【 الفصل السابع عشر 】

Start from the beginning
                                    

أكملوا طريقهم لحيث قصر الأمير بروسبيرو أولا حتى يتمكنوا من الوصول للغابة الممتدة خلف قصره.

*************

في تلك الغابة الكبيرة المليئة بالأشجار و أثناء مسير آراش و الأمير بروسبيرو و الآنسة لينور اتجاه القصر كانوا في كل مرة يصادفهم رجال من العصابة و يسمعون خشخشات بالقرب منهم لذا يضطرون للاختباء أو تغيير مسارهم مرغمين بين الأشجار و الأعشاب و الصخور.

و في النهاية استنتج آراش أنه بدلا من تقدمهم اتجاه القصر فهم يتراجعون أكثر فأكثر ... و القلعة التي رآها في السابق باتت أقرب إليهم من غيرها !

فجأة أحس بالآنسة لينور تتشبث بقوة به و كأنها ترمي بثقل جسدها عليه ...
ساقيها ما عادتا تستطيعان حملها فتوقف عن السير و نظر إليها ليجد وجههها شاحب و أنفاسها ضحلة ... ثوبها الأبيض اتسخ تماما و باتت البقع البنية ظاهرة جليا عليه ... و حين وقعت عيناه على قدميها و جدهما متورمتين و محمرتين من كثرة السير على الأرض القاسية و هنا انتبه لكونها حافية !!

عند توقفه كانت هي قد توقفت بطبيعة الحال و توقف الأمير بروسبيرو أيضا ليسألها : هل أنت متعبة ؟

دون أن تنظر إليه أومأت بالإيجاب فسكت قليلا و قرر إلقاء نظرة على القصر و بعده عنهم فأزاح يدها التي تتشبث به و قفز عاليا باتجاه أكبر شجرة موجودة.

وطأت قدماه أعلى نقطة يمكنه الوصول إليها و تأكد من استنتاجه فقد باتوا حقا بعيدين عن القصر و أقرب للقلاع الحجرية !

مبدئيا هم بعيدون عن رجال العصابة المنتشرين في المكان و الذي تمكن من التقاطهم بعينيه ... بعضهم يمشون على أقدامهم فيما آخرون يمتطون الأحصنة ... و لم يعد يرى أي أثر لأي من حراس الأمير بروسبيرو ... يبدو أنهم سلكوا طريقا بعيدا و مغيارا عنهم تماما !

شعر آراش أنه في هذه الحالة لن يتمكنوا من العودة أبدا على أقدامهم ... حسنا هو يمكنه ذلك بالطبع بسبب لياقته و قوة بدنه لكن المشكلة تكمن في الآنسة لينور المرهقة تماما.

فكر أن يحملها على ظهره و يركض بها للقصر و لكنه فعلا خائف من أن يخطو خطوة كهذه ... يخشى أن يؤذيها أو يسقطها فهو سيركض و يقفز بسرعة شديدة ... و إذا ما تمت مهاجمتهما قد تتأذى ... فماذا لو أطلق مثلا أحد ما سهما اتجاهه لكنه أصابها خطأً ؟ ... أو فجأة قفز أحد في وجههما كي يدخل مع آراش في قتال مباشر ؟ ... وقتها هو لا يضمن سلامتها بالمرة !

أخذ يفكر و يفكر فيما عليه فعله الآن ... التأخير ليس في مصلحتهم البتة ... فكلما تأخروا كلما اقترب منهم رجال العصابة ... و عددهم كبير بالفعل و سيكون صعبا عليه مواجهتهم كلهم !

سنمّار درع لينورWhere stories live. Discover now