسك هاري بيدي و بدأ باللعب بأصابعي, لم امانع هذا حقاً فأنه يشعرني بالامان قليلاً, و ايضاً كنتُ اراسل بين لأرى ان كان لديه وقت الليله فكم سيكون ممتع ان اخرج اليوم كله احاول الابتعاد عن مشاكلي.
مشاكلك او هاري نفسه
تنهدتُ عندما سمعتُ صوت ضميري, ربما يكون على حق, ربما اكون اهرب من هاري.
ايقظتني رساله بين من افكاري.
"ارى بأنك مستعده للخروج؟ حسناً سأقابلك بعد ساعتان امام منزل هاري هل هذا جيد بالنسبه لك؟. بين".
ابتسمت للشاشه و ارسلت له قائله:
"بالطبع لا بأس فأنا اخاف من الامكان المزدحمه".
(استطيع رؤيه هذا فأنتي الآن جالسه في حضني).قال هاري و شعرت بيده على كتفي.
رفعت رأسي لأرى بأنني اصبحت في مستواه, نظرتُ الى قدمي, انني حقاً جالسه على فخذ هاري.
(انني لا امانع حقاً).همس هاري في اذني و انا اشعر بشفتاه تشد لحمه اذني.
لا اعلم لما لم اوقفه, لما لم اتحرك انشاً واحد, لان شفتاه انتقلت الى رقبتي عندما لم يرى اي مقاومه من طرفي.
(لا تعلمين حقاً ماذا تفعلين بي كارا انني اجهل تأثيرك القوي علي).قال هاري و شعرت بأسنانه على رقبتي.
لم استطيع كتمان أنيني الذي خرج عندما شعرتُ بقبله هاري.
(ليس في منتصف السوق انتما!).كان هذا صوت احد الاشخاص الماره الذي جعل هاري يبتعد عني و ينفجر ضاحكاً.
نظرتُ الى هاري الذي كان يبتسم الآن و هو ينظر من حولنا, كم احب مزاجه المعتدل هذا.
(هل ستتركين بين يجن؟).سأل هاري و هو يشير الى هاتفي.
نظرتُ الى هاتفي لكنني عدتُ و نظرتْ الى هاري و لم استطيع كتمان ما كنت افكر به.
(انني احب مزاجك هذا).قلت و انا انظر الى رساله بين التي كانت تقول:
"لاحظتُ هذا عندما دخلتِ الى المكتبه اول مره لقد كنتِ شبه ضائعه و ايضاً وجهكِ كان مضحك. بين".
و كانت هناك رساله اخرى:
"كارا؟ هل قتلك هاري؟ هل انتي بخير؟. بين".
و كانت هناك اخرى:
"ياالهي كارا انا قادم لا اعلم اين انتِ لكنني اقسم بأنني سأتي ان لم تردي.بين".
حسناً قضيت وقت انتظاري لخروج الفتيات من المحل مع هاري الذي كان هادئ على غير طبيعته, ربما كان يقرا بما كنا نتكلم عنه انا وبين, كنا نتكلم عن بعض الكتب و كنت اسمعه يضحك و يعلق كم نحن اغبياء, لكن هذا هو هاري فليس لدي مشكله غير التعامل مع هاري متعكر المزاج.
(نحن متأسفين جداً لقد وجدنا الكثير من الفساتين الرائعه).قالت ميلا و هي تمشي الينا قبل ان تقف و تنظر الينا بصدمه.
ضحك هاري وقال (كنت على وشك ان ارسل فرقه بحث لتجدكم).
ضربته مداعبه على كتفه و همست (حاول ان تبقي فمك مغلق).
وضع اصبعه على فمه بطريقه طفوليه و سحبته مثل السحاب و القى المفتاح خلفه.
نهضتُ من هاري عندما ظهرت اخته جيما قبل والدته.
(اذا هل سنعود الى المنزل الآن؟).سألت و انا ابحث عن حقيبتي لأجدها مع هاري, في الحقيقه حاملها على كتفه.
(الستِ جائعه؟).سأل هاري من خلفي.
(قليلاً).قلت و انا اسمع اصوات بطني.
انفجر هاري ضاحكاً و هو يمسك بكتفي و يسحبني معه و يقول (بالطبع قليلاً فـبطنك يخبرني العكس).
حسناً كان هاري يتجنب قدر الامكان كلام والدته و اخته و كان يجيب على اسئله ميلا دائماً, و الغريب ايضاً بأنه كان يمشي مع ميلا بينما يده كانت على كتفي, كأنه يخبرني بأني لا يجب ان اتكلم مع والدته و اخته, وهذا يجعلني اتسائل ماذا حدث بينهم؟.
اخبرنا هاري بأنه سيطلب فقط و سنأكل في المنزل, لأنني من طلبه من هذا, لم يمانع احد غير ميلا بالطبع فقد كانت تخبرنا كم اكل المطاعم مضر لنا و الى ما هذا, لكن هاري لم يعير لها اي اهتمام فقد فاجأني بقبله على رأسي قبل ان يدخل الى المطعم.
(حسناً هناك اشياء يجب ان تخبريني بها!).قالت ميلا بأبتسامه عريضه.
كنت اعلم بما تريد ان تعرف بالضبط.
(لا تسألني لانني حقاً لا اعلم ماذا يحدث لي او لهاري عندما نصبح معاً).قلت و انا اجلس بجانب اخت هاري.
(اوه حقاً؟ هل تعلمين ماذا يفعل عندما امه التي هي والدته تلمسه؟ بالطبع لا اما انتي فهو يسمح لك ان تجلس في حضنه و الاغرب ان تدخلي غرفته!).قالت ميلا بحماس.
شهقتْ اخت هاري جيما وقالت (هل حقاً سمح لك بالدخول الى غرفته؟).
(توقفا! ربما هو فقد يريد المرح!).قلت و انا اشعر بالانزعاج منهما.
(اوه بحق الله كارا! لقد جعلك تدخلين الى مسرح جريمته!).قالت جيما لكنها قهقهت و قالت (اقصد غرفته).
(حسناً يجب ان اخبركم بأن هذا ليس من شأنكما!).قلت وانا اتمنى بأن يخرج هاري!.
لم ارد على اي من اسئله ميلا او حتى اخت هاري جيما, فقد كنت انظر الى باب المطعم و بدات بالشعور بالخوف, الى ان خرج هاري منه.
نهضتُ من مكاني و مشيتُ الى هاري و قلت (لقد كنتُ على الوشك بالدخول لأجرك من مؤخرتك).
اخذت الكيس من يده و انا انظر اليه يبتسم بنصف فمه و يقول (هل شعرتي بالخوف؟).
رمشتُ في دهشه, كأنه يقرا افكاري حقاً, كم هو غريب, لكنني فقط اومأت براسي له.
(اعتقدتُ انني مصدر خوفك).همس هاري و هو ينظر الى عيناي.
(لطالما كنت).همست له و انا المس يده.
وضع هاري يده التي التقطها حول خصري و بدأ بالمشي من غير ان يتكلم مره اخرى.
تابعنا المشي جميعنا, والده هاري و اخته و ميلا كانوا لا يزالوا يتحدثون عن الزفاف, و عيناي لم تغيب عن وجه هاري, كنتُ ارى الالم في عيناه و الدموع تملئهما اعتقدتُ بأنه بسبب كلام والدته عن الزفاف و عن كيف هي فخوره من ابنها الاخر الذي يدعى زاك, كنتُ اريد ان اخذ الالم منه لانني لا اتحمل النظر اليه عندما يكون هكذا, هادئ و متألم.
وصلنا الى المنزل تركني هاري و دخل مسرع الى المنزل واضع الطعام على الطاوله في غرفه الجلوس.
(هاري!).قلت و انا اترك الكيس من يدي و اتبعه للأعلى.
امسكتُ به قبل ان يدخل الى غرفته, لم يبتعد عن لمستي, فقد استدار و نظر الي و رأيته دموعه تنزل من عيناه.
(كم اكره ان اكون سبب خوفك كارا).قال و شعرتُ بأن قلبي سيخرج من مكانه بالكلمات البسيطه هذي.
(لا اريد ان اكون سبب خوفك انني حقاً اريد ان اكون لك مثل ما كان تايت لك اعلم بأنني اطلب الكثير لكنني اشعر بأنني استطيع التحكم بنفسي عندما اصبح حولك لهذا اريد فرصه واحده لا غير).قال هاري و هو يضع يداه من حولي و ينظر الى عيني.
قبل ان اجيب سمعتُ صوت من داخل غرفته.
(هاري صاحبي هل هذا انت؟ لقد نشرتُ الكتاب مثل ما اخبرتي و وضعته بأسم "كارا راست" و اخبرك بأنه اعجبهم).كان هذا صوت زين من الحفله الذي خرج من الغرفه الآن حاملاً كتاب بيده.
ضحكتُ بأستهزاء و نظرتُ الى هاري وقلت (فرصه لما؟ لتجعلني اكرهك اكثر الآن؟).
اخذتُ الكتاب من يد زين و ضربته بوجه هاري بكل قوتي و اعتقد بأن ضربتي كانت قويه لان هاري سقط على الارض.
(لا اصدق انك فعلت هذا).همست و انا اشق الكتاب الى نصفين و القيه على صديقه زين و نظرتُ الى هاري و رأيت بأن ضربتي كانت قويه لأن وجنته اصبحتْ حمراء و كان هناك جرح متوسط في طرف عينه.
(كم انت حقير هاري).قلت و انا اركض للسلالم.
لم استطيع ان امسك دموعي عندما وصلت لنهايه السلالم, كنتُ ابكي بصوت عالي و هذا ما جعل والده هاري و اخته و ايضاً ميلا يخرجون من المطبخ على بكائي و صراخ هاري من الاعلى.
المنزل لا يسعنا جميعاً انني اشعر بـضيق بالتنفس, لا استطيع ان ارى بوضوح بسبب الدموع عندما خرجتُ من المنزل.
بقيتُ اركض و اركض, لان هاري كان خلفي و لكن بعد مده بالنسبه لي كانت طويل اختفى صوت هاري و لم اكن حتى اعلم اين انا بحق الله.
(كارا؟).
استدرتُ على صوت مألوف لم استطيع تذكره, لأرى عينا بين الزرقاء تقابل عيناي.
(ياالهي ماذا حدث).قال بين و هو يرفعني عن الارض, و لم اكن اعلم بأنني كنتُ جالسه على الارض الى ان رفعني عنها.
(اشش اهدي فأنت معي الآن لا تقلقي).همس بين في اذني.
(كارا!!).كان هذا صوت هاري من اخر الشارع.
ابتعدتُ عن بين و تكلمت (ارجوك اخرجني من هنا ابعدني عنه انني اتوسل اليك بين!).
امسكني بين بقوه و فتح باب السياره وقال (لا تتوسلي الي لا اعلم ماذا حدث لكن لم اجعله يلمسك الى ان تريدين هذا).
اغلق بين الباب و شغل السياره بعدما ركب و انا ارى هاري في نهايه الشارع.
(لا كارا يجب ان اشرح لك!!).صرخ هاري الذي اصبح الآن قريب من السياره.
انطلق بين على صراخ هاري من خلفنا, و كنتُ ايضاً ممتنه بأنه لم يسأل عن اي شيء, فأنا حقاً اشعر بألم في قوي في صدري.
(ستكونين بخير لكن اخبريني الى اين تردين الذهاب؟).قال بين و هو ينظر الي.
لم استطيع ان اجيبه لانني كنتُ ابكي في صمت, انني حقاً لا اريد ان ينشر كتابي لانه سيسبب الم كبير في قلبي, و سيسبب ألم كبير لوالدي ايضاً, فهذا ما كان يريده تايت و انا لا اريد ان افعل ما كان يريد لانه اصبح ميت بالنسبه لي.

Trustحيث تعيش القصص. اكتشف الآن