الفصل الرابع عشر... بقلمي منى سليمان

20.6K 596 23
                                    

الفصل الرابع عشر
* غيرة .. صفعة .. اعتراف *
بعد مرور ساعتين من الانتظار رآها جاسر لكنها كانت برفقة شاب و تضحك بشدة فاشتعلت نيران الغيرة بقلبه و أخذ يقترب منها ثم أقبض يده على معصمها بغضب فتعالت شهقاتها و ما أن رأته ملك أنهت مكالمتها مع محمود و ذهبت إلى سلمى
سلمى: جاسر! أنت رجعت أمتى ؟!
قالت سلمى كلماتها بخوف من النظرات الحادة التي كان يرمقها بها جاسر
جاسر: طبعا مستغربة ما أنتي مكنتيش عايزاني أشوفك و أنتي بتتمايصي معاه و بتضحكي بقلة أدب
سلمى: جاسر أنا ما أسمحلكش و من فضلك سيب أيدي
ملك: أهدي بس يا جاسر و سيب أيدها الناس بتتفرج عليك

لم يهتم جاسر لكلام ملك و نظر إلى ذلك الشاب بغضب و هم ليسدد له لكمه على وجهه لكن منعته سلمى حينما وقفت بينه و بين الشاب
جاسر: و كمان بتقفي قدامه للدرجة دي خايفه عليه
ملك: معلش يا أكرم أمشي أنت دلوقتي
أكرم: أمشي أزاي و أسيبكم مع المجنون ده مش همشي غير لما محمود يجي يأخدكم
جاسر: خليك واقف و أنا هدفنك مكانك
ملك: علشان خاطري يا أكرم أمشي دلوقتي و هبقى أطمنك علينا
بعد إلحاح ملك تركهم أكرم و ذهب بينما أزداد غضب جاسر فجذب سلمى من يدها بعنف و حاول إدخالها إلى السيارة بالقوة لكنها انفجرت في وجهه
سلمى: أنت أكيد مش طبيعي و أنا مش هركب معاك و لا عايزه أشوف وشك تاني
جاسر: طبعا لازم تقولي كده ما أنتي ما صدقتي أني مش موجود علشان تدوري على حل شعرك
تعالت شهقات ملك من وقاحة كلماته و هاتفت محمود لكي ينقذ سلمى من يد جاسر
سلمى: أنت أزاي تغلط فيا كده ؟
جاسر: أنتي ملكي أنا و بس و أعمل اللي أنا عايزه و هعلمك تحترمي غيابي و هربيكي من أول و جديد
سلمى: أنا متربيه غصب عنك أنما أنت مجرد واحد قليل الأدب و حابب تتسلي و لأني هبلة سمحتلك بده
جاسر: اتكلمي معايا بأدب بدل ما أفقد أعصابي عليكي و تشوفي الوش التاني
سلمى: أنا بكرةك يا جاسر ، بكرةك و مش عايزه
لم تستطع سلمى أن تنهي كلماتها فقد صفعها جاسر على وجنتها بكل الغيرة التي اشتعلت في قلبه فشهقت ملك من هول ما فعل و ما كان من سلمى إلا أنها ركضت من أمامه و الدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها فلم تنتبه للسيارة التي اصطدمت بها فصرخت ملك بأعلى طبقات صوتها مناديه باسم سلمى بينما تجمد جاسر في مكانه عندما رآها و أخذ يتذكر يارا التي ماتت بين أحضانه حينما صدمتها سيارة هي الأخرى فأخذ يتمتم
جاسر: مستحيل تمشي و تسبيني يا سلمى
سائق السيارة: و الله أنا وقفت العربية و ما خبطهاش
عاد جاسر إلى وعيه على صوت سائق السيارة و حمل سلمى و ذهب بها إلى المشفى المجاور للجامعة، وفي المشفى دلف الطبيب إلى غرفة سلمى ليعاينها و حدث كل ذلك أمام رفعت الذي هاتف فارس ليبلغه بمجريات الأمور
فارس: نعم يا رفعت
رفعت: سلمى خبطتها عربية
فارس: أنت بتقول إيه ؟!
رفعت: جاسر رجع و أتخانق معاها و ضربها بالقلم على وشها فجريت من قدامه و خبطتها عربية
فارس: ماتت ؟!
رفعت: خدها و دخلها المستشفي و أنا أول ما أعرف أي خبر هبلغك يا باشا
و في ذات الوقت كان جاسر برفقة ملك و محمود
جاسر: مستحيل تسيبني هي كمان مش هقدر أستحمل ده تاني
محمود: أهدي يا جاسر بأذن الله هتبقي كويسة
جاسر: لو جرالها حاجة هموت يا محمود
محمود: صدقني مش هتسيبك سلمى بتحبك
جاسر: وأنا كمان بحبها و كنت جاي علشان أقولها أني بحبها بس أول ما شفتها واقفة مع الزفت ده الغيرة عمتني و مكنتش في وعي لما عملت كده
محمود: أكرم مجرد زميل لسلمى و ملك و أنا كنت هوصلهم علشان رايحيين يطبعوا ورق مهم و على فكرة أكرم شاب محترم
ملك: "بعصبيه '' كان لازم تبقي أهدي من كده لأن سلمى ما عملتش حاجة غلط ، عارف كانوا بيضحكوا ليه لأني كنت بقلد الدكتورة لما هزقتهم هما الأتنين في المحاضرة ، هزقت أكرم لأنه كان عنده حاله وفاة و محضرش بقاله أسبوعين و سلمى لأنها من يوم ما أنت سافرت ما خرجتش من البيت يا جاسر، محضرتش و لا محاضرة و كانت ليل نهار بتعيط علشان وحشتها وأنا يدوب بعدت عنهم خطوتين علشان أكلم محمود يجي ياخدنا ، تقوم تيحي أنت بعد كل ده تشتمها و تضربها بالقلم
محمود: كفاية يا ملك مش وقت لوم دلوقتي ، أنتي مش شايفه حالته عامله أزاي
ما أن أنهى محمود كلماته ، خرج الطبيب من غرفة سلمى فذهب إليه جاسر
جاسر: " بخوف " سلمى ماتت ؟!
الدكتور: لا الحمد لله كويسة هي عندها كدمة بسيطة في رجلها والإغماء كان نتيجة ضغط عصبي و خدها وارم واضح أن في حد ضربها بالقلم على وشها بصراحة مش متخيل أن في حد ممكن يضرب ملاك زي الآنسة سلمى
جاسر: ما تتعدل في كلامك بدل ما أعدلك أنا
أقترب محمود من جاسر و أمسكه قبل أن يفتك بذلك الطبيب الشاب
الدكتور: أحترم نفسك ، أنت مين أصلا ؟!
جاسر: أنا الرائد جاسر الهلالي جوز مدام سلمى
الدكتور: " بخبث " غربية مع أنها قالتلي أنها أنسة
كادت ملك أن تضحك لكنها تداركت نفسها و كتمت ضحكتها
جاسر: اللهم طولك يا روح ، أنا حاسس أني هقتل حد النهارده
محمود: ما تهدي بقي يا جاسر ما بنفعش كده ، ممكن ندخل نشوفها يا دكتور ؟!
الدكتور: تقدر تدخل و أنا بلغت الآنسة سلمى أنها ممكن تمشي وقت ما تحس أنها كويسة و ياريت تهتموا بأكلها شوية لأنها ضعيفة ، أنا كتبلها على دواء مضاد للتورم علشان وشها و مرهم للكدمة و ياريت تجيلي كمان يومين علشان أطمن عليها
جاسر: لا ما تتعبش نفسك أنا هعالج مراتي بنفسي في البيت
نظر الطبيب إلى جاسر نظرة غيظ ثم غادر ، فهمت ملك لتدخل إلى غرفة سلمى لكن منعها محمود من ذلك
محمود: أدخلها أنت الأول يا جاسر و أنا و ملك هندخل بعد ما تتكلم معاها
دلف جاسر إلى غرفة سلمى التي بمجرد رؤيتها له مسحت دموعها ثم انفجرت غاضبة
سلمى: أطلع بره و مش عايزه أشوف وشك تاني
جاسر: أنا أسف يا سلمى صدقيني مش عارف أنا عملت كده أزاي
سلمى: أنا مش عايزه أسمع منك و لا كلمة و لو ما خرجتش بره دلوقتي هخرج أنا و أسيبلك المكان كله
جاسر: حاضر يا سلمى هخرج بس علشان خاطري أهدي و خليكي مرتاحة و أوعدك أني هعمل المستحيل علشان تسامحيني لأني مش هسمحلك تضيعي مني أنتي كمان لأني بحبك يا سلمى
خرج جاسر و تركها في حالة صدمة من كلمته وأخذت تتسأل أحقا قال أنه يحبني، أم أن ما سمعت مجرد وهم من نسج خيالى ناتج عن تأثير الحادث و لم يوقظ سلمى من شرودها إلا صوت ملك
ملك: عاملة إيه دلوقتي؟!
سلمى: كويسة و عايزه أروح البيت
ملك: طيب خليكي مرتاحة شوية كمان
سلمى: لا أنا عايزه أروح البيت و كمان خايفة تيته تقلق عليا
ملك: براحتك يلا قومي معايا

بعد دقائق قليلة خرجت سلمى من الغرفة و هي تستند على يد ملك وما أن رآها جاسر هم لمساعدتها لكنها رفضت و نفضت يده
سلمى: محمود ممكن تروحني البيت
محمود: طبعا يا سلمى
غادرت سلمى برفقة ملك و محمود بينما أنطلق جاسر خلفهم بسيارته وخلال دقائق قليلة وصلت سلمى أمام منزلها و قبل أن تصعد و هي تستند على يد ملك ، رمقت جاسر بنظرة غضب ثم دلفت إلى المنزل فأقترب محمود من جاسر و هتف
محمود: شكلها هتطلع عينك يا صاحبي و هتتربى من أول و جديد هههههههه
جاسر: فعلا شكلي هتربى بس مش مهم سلمى مسموحلها تعمل اللي هي عايزاه ، أهم حاجة تسامحني و ما تبعدش عني
محمود: و الله و وقعت يا صاحبي و محدش سمي عليك ههههههه
جاسر: شكلي خلصت من رخامة عمرو ، طلعت أرخم منه ، أنا همشي سلام
تركه جاسر ثم أنطلق بسيارته و في ذات الوقت صعدت سلمى إلى شقتها و ما أن رأتها سميرة بتلك الحالة، تعالت شهقاتها و ضمتها إلى صدرها فانفجرت دموع سلمى
سميرة: مالك يا سلمى ؟!
لم تستطع سلمى أن تجيبها من كثرة بكائها
ملك: ما تقلقيش يا تيته حادثة بسيطة و ربنا سترها
سميرة: حادثة !!!!!
ملك: سلمى لما أعصابها تهدي هتحكي لحضرتك ، أنا لازم أنزل دلوقتي علشان محمود تحت ، هروح أجيب لسلمى الدواء و أجيب هدوم علشان هبات معاكم النهارده
سميرة: ماشي يا حبيبتي
تركتهم ملك و غادرت فازدادت حيرة سميرة

سميرة: مالك يا سلمى ؟!
سلمى: وجعني أوي يا تيته و ضربني بالقلم
سميرة: هو مين الحيوان ده ؟!
سلمى: جاسر
تعالت شهقات سميرة فقصت عليها سلمى ما حدث
سلمى: أنا بحبه أوي يا تيته و أنتي عارفة أن دي أول مرة أحب لكن أنا عمري ما هسامحه
سميرة: طالما بتحبيه يبقي هتسامحيه و خصوصا أني فهمت هو عمل كده ليه
سلمى: علشان قليل الأدب
سميرة: ههههههه هو من ناحية قليل الأدب فهو قليل الأدب و عايز يتربي كمان لكن أكيد في سبب تاني خلاه عمل كده
سلمى: مش فاهمة حاجة
سميرة: جاسر عمل كده علشان بيحبك و غيران عليكي، هو صحيح زودها كتير بس هما الرجالة كده
سلمى: أنتي ليه بتدافعي عنه ؟!
سميرة: مين قالك أني بدافع عنه ، أنا بفهمك و جاسر حسابه هيبقي معايا أنا ، يلا أدخلي أرتاحي في أوضتك
دلفت سلمى إلى غرفتها و ظلت تفكر في كلمات جدتها وبعد دقائق قليلة من التفكير العميق قررت أن تعاقب جاسر، وإن كان حقا يحبها، عليه أن يثبت ذلك
سلمى: ماشي يا جاسر و الله لأربيك
ما أن هدأت الأمور أخرج رفعت هاتفه  ليطلع فارس على مستجدات الأحداث
فارس: ماتت ؟!
رفعت: لا يا باشا كويسة و رجعت الببت كمان
فارس: كويس
رفعت: تأمرني بحاجة يا باشا ؟
فارس: جهز نفسك لأننا هنفذ في أقرب وقت، أنا جهزت كل حاجة و حولت كل فلوسي بره مصر
رفعت: تحت أمرك يا باشا
في ذات الوقت عاد جاسر إلى منزله و وجد والده لازال بالمنزل
جاسر: صباح الخير يا بابا
سعيد: حمدالله على السلامة
جاسر: حضرتك ليه مش في الشركة ؟!!
شرع سعيد أن يجيبه لكن منعه صوت رنين هاتفة
سعيد: ده عمرو
جاسر: معلش أنا سايب تليفوني هنا
سعيد: الو ، أزيك يا عمرو ؟
عمرو: الحمد لله يا عمي ، جاسر موجود ؟!
سعيد: لسه داخل حالا ، استني أديله التليفون
بمجرد أن أعطى سعيد الهاتف إلى جاسر، أنفجر عمرو غاضبا
جاسر: الو
عمرو: هي دي الأمانة اللي أمنتك عليها يا جاسر و لا علشان سلمى يتيمة تقوم تعمل فيها كده ، من أمتى بتمد أيدك على واحدة ست و كمان يوم ما تعملها تضرب سلمى
جاسر: كفاية يا عمرو بقي ، أنا عارف أني غلطان و هصلح غلطتي
عمرو: أبقي قابلني لو بصت في وشك حتى
جاسر: ملك عندك ؟!
عمرو: ايوه ، هتنزل دلوقتي هتبات عند سلمى
جاسر: طيب هاتلي منها نمرة تيته سميرة
عمرو: هتعمل إيه تاني يا جاسر ؟!
جاسر: أخلص يا عمرو
أعطى عمرو الرقم إلى جاسر و بمجرد أن أنهى جاسر المكالمة ، تحدث معه والده
سعيد: في إيه يا جاسر ؟!
جاسر: مفيش حاجة يا بابا
سعيد: طالما مش عايز تحكيلي تبقي لسه بتعاقبني لأن أنا اللي أقنعتك بالخطوبة
جاسر: أنا عمري ما زعلت من حضرتك و لما سافرت مكنتش بعاقبك أنت ، أنا كنت بعاقب نفسي لأن أنا اللي اقتنعت برأيك و وافقت على الخطوبة
سعيد: طيب أحكيلي يا جاسر و قولي اللي جواك
جاسر: صدقني هحكيلك كل حاجة بس لازم أصلح اللي عملته الأول
سعيد: ماشي يا جاسر بس ياريت تحافظ على حبك المرة دي و تسمع كلام قلبك و بس
جاسر: " بدهشة " حضرتك عرفت أزاي ؟!
سعيد: عرفت لما رجعت تعيش حياتك تاني ، ده غير أني شفت نظراتها ليك و نظراتك ليها يوم فرح عمرو
جاسر: " بابتسامة "أوعدك أني مش هسيبها تضيع مني و أدعيلي أعرف أصالحها
سعيد: هو أنت طينت الدنيا و لا خربتها ؟!
جاسر: الأتنين وغلاوتك بس بإذن الله هتسامحني
سعيد: ربنا يسعدك يا جاسر و خد بالك منها وما تزعلهاش
جاسر: حاضر يا بابا، ممكن أطلب خدمة من حضرتك ؟!
سعيد: طبعا يا حبيبي
جاسر: أنا عارف أن وزير الداخلية صديق لحضرتك، أنا محتاج أجازة شهر على الأقل
سعيد: طبعا هكلمه بس شكلك مش ناوي ترجع الشغل أصلا و البنوته الحلوة دي سرقت قلبك و عقلك
جاسر: لا بقولك إيه ما تعاكسهاش قدامي، أنا قربت أولع من الغيرة النهارده ، بعد أذنك
تركه جاسر و دلف إلى غرفته ثم أحضر هاتفه ليهاتف جدة سلمى لكنه بمجرد أن فتح هاتفه تفاجئ برسائل سلمى فأخذ يتفحصها و كانت جميع الرسائل تعبر بها عن حنينها إليه عدا رسالة واحدة أرسلتها سلمى صباح اليوم
* أرجع بقي يا جاسر ، أنا بحبك أوي *
رفع جاسر رأسه عن الهاتف وارتسمت ابتسامة ساحرة على شفاه ثم هتف
جاسر: أنا مش بس غبي ، أنا حمار و متخلف عقليا كمان

ظل جاسر يقرأ رسالة سلمى مرارا وتكرارا إلى أن أعاده إلى الواقع صوت رنين هاتفه فأندهش بشدة حينما وجد الاتصال من سلمى
جاسر: سلمى حبيبتي أنا أسف ، أنا بحبك أوي يا سلمى و علشان خاطري سامحيني
سميرة: خلصت و لا لسه في حاجة كمان ؟!
جاسر: مين معايا ؟!
سميرة: أنا جدة سلمى
جاسر: أنا أسف جدا، أنا كنت هكلم حضرتك و لسه و أخد النمرة من ملك
سميرة: ملك قالتلي بس أنا عندي كلمتين عايزاك تسمعهم
جاسر: طيب ممكن قبل أي حاجة تطمنيني على سلمى
سميرة: سلمى نامت، قدامك نص ساعة و الأقيك قدامي في النادي ، مفهوم ؟
جاسر: حاضر يا تيته
سميرة: جتكو نيله لما أنتوا مش قد الحب بتتنيلوا تحبوا ليه


نهاية وعد بداية حب - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن