الفصل التاسع عشر... بقلمي منى سليمان

22.3K 553 6
                                    

الفصل التاسع عشر
* إحتواء *
ذهب جاسر إلى مي وحاول أفاقتها بينما جاء رفعت وأخذ فارس حينما سمع دوي سيارات الشرطة وانطلق بالسيارة مبتعدا وفي أقل من دقيقة امتلأ المكان بعناصر الشرطة و خلفهم جاء عمرو
عمرو: مالها مي ، الحيوان ده عملها حاجة ؟!
جاسر: لا مي أغمي عليها ونبضها ضعيف لازم أنقلها المستشفي، خد سلمى روحها البيت
سلمى: " بدموع " لا أنا هاجي معاك
عمرو: و أنا كمان هاجي معاك يلا يا جاسر
حملها جاسر و وضعها برفق داخل سيارته و جلست سلمى إلى جوارها و لم تتوقف ولو للحظة عن البكاء و بعد دقائق قليلة دلف جاسر إلى أقرب مشفى حاملا مي ثم تركها داخل غرفة المعاينة برفقة الطبيب و ما أن رأته سلمى عائدا من الغرفة، ركضت إليه و ألقت بجسدها في صدره وازداد بكائها فحاوطها جاسر بذراعيه وشدد في احتضانها
جاسر: ما تخافيش يا حبيبتي خلاص أنتي في حضني دلوقتي
لم تستطع سلمى أن تجيبه لكنها تمسكت به أكثر و ظلا على تلك الحالة وقت ليس بالقليل ولم يفرقهما سوى خروج الطبيب من غرفة مي
سلمى: أختي مالها ؟!
الدكتور: مدام مي كويسة الإغماء ده طبيعي في حالتها أنا ظبطلها الضغط و هتفوق خلال دقايق
جاسر: حالة إيه ؟!
الدكتور: أنتوا ما تعرفوش أن مدام مي حامل في شهرين تقريبا ؟!
سلمى: بجد أختي حامل ؟!
الدكتور: ألف مبروك كلها ٧ شهور و تبقي خاله ، بعد أذنكم
عمرو: ألف مبروك
سلمى: " بدموع " الله يبارك فيك
جاسر: كفاية دموع مي الحمد لله كويسة
سلمى: أنا هفضل جمبها لحد ما تفوق و أنت كلم سامح علشان يجي و تقوله هي بنفسها
جاسر: حاضر يا حبيبتي
دلفت سلمى إلى غرفة مي بينما أخرج جاسر هاتفه وهاتف سامح و أخبره بإغماء مي و طلب منه القدوم إلى المشفى لكنه لم يخبره بحملها أو بما حدث مع فارس، أما في غرفة مي جلست سلمى إلى جوار شقيقتها و ما أن شعرت بتململ مي، مسحت دموعها و هتفت
سلمى: حمدالله على السلامة
مي: " بتعب " أنا فين ؟!
سلمى: في المستشفى
مي: أخر حاجة فاكرآها أني سمعت صوت عربية البوليس ؟!
سلمى: بعدها وقعتي وجاسر شالك وجابك هنا
مي: أنا مش مصدقة أننا خلصنا من الكابوس اللي اسمه فارس، أتقبض عليه صح ؟!
سلمى: للأسف لا
مي: ربنا يهده
سلمى: بس أنتي طلعتي متوحشة و أنا معرفش
مي: أنتي أختي الوحيدة وعلشانك أقلب كل الحيوانات المفترسة، بقولك إيه أنا عايزه أرجع البيت زمان سامح قلقان عليا
سلمى: ارتاحي يا مي وسامح زمانه جاي علشان تبلغيه بنفسك
مي: أبلغه بإيه ؟!
سلمى: تبلغيه أني هبقى خاله بعد ٧ شهور
مي: " بصدمة " أنا حامل ؟!
سلمى: حامل و هتبقي أحلي و أجمل أم
ما أن سمعت مي كلمات سلمى انهمرت دموعها على وجنتيها بغزارة
سلمى: علشان خاطري ما تعيطيش
مي: أنا بقالي سنين بستنى أسمع الكلمة دي
سلمى: مش فاهمة حاجة مش أنتي كتتي مأجله موضوع الحمل ؟!
مي: " بدموع " كنت بقول كده علشان تيته ما تزعلش لما تعرف أن سامح عنده مشكله في الإنجاب و بقاله سنين بيتعالج و من كتر ما يأست من موضوع الحمل شلته من دماغي من شهور لأن سامح عندي بالدنيا حتى لما شكيت أني حامل خوفت أعمل اختبار حمل علشان ما أتصدمش تاني
ما أن أنهت مي كلماتها أزداد بكائها فضمتها سلمى إلى صدرها وأخذت تمسح بيدها على ظهر شقيقتها
سلمى: كل ده مخبياه في قلبك من سنين، كفاية عياط وجهزي نفسك علشان تقولي الخبر الحلو ده لسامح
ابتسمت لها مي و مسحت دموعها
سلمى: " بمشاكسة " بقولك إيه أنتي أسرارك كترت النهارده لو لسه في حاجة مخبياها قوليها و أخلصي و خلصينا
مي: هههههه لا كده خلاص مفيش مفاجأت تاني، بس مش عايزه حد يعرف موضوع سامح حتى جاسر، أنا عارفاكي هبله و بتعترفي بسهولة

امتلأت الغرفة بأصوات ضحكاتهن وفي ذات الوقت كان يدور حوارا أخر خارج الغرفة
محمود: ملك كلمتني و هي بتعيط و ما فهمتش منها غير أنكم هنا ، إيه اللي حصل ؟!
قص عمرو على محمود كل ما حدث
عمرو: جاسر حالته صعبة
محمود: هو فين ؟!
عمرو: بعد ما أطمن على مي حكالي اللي حصل وقال عايز يقعد لوحده و وصاني أروح سلمى و مي البيت بنفسي
محمود: أزاي تسيبه يمشي لوحده أنا هروح أطمن عليه ، أنت عارف هو فين ؟!
شرع عمرو أن يجيبه لكن قاطعه حضور سامح
سامح: مي فين ؟!
عمرو: أهدى يا سامح مي كويسة و سلمى معاها جوه

دلف سامح إلى غرفة مي ثم اقترب منها وضمها إلى صدره
سامح: حبيبتي أنتي كويسة ؟!
مي: الحمد لله
سلمى: أنا هخرج و أسيبكم لوحدكم
تركتهم سلمى فبدأت مي تقص على سامح كل ما حدث، أما في الخارج لاحظت سلمى عدم وجود جاسر
سلمى: هو جاسر فين ؟!
عمرو: جاسر مشي بعد ما كلم سامح
سلمى: مشي راح فين ؟!!
عمرو: بصراحة كان مضايق و قال عايز يقعد لوحده و وصاني أرجعك البيت بنفسي أنتي و مي
سلمى: يعني إيه يقعد لوحده أنا لازم أروح عنده دلوقتي
محمود: سلمى عندها حق روح معاها أنت وأنا هفضل مع مي و سامح
سلمى: و غلاوة حنان عندك وديني ليه

استسلم عمرو لطلب مي و إلحاح محمود وقرر أخذها إلى المكان الذي ذهب إليه جاسر وفي ذات الوقت انتهت مي من سرد ما حدث
سامح: ياريتني كنت معاكم
مي: الحمد لله ربنا سترها
سامح: طيب الدكتور قال إيه سبب الإغماء ؟!
مي: أنا حامل في شهرين
سامح: " بفرحة " بجد ؟!
حركت مي رأسها كإشارة تأكيد ثم تسللت دموع الفرح على وجنتيها فضمها سامح إلى صدره
سامح: أنا أسف أني كنت السبب في حرمانك من الفرحة اللي شايفها في عيونك دلوقتي
مي: فداك أي حاجة في الدنيا، أنا بحبك يا سامح ، بحبك فوق ما تتصور و هعيش معاك على الحلوة و المرة

سامح: ربنا يخليكي ليا يلا نروح بيتنا ونفرح تيته
مي: يلا
غادرت مي المشفى برفقة سامح و تبعهم محمود بسيارته ليطمئن عليهم وما أن وصلت مي إلى منزلها قصت على جدتها ما حدث
سميرة: كل ده حصل و أنا معرفش حاجة ؟!
سامح: المهم أنهم بخير
سميرة: ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمم حملك على خير وأنت يا واد أخيرا هتبقى أب مع أن دماغك ضربه والبت دي أعقل منك
سامح: و غلاوتك هي اللي خلت دماغي تضرب
سميرة: ربنا يسعدكم ويطمن قلبي على جاسر وسلمى هما فين دلوقتي ؟!
مي: ما تخافيش عمرو أخد سلمى معاه و زمانه وصلها لجاسر
سميرة: يا تري عامل إيه دلوقتي يا جاسر ؟!
أمسكت سميرة هاتفها وتهاتف جاسر لكنها وجدت هاتفه مغلق وفي ذات الوقت وصلت سلمى أمام الفيلا التي أشتراها جاسر لمحبوبته الراحلة منذ ما يقارب الأربع سنوات
سلمى: أنت وقفت ليه يا عمرو ؟!
عمرو: بقالنا أكتر من ساعة في الطريق و أخيرا وصلنا
سلمى: أحنا فين ؟!
عمرو: مش أنتي عايزه تروحي عند جاسر هو جوه ، مش واخدة بالك أن عربيته قدامك ولا إيه ؟!
سلمى: اه صح ، أنا متشكرة أوي
عمرو: أنتي غلاوتك من غلاوة ملك، يلا أدخلي وربنا يقدرك و تخرجيه من الحالة اللي هتشوفيه فيها لأني شوفتها قبلك بعد موت يارا
دلفت سلمى إلى الفيلا بسهولة فقد ترك جاسر بابها مفتوح و أخذت تبحث عنه لكنها لم تجده فصعدت إلى الطابق العلوي فوجدته يجلس أعلى فراش في أحد الغرف وتنسدل الدموع على وجنتيه وإلى جواره الملابس التي كانت ترتديها يارا فصدمت سلمى من أنهيار جاسر لكنها قررت إحتواء ذلك الأنهيار فاقتربت منه برفق و جلست راكعة على ركبتيها أمامه ومسحت دموعه بيديها
سلمى: كده تمشي و تسيبني
جاسر: أنتي عرفتي أزاي أني هنا ؟!
سلمى: لو بعدت عني و روحت لأخر الدنيا هدور عليك و أجيلك
جاسر: كنتي هتموتي بسببي النهارده
سلمى: بس أنا لسه عايشة و قاعدة قدامك
جاسر: أول مرة أحس أني عاجز لما كنتي بين أيديه
سلمى: بس أنا دلوقتي بين أيديك أنت
جاسر: لو كان جرالك حاجة كنت هموت بعدك، تصدقي مي طلعت أشجع مني وقدرت تواجهه لكن أنا مقدرتش أحميكم أنتوا الأتنين
سلمى: ما أنت طول الوقت بتحميني مجتش على مرة يعني و بعدين مي هي اللي وشها فقر أول مرة تخرج معانا الدنيا ولعت حوالينا

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفاه أثر مزحتها
جاسر: بدل ما أقويكي و أخفف عنك، أنتي اللي بتقويني
سلمى: أنا بحبك يا جاسر، بحبك بضعفك وقوتك، بحب جنونك و عقلك ، بحب قسوتك و حنيتك ، بحب كل حاجة فيك
جاسر: سلمى ممكن تاخديني في حضنك
لم تتردد سلمى و لو للحظة واحدة و ضمت جاسر إلى صدرها لكنها حينما رأت تلك الدمعة الهاربه من عينيه ، شعرت بنار تسري داخلها فاستجمعت شجعاتها و هتفت
سلمى: بزمتك في راجل مز زيك كده و متجوز حته سكره و شرباته زي كده و يعيط ، ما تجيب بوسة
قهقه جاسر على كلماتها و أبتعد عنها قليلا
جاسر: " مازحا " بت أنتي احترمي حزني و بطلي تضحكيني
سلمى: أنا بقولك هات بوسة إيه اللي يضحك في كده ؟!
جاسر: لا عيب
سلمى: لا والله يعني جيت لحد عندي أنا و توب وتمشي في الطريق المستقيم
جاسر: ههههههههه بت يا سلمى أتهدي و ملكيش دعوة بيا بدل ما تندمي و الموضوع يزيد عن بوسة
خجلت سلمى بشدة وتوردت وجنتيها ثم حاولت الخروج من هذا المأزق
سلمى: " بإرتباك " هو أحنا فين ؟!
جاسر: أحنا في المكان اللي قضيت فيه يوم من أجمل أيام حياتي
قص جاسر على سلمى تفاصيل اليوم الذي قضاه مع يارا قبل وفاتها بيوم واحد
سلمى: أنت أتعذبت أوي يا جاسر
جاسر: وأتعذبت النهارده لما عرفت بمرضها وأتعذبت أكتر لما عرفت أن كان ليها حبيب غيري
سلمى: جاسر مش من حقك تحاسب يارا على المشاعر اللي كانت جواها قبل ما تعرفك
جاسر: بس هي خبت عليا
سلمى: أنت كمان خبيت عليها موضوع خطوبتك، ممكن تقولي خبيت عليها ليه ؟
جاسر: علشان خوفت تبعد عني
سلمى: و هي كمان أكيد خبت عليك علشان خافت أنك تبعد عنها ، أنا أعرف يارا أكتر منك و متأكدة من اللي بقوله
جاسر: أنتي كبرتي كده أمتى ؟!
سلمى: هههههههه أنت لسه شوفت حاجة أنا بتحول زي مي على فكرة، جاسر ممكن أطلب منك طلب ؟!
جاسر: طلباتك أوامر
سلمى: عايزاك تبيع الفيلا دي
جاسر: ليه يا سلمى ؟!
سلمى: أتبرع بفلوسها لمستشفي سرطان الأطفال أو كفالة يتيم أو ساعد حد محتاج و تبقي صدقة جارية بأسم يارا ، صدقني لما تساعد حد مريض أو ترسم بسمة على وش حد محتاج أفضل بكتبر من أنك تحتفظ بالفيلا لمجرد ذكري
جاسر: أنا بحبك أوي و كل يوم بكتشف حاجة جميلة جواكي
سلمى: على فكرة أنا هموت من الجوع تعالى نلحق الغداء بتاع سوسو
جاسر: "بمشاكسة" عايزه تمشي من غير ما أنفذلك طلبك الأولاني
سلمى: " مازحة "لا مش عايزه، كده هرجعك عن توبتك
قهقه جاسر ثم ضمها إلى صدره و قبل مقدمة رأسها ثم غادرا الفيلا سويا ، أما عند فارس و رفعت
رفعت: معاد الطيارة قرب يا باشا و لازم نتحرك دلوقتي
فارس: ٠٠٠٠٠٠٠٠
رفعت: فارس باشا يا باشا
فارس: " بعصبية " في إيه ؟!
رفعت: كنت بقول لازم نمشي دلوقتي علشان نلحق الطيارة
فارس: مش هسافر
رفعت: بس يا باشا الدنيا مقلوبة عليك على الأقل سافر لحد الدنيا ما تهدي و أبقي أرجع أعمل اللي أنت عايزه
فارس: فين الورق اللي كان معايا ؟!
رفعت : تحت في العربية و كل حاجاتك تحت يا باشا
غادر فارس برفقة رفعت وتوجه إلى المطار ثم  وفي ذات الوقت عاد جاسر و سلمى إلى منزل الجدة و كان الجميع بانتظارهما
سعيد: حمدالله على سلامتكم
جاسر: الله يسلمك يا بابا
سلمى: الله يسلمك يا بابا
سميرة: عامل إيه دلوقتي يا جاسر ؟!
جاسر: الحمد لله يا تيته
سلمى: مفيش حمدالله على السلامة يا سلمى نستيني يا تيته ده أنا حتى كنت هتخطف
سميرة: نفسي أشوف الحمار اللي كان عايز يخطف واحدة هبله و يجيب لنفسه بلوه
ضحكوا جميعا على مزحة الجدة سميرة عدا جاسر
سميرة: تعالى في حضني يا جاسر
ضمت سميرة صاحب الوجه الحزين إلى صدرها لتشعره بالحنان بعد أن رأت الحزن بعينيه فهتفت سلمى مازحة
سلمى: الله الله وكمان بتحضنيه قدامي، لا كده كتير الصراحة و أنا بغير
سميرة: طيب أنا هخليه ينام جمبي النهارده بالعند فيكي خلي بقي الغيرة تشعلل
همت سلمى أن تجيب جدتها لكن قاطعها سامح
سامح: أحنا مش هنتغدى النهارده و لا إيه ؟!
سميرة: من عينيا

دلفت سميرة إلى المطبخ وحضرت طعام الغذاء وتجمعوا سويا على المائدة وأنضم إليهم سعيد وبعد أن فرغوا من تناول الطعام جلس جاسر مع سعيد بمفردهم
سعيد: عامل إيه دلوقتي ؟!
جاسر: مكسور
سعيد: حاسس بيك يا ابني
جاسر: اللي حصل النهارده جدد الحزن و الألم اللي عشت فيهم سنين بس المرة دي سلمى جمبي وهتساعدني أتغلب عليهم
سعيد: سلمى دي نعمة من ربنا، أنا حجزتلكم أكبر قاعة في البلد وخصصتلكم جناح في القرية السياحية بتاعتنا اللي في الغردقة و من بكرة هتبقى في حراسة عليكم أنتوا الأتنين حتى لما تسافروا و الوضع هيفضل لحد ما الزفت ده يتمسك
جاسر: أهو الزفت ده قانونا مفيش حاجة عليه لأن مفيش حاجة تثبت اللي عمله غير كلمتنا لأنه هرب قبل ما حد يشوفه وأي محامي هيقدر يخرجة منها
سعيد: ما تفكرش في أي حاجة دلوقتي غير سلمى و بس، أنا همشي و هرجع الصبح و هجيب مهندس الديكور معايا علشان يلحق يخلص الشقة
جاسر: ربنا يخليك ليا يا بابا
ودعه سعيد ثم غادر وبعد عدة ساعات أنصرف الجميع و جلس جاسر برفقة سلمى على الأرجوحة الكائنة بالشرفة
سلمى: و بعدين معاك ؟!
جاسر: أنا كلمتك يا بت أنتي
سلمى: ما هي المصيبة أنك ساكت، قولي سرحان في إيه ؟!
جاسر: فيكي
سلمى: ليه ؟!
جاسر: اللي عملتيه علشاني النهارده كتير أوي وبجد أنتي كتير عليا
سلمى: بس أنا ما عملتش حاجة، أنت جوزي وحبيبي و لازم أفضل جمبك في كل الأوقات
جاسر: هسألك سؤال ولو حسيتي أن الأجابة هتضايقك بلاش تجاوبي
سلمى: عايز تعرف إيه ؟!
جاسر: حسيتي بإيه و أنتي بين أيديه ؟!
سلمى: بصراحة كنت خايفة بس مكتتش خايفة من الموت، كنت خايفة عليك أنت وقولت لو جرالى حاجة هتعيش أزاي
جاسر: ربنا يخليكي ليا ، أعملي حسابك مفيش خروج لوحدك و من بكرة هيبقى في حراسة عليكي و لو أنا مش موجود هيبقوا معاكي
سلمى: "مازحه"المفروض تسيب الشغل وتفضل جمبي علشان تحميني
جاسر: هههههههه دي تلاكيك وغلاوتك يلا قومي ننام لأن بكرة ورانا حاجات كتير
سلمى: أحنا ممكن نأجل الفرح لحد ما الأمور تهدى
جاسر: كل حاجة هتم في معادها ومفيش أي حاجة في الدنيا هتكسر فرحتنا، يلا خدي المفعوصة اللي نايمه على رجلك تنام جمبك علشان أنا توبت و هنام في أوضة لوحدي
طبع جاسر قبلة على يدها ثم دلف كل منهم إلى غرفته وحاول كل منهم النوم ولكنهم لم يستطيعوا و بعد ساعة كاملة من المحاولة ترك جاسر فراشه و دلف إلى غرفة سلمى و أبتسم لها ودون أن يتفوه بكلمة واحدة أقترب منها و للمرة الأولى لا يضمها هو إلى صدره بل ضمته هي و ناما هكذا ما بقى من الليل و في ظهر اليوم التالي تململ جاسر في فراشه لكنه لم يشعر بوجودها إلى جواره ففتح عينيه و لم يجدها، ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى شعر بخطوات أقدامها تقترب من الغرفة فعاد إلى نومته و قرر مشاكستها فدلفت سلمى إلى الغرفة على أطراف أصابعها حتى لا توقظ هذا الوسيم و اتجهت إلى حافظة ثيابها وأخذت بعض الملابس و قبل أن تغادر اقتربت منه و طبعت قبلة رقيقة على وجنته و همت أن تذهب لكن فاجأها جاسر حينما أقبض يده على معصمها و أدارها إليه ثم أعتدل في جلسته و أجلسها على قدميه

جاسر: أنتي يا بت إيه اللي قومك من جمبي ؟!
سلمى: صباح الخير
جاسر: صباح النور ، يلا ردي عليا
سلمى: الساعة دلوقتي واحدة الظهر و أنا صاحية من الساعة ١٠ و بصراحة طلعت أطمنت على مي ولسه نازلة
جاسر: " مصطنع الجديه " أعمل فيكي إيه أنا دلوقتي ، تعمل فيها إيه يا واد يا جاسر تعمل إيه، اه لقتها أنا هاخد بوسة عقابا ليكي و العقاب ده أنا أجلته وأحنا في شرم بمزاجي لكن أنتي دلوقتي مراتي
سلمى: مش هتقدر تعمل حاجة علشان أنا هنادي على سوسو و أقولها ألحقيني يا سوسو الواد جاسر عايز يبوسني
قالتها سلمى بطريقة تمثيلية فقهقه جاسر ثم غمز لها بوقاحة و هتف
جاسر: على فكرة و لا يهمني و هعمل اللي أنا عايزه و دلوقتي حالا






نهاية وعد بداية حب - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن