الفصل الثالث عشر... بقلمي منى سليمان

20.5K 565 4
                                    

الفصل الثالث عشر
* حنين عاشق *
تململت سلمى في فراشها كثيرا و هي تحاول النوم لكن دون جدوى فقد كانت تشعر بالحنين لجاسر منذ أن أوصلها و ذهب و بعد ساعتين من المحاولة تركت فراشها و ذهبت إلى  غرفة جدتها
سميرة: إيه اللي صحاكي ؟!
سلمى: أنا ما نمتش أصلا
سميرة: دي ضريبة الحب يا سلمى فكرتيني بالذي مضى
سلمى: أحكيلي يا تيته بليز
سميرة: لا أحكيلي أنتي الأول وبعدين أنا
قصت سلمى على جدتها ما حدث في اليومين الماضيين
سميرة: تصدقي فكرني بجدك كان تقيل زيه كده ، كان جاري و لما كبرت و عرفت الحب كنت كل يوم أعمل نفسي هقع ولا هيغمي عليا و لا أوقع حاجة من أيدي قدامه علشان يسعادني بس و لا كان بيعبرني
سلمى: ههههههه يا عيني عليكي يا تيته
سميرة: و بعد ما أتخرج من الكلية جه أتقدملي و مكنتش مصدقة نفسي و لما أتجوزنا قالي انه كان بيحبني من زمان ، تعرفي أن أختك شقية و مدردحه زي لكن أنتي عاملة زي جدك هادية و غلبانة بس لما بتتعصبي ما بتشوفيش قدامك
سلمى: بس أنا الحمد لله مش بتعصب غير لما أتجرح جامد
سميرة: يا مفترية ده أنتي خاصمتي أختك شهر علشان ضربت القطة بتاعتك
شرعت سلمى أن تجيبها لكن قاطعها صوت هاتفها حينما أرسل لها جاسر رسالة على الواتساب ( لما تصحي كلميني )
سلمى: تيته أنا هروح أوضتي و أسيبك ترتاحي
سميرة: سلميلي عليه
سلمى: هو مين ؟
سميرة: الواد القمر اللي قومتي علشان تكلميه
سلمى: "بابتسامة " حاضر يا سوسو
دلفت سلمى إلى غرفتها و هاتفت جاسر
جاسر: صحيتك ؟
سلمى: لا أنا معرفتش أنام أصلا
جاسر: و أنا كمان تقريبا أتعودت أنام و أنتي في حضني
سلمى: " بأرتباك " بس أنت لازم تنام علشان عندك سفر و تدريب و كده يعني
جاسر: " بوقاحة "طيب ما تيجي تنيميني هههههه
سلمى: مفيش فايدة فيك
جاسر: هههههههه ماتتحوليش كده، أنا برضو داخل على سفر و مجهود ما تيجي معايا ؟
سلمى: " ببراءة " بجد ينفع ، هاجي معاك طبعا
جاسر: هههههههههههه يخربيت براءتك أي حاجة أقولهالك تصدقيها ، ده أنتي لو جيتي معايا في وسط الخناشير دول هياكلوكي و أنا هقتلهم كلهم
سلمى: " بخجل "أفهم من كده أنك بتخاف عليا ؟
جاسر: لازم تبقي متأكدة من حاجة زي دي، أنا بخاف عليكي حتى من نفسي
سلمى: بجد ؟
جاسر: بجد يا سلمى ، ها قوليلي هتروحي الكلية بكرة ؟
سلمى: للأسف اه يوم الأحد بالذات مش بينفع أغيب لان بيبقي عندي محاضرة بحث التخرج و دكتوره وفاء دي مرعبة
جاسر: هههههههههه بتزنبكم و لا إيه ، ده أنا أجي أخنقهالك
سلمى: هههههههه أصل مجموعة البحث أربعة بس أنا و ملك و أمل و أكرم، يعني تقدر تقول بتمسكنا تعصرنا علشان تطلع مننا المعلومات
جاسر: " بغضب " الله الله، مين أكرم ده كمان ؟
سلمى: " بتلقائية " زميلي و زي أخويا
جاأنتي" بعصبيه " أنتي يا بت ملكيش دعوة بحد مفهوم ؟
سلمى: حاضر
ظل جاسر يثرثر مع سلمى قرابة الساعتين ثم أنهى المكالمة لينال قسطا من الراحة قبل سفره واستيقظ في العاشرة مساءا و بعد أن أنتهي من جمع ما قد يحتاج إليه، هاتف مي فقد أعتاد أن يهاتفها من وقت لأخر منذ وفاة يارا
مي: إيه المعجزة دي أكلمك مرتين في أقل من ٤٨ ساعة
جاسر: مالك داخلة شمال كده، أول أمبارح لما كلمتيني كنت في شرم فمعرفتش أتكلم معاكي براحتى
مي: مالك يا جاسر ؟!
جاسر: أنا محتار و متلخبط و مش عارف أعمل إيه بس أنا عارف أنك هتفهميني و تساعديني أتغلب على ذكرياتي
مي: جاسر أنت بتحب ؟!
جاسر: " بصدمة " عرفتي منين ؟!
مي: حسيت بيك لأن دي أول مرة تكلمني و أنت محتار كده
جاسر: أنا عارف أني خنت الوعد اللي وعدته ليارا بأنها تفضل أول و أخر حب في حياتي بس أنا فعلا حبيت يا مي و صدقيني لو قولتلك مش عارف أزاي و أمتى حبيتها
مي: بيتهيقلي كفاية ٣ سنين و ٧ شهور ضاعوا من عمرك و أنت حاسس بالذنب و بتتهم نفسك أنك سبب موت يارا و أنا قدامك أهو يارا كانت أعز صديقة ليا و مع ذلك أتجوزت و عشت حياتي ، صحيح قلبي أتحرق على موتها و لسه موجوعة لحد النهارده بس الحياة لازم تستمر ، كفاية يا جاسر أنا بقالي سنين بحاول أساعدك بس أنت لازم تساعد نفسك ، أفتح قلبك للحب اللي ربنا بعتهولك بدل ما يضيع منك و بدل ما تندم على موت يارا بس ، تندم على ضياع حبك التاني ، و قبل ما تبدأ حياتك الجديدة لازم تقولها كل اللي حصلك و تحكيلها عن يارا ، كفاية اللي حصل لما خبيت على يارا موضوع خطوبتك
جاسر: كلامك ريحني أوي يا مي
مي: ربنا يفرح قلبك يا جاسر ، أنا لازم أقابلك قريب طالما أتنقلت القاهرة مالكش حجة يعني ، من يوم ما ودعنا يارا ما قابلتكش
جاسر: بأذن الله ، سلميلي على سامح
مي: سامح كمان نفسه يتعرف عليك من كتر ما بكلمه عنك ، جاسر أنا لازم أقابلك في موضوع مهم عايزاك تعرفه و مش هينفع أقولهولك في التليفون و صدقني لما تعرفه هترتاح كتير
جاسر: أنا عندي تدريب لمدة أسبوعين و لما أرجع هكلمك
مي: يبقي اتفقنا و أنا بإذن الله خلال أسبوعين هبقى موجودة في مصر
أنهى جاسر المكالمة مع مي و هو يشعر براحة كبيرة  و أخذ عهد على نفسه بأن يصارح سلمى بحبه و أن يقص عليها قصة حبه ليارا بعد عودته من التدريب و قبل أن يغادر هاتف طفلته
سلمى: الو
جاسر: هتوحشيني
سلمى: هتمشي خلاص
جاسر: هتحرك حالا
سلمى: خد بالك من نفسك
جاسر: و أنتي كمان يا سلمى ، أنا لازم أقفل
سلمى: أستني عايزه أقولك حاجة
جاسر: سمعك
سلمى: أنت كمان هتوحشني
قالتها سلمى و هي تبكي فحزن قلب جاسر
جاسر: علشان خاطري ما تعيطيش بدل ما أروح أقدم استقالتي و أجي أقعدلك تحت البلكونة
ضحكت سلمى على مزحة جاسر
سلمى: مجنون و تعملها يلا أقفل مش عايزه أعطلك
جاسر: طيب ما تعيطيش تاني
سلمى: حاضر ، لا اله إلا الله
جاسر: محمد رسول الله
أنهى جاسر مكالمته مع طفلته الرقيقة ثم ذهب ليصطحب عمرو و سافرا سويا بسيارة جاسر إلى معسكر التدريب في العين السخنة و كان يتبعهم أحد رجال رفعت
فارس: خير
رفعت: رجالتي بلغوني أن جاسر سافر العين السخنة و وصل لمعسكر تدريب تبع وزارة الداخلية و أكيد مش هنقدر نراقب مكان زي ده
فارس: تراقب بيته و عينك تفضل على سلمى و جهز نفسك لانه أول ما يرجع هنفذ كل حاجة
رفعت: تحت أمرك يا باشا
أنهى فارس المكالمة ثم دلف إلى غرفة مكتبه و أخرج صورة سلمى
سلمى: أنا عارف أنك ما تستاهليش كده بس للأسف قدرك هو اللي دخلك اللعبة

مضت الأيام بصعوبة على كل منهم فلم تذهب سلمى إلى الجامعة خلال الأسبوعين و كانت تبكي دائما من شدة شوقها لجاسر و كانت ترسل له يوميا رسائل على هاتفه برغم معرفتها أنه لن يقرأهم فقد أخبرها من قبل أنه سيترك هاتفه في المنزل ، أما جاسر فقد أصبح سريع الغضب من كثرة حنينه واشتياقه لها و كان اليوم يمر عليه كأنه دهر و قبل انتهاء التدريب بيوم دلف عمرو إلى غرفة جاسر فوجده شريد الذهن
عمرو: وصلت لحد فين ؟!
جاسر: وصلت لحد مصر الجديدة يا خفيف
عمرو: ههههههه أمال أنا أعمل إيه ؟ ده أنا عريس جديد يا ناس
جاسر: تصدق ربنا رحم حنان من رخامتك
عمرو: بقي كده يارب يا جاسر أول ما تتجوز يجيلك تدريب شهر
جاسر: هههههه ما أنت هتبقي معايا يا متخلف
عمرو: تصدق يا صاحبي دي أول مرة من سنين أجيبلك سيرة الجواز و ما تتعصبش عليا ، للدرجة دي بتحبها ؟
جاسر: بحبها فوق ما تتصور
عمرو: صارحها بحبك يا جاسر
جاسر: أنا وصلتلها مشاعري بكل الطرق و حاولت كتير أقولها كلمة بحبك ، بس ما بقدرش و بحس أني بخون يارا
عمرو: طيب يا اخويا خليك حاسس بالخيانة لحد ما يجي اللي يخطفها منك
جاسر: ده أنا كنت قتلتها ، أنا مش متخيل لو شوفتها بتتكلم مع راجل ممكن أعمل فيها إيه ، تيجي أنت تقولي تحب واحد تاني ، سلمى ملكي أنا و بس
عمرو: ماشي يا عم المتهور جهزت نفسك علشان نسافر الصبح ؟!
جاسر: أنا مش هنام لحد ما أشوفها بكرة
عمرو: أفرض ما لقتهاش في الجامعة
جاسر: هلاقيها بكرة الأحد و هي قالتلي لازم تروح علشان محاضرة بحث التخرح
عمرو: خلي بالك من سلمى يا جاسر
جاسر: سلمى دي أجمل حاجة حصلت في حياتي كلها بحسها بنتي و حبيبتي ، بحسها طفلة بريئة و أنثي جميلة ، جواها حاجة عاملة زي المغناطيس كل ما أحاول أبعد الأقي نفسي بقرب ليها أكتر
قال جاسر كلماته بسعادة بالغة و في ذات الوقت كان يدور حوار أخر بين سلمى و ملك
سلمى: الو
ملك: عاملة إيه ؟
سلمى: " بحزن " كويسة
ملك: هانت يا سلمى بأذن الله يرجعوا قريب ، حنان برضو مضايقة أوي
سلمى: يارب يرجعوا يا ملك ، جاسر وحشني أوي
ملك: سلمى لازم تيجي معايا الجامعة بكرة بقالك أسبوعبن ما خرجتيش من البيت ده غير أن دكتورة وفاء سألت عليكي أنتي و أكرم علشان ما حضرتوش محاضرتين البحث بتوع الأسبوعين اللي فاتوا و شكلها هتزعلكم
سلمى: هو أكرم كمان ما حضرش المحاضرتين ؟
ملك: اه عنده حالة وفاة و سافر يعني محدش بيحضر المحاضرة غيري أنا و أمل و البحث لازم يتسلم الأسبوع الجاي ، أحنا شغالين فيه من الترم الأول و أجلنا تسليمه كذا مرة علشان خاطري ركزي شوية
سلمى: حاضر يا ملك عدي عليا الصبح و هروح معاكي
ملك: تمام محمود و أخد أجازة بكرة و هيوصلنا ، هعدي عليكي الساعة ٨
سلمى: ماشي
بمجرد أن أنهت سلمى المكالمة مع ملك، تساقطت دموعها على وجنتيها و بعد دقائق قليلة دلفت جدتها إلى الغرفة

سميرة: و بعدين معاكي يا سلمى كل يوم أدخل الأقيكي بتعيطي ما ينفعش كدة
سلمى: " ببكاء " جاسر وحشني أوي يا تيته
سميرة: سلمى أنتي مش عيلة صغيرة و ما ينفعش كل ما هيسافر هتقعدي تعيطي كده ، ما تنسيش أنه ظابط يعني ممكن يسافر أو يطلع مهمات ، أمال لو أتصاب لقدر الله هتعملي إيه ؟!
سلمى: " ببكاء " بعد الشر عنه
سميرة: ربنا يحميه و يهديكي يا سلمى يلا قومي أتوضي و صلي و أدعي ربنا يحفظه
سلمى: ربنا يخليكي ليا يا تيته ، أنا بحبك أوي
قالت سلمى كلماتها ثم ألقت بجسدها في صدر جدتها و في صباح اليوم التالي أنطلق جاسر بسيارته عائدا إلى القاهرة و أوصل عمرو إلى بيته ثم توجه مباشرتا إلى جامعة سلمى ليفاجئها بوجوده ، و ما أن وصل إلى الجامعة ، صف سيارته و قرر أن ينتظرها

نهاية وعد بداية حب - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن