نهاية وعد بداية حب الفصل الثالث... بقلمي منى سليمان

26.8K 756 24
                                    

الفصل الثالث
* صدفة *
دلف جاسر إلى المكتب و ابتسامة النصر ترتسم على وجهه ودلفت يارا خلفه فلم تلاحظ ابتسامته، وبمجرد أن سلمها المحفظة أخذت تتفحصها لتتأكد من أنها لم ينقصها شيء و لكن سرعان ما اندهشت وقالت
يارا: إيه ده ؟!
جاسر: مش هخلص منك النهارده ، في إيه تاني ؟
يارا: الحرامي رمي الشنطة بالمحفظة و أخد الفلوس وصورتي بس !!
جاسر: و السندوتشات كمان
أنفجر جاسر ضاحكا فأشتعلت يارا غضبا من سخريته
يارا: بجد أنت أنسان
جاسر: " قاطعها " أمضى على محضر الاستلام وأخرجي من مكتبي
يارا: أحسن برضو بصراحة المكان هنا غتيت وخنيق ويقرف
جاسر: أتكلمي بأدب بدل ما أخليكي تقضي الليلة في ضياقتنا
يارا: لا أنت ولا عشرة زيك يقدروا يخلوني هنا
أنتفض جاسر عن مقعده وتوجه إليها بغضب فتراجعت يارا إلى الخلف إلى أن وقعت أسيرة بينه وبين الحائط فحاوطها بذراعيه مستندا إلى الحائط
جاسر: لسانك ده إيه ، ما بيسكتش أبدا ، حاطة راسك براسي لية ؟! انطقي " قالها بعصبية "
يارا: أبعد عني يا قليل الأدب
أقبض جاسر يده على معصمها فكاد يتهشم بين يده ولكن قاطعه صوت طرق على باب مكتبه فترك معصمها وأبتعد عنها قليلا
جاسر: " بغضب " أدخل
العسكري: في واحد بره عايز يقابلك يا باشا
جاسر: واحد مين ؟!
العسكري: ده الكارت بتاعه

أخذ جاسر الكارت وبمجرد أن قرأ اسم الشخص الموجود بالخارج علم أنه والد يارا فأذن له بالدخول وما أن رأته يارا ألقت بجسدها في صدره فكانت تشعر بالخوف من هذا الجاسر
بهاء: خير يا حبيبتي بتعملي إيه في القسم ؟
يارا: أتصلوا بيا وقالولي أن في حد لقى المحفظة فجيت أستلمها
بهاء: صباح الخير يا حضرة الضابط
جاسر: صباح النور يا فندم ، أتفضل
بهاء: لا معلش أنا مستعجل ، لو يارا خلصت هنمشي على طول
جاسر: اه طبعا الآنسة بس تمضىلي على المحضر وبعد كدة تقدر تتفضل مع حضرتك
يارا: حضرتك عرفت أزاي أني هنا ؟!
بهاء: كنت بزور صديق ليا ساكن قريب من القسم وأنا ماشي لقيت عربيتك بره فدخلت وسألت العسكري قالي أنك هنا
يارا: جيت في وقتك
قالتها يارا وهي ترمق جاسر بنظرات غضب ثم اقتربت منه لتمضى على المحضر وهمست
يارا: إيه الأدب اللي نزل عليك ده ؟!
غادرت يارا بصحبة والدها بينما ظل جاسر مندهشا من جرأتها فتلك هي المرة الأولى التي تقف أمامه فتاة وتتحداه ، وبعد مرور عدة أيام انتهت أجازة نصف العام الدراسي وفي أول يوم دراسي توجهت يارا إلى  الجامعة وبمجرد أن صفت سيارتها وهمت أن تفتح بابها وتترجل منها وجدت جاسر أمامها
جاسر: صباح الخير
يارا: أفندم
جاسر: ردها صباح النور على فكرة
يارا: أفندم ، خير ؟
جاسر: برضو ، عموما أنا كنت ماشي بعربيتي وشفتك ، صدفة مش أكتر
يارا: ماشي ، ممكن توسع شويا علشان أعدي مش عايزه أتأخر على المحاضرة
تركته يارا وذهبت إلى المحاضرة التي لم تفهم منها شيئا فقد كانت شاردة الذهن في هذا الهمجي الذي جعل دقات قلبها تتراقص فرحا من رؤيته، ومر أكثر من شهرين أينما ذهبت يارا إلى مكان تجد جاسر أمامها وفي أحد الأيام كانت يارا تجلس برفقة مي في النادي
مي: يارا
يارا: نعم
مي: بصي وراكي كدة
يارا: ليه ؟!!
مي: بصي بس
ألتفتت يارا لتجد جاسر واقفا خلفها
جاسر: صباح الخير
مي: صباح النور
يارا: خير يا أستاذ جاسر في حاجة ؟ وياريت ما تردش عليا وتقولي صدفة أصل بصراحة صدفك كترت أوي وكل ما أروح في مكان الاقيك في وشي
كتمت مي ضحكتها بصعوبة لكنها قررت تلطيف الجو بينهما
مي: أتفضل أقعد يا أستاذ جاسر
يارا: مي " قالتها بعصبية "
مي: يعني هيفضل واقف ؟!
يارا: محدش قاله يقف هنا أصلا
جاسر: هو صحيح محدش قالي أقف هنا بس صاحبتك قالتلي أقعد وأنا بصراحة مقدرش أرفض طلب لبنت أبدا وخصوصا لو حلوة زي صاحبتك كده
يارا: ده أنت جاي تعاكس بقي
جاسر: أنا
مي: " قاطعته " أنا هروح الحمام
يارا: و أنا كمان

وقفت يارا لكي تذهب مع مي لكن فاجأها جاسر حينما أقبض يده على يدها ليمنعها من المغادرة فابتسمت مي وتركتهم و ذهبت بمفردها
يارا: سيب أيدي
جاسر: " ترك يدها " هو أنتي عصبية كده على طول ولا وجودي هو اللي معصبك ؟!
يارا: و أنت مين أصلا علشان تعصبني ؟!
جاسر: قريب أوي هتعرفي أنا مين
يارا: اللهم طولك يا روح
جاسر: تعرفي أنك أول بنت تتكلم معايا بالطريقة دي ، البنات دايما بتجري ورايا وأي بنت تتمني نظرة مني
يارا: مغرور
جاسر: لما أقعد جمب واحدة حلوة زيك لازم أتغر
يارا: اه شكل الأسطوانة بتاعتك هتشتغل
جاسر: ههههه أسطوانة إيه ؟
يارا: الأسطوانة اللي بتقولها لكل البنات ، ده أنت حتى لسه مسمعها لمي
جاسر: " ضحك بصوته كله " شكلك غيرانه من صاحبتك
يارا: " بأرتباك ملحوظ " أنا أنا قصدي أنت مين أصلا علشان أغير عليك
تركته يارا وغادرت قبل أن تفضحها عيناها ونبضات قلبها المتسارعة
مي: أخيرا ربنا استجاب لدعواتي ووقعت يا جميل هههههههه
يارا: كدة يا مي تسبيني لوحدي وتمشي
مي: تستاهلي ، حرام عليكي بقاله شهرين بيجري وراكي في كل حته ، ده ناقص ينزلك من  الحنفية و بعدين شكلك حبتيه
يارا: شكلي كدة فعلا
مي: يبقي علشان خاطري أديله فرصة
في صباح اليوم التالي استيقظت يارا وأبدلت ثيابها وبمجرد أن وصلت إلى الجامعة وجدت ذلك المشاكس أمامها وما أن رآها أخذ يقترب منها وابتسامة ساحرة ترتسم على شفاه

جاسر: صباح الخير
يارا: صباح النور
جاسر: أخيرا
يارا: " بابتسامة " هو إيه اللي أخيرا ؟!
جاسر: أخيرا رديتي عليا الصباح
يارا: هههههه أنت عايز إيه دلوقتي ؟
جاسر: عايز أتكلم معاكي ومش جايلك صدفة
يارا: بس أنا لازم أدخل الجامعة ، عندي محاضرات مهمة





نهاية وعد بداية حب - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن