الفصل الثاني عشر... بقلمي منى سليمان

20.9K 582 5
                                    

الفصل الثاني عشر
* اعتراف سلمى *
بعد دقائق قليلة خرج جاسر و أخذ يقترب من سلمى
جاسر: هاه كنتي بتقولي إيه ؟!
سلمى: أنا ؟!
جاسر: اه أنتي يا غلباوية
سلمى: كنت بقول جعانة و عايزه أكل
جاسر: هههههه بتلوي دراعي يعني ، بقيتي نصابة  يلا قدامي
ذهب جاسر برفقة سلمى إلى المطعم حيث تقابلا مع عمرو و حنان
سلمى: صباح الخير
عمرو: صباح النور
حنان: صباح النور يا قمر ، ماشاء الله وشك منور
سلمى: شكرا يا حنان
جاسر: أمال فين محمود و ملك ؟!
عمرو: فطروا من بدري و تلاقيه قاعد يحب فيها على البحر
حنان: ههههه أنت غيران و لا إيه ؟
عمرو: طبعا مش أختي
حنان: ربنا يخليكم لبعض
عمرو: و يخليكي ليا يا عمري
جاسر: أنا بقول نسيبكم براحتكم و نقعد على طرابيزة تانية
عمرو: أنت بتتلكك بقي هههههه
استمرت المشاكسة بين عمرو و جاسر قرابة الساعة و ما أن فرغوا من تناول الطعام ذهبت سلمى برفقة جاسر
جاسر: ساكته ليه ؟!
سلمى: لا عادي بفكر في تيته
جاسر: " بمشاكسه " ياريتني كنت تيته
سلمى: مستحيل تبقي تيته، سوسو طيبة لكن أنت شرير
جاسر: ههههههه أنا شرير يا سلمى ، أصبري عليا و أنا هوريكي الشر على حق ربنا
ركضت سلمى و ركض جاسر خلفها ثم أقبض يده على معصمها و أدارها لتصطدم بصدره و تقابلت أعينهم في نظرة طويلة
جاسر: سلمى أنا ب
كاد جاسر أن يعترف بحبه لها لكنه توقف عن ذلك حينما تأوهت سلمى أثر ارتطام كرة بها ثم تقدمت منهما طفلة
الطفلة: أنا أسفة مكنش قصدي
سلمى: أنا مش زعلانه منك ، أنتي أسمك إيه ؟!
الطفلة: اسمي يارا
ما أن سمع جاسر اسم الطفلة، تذكر لقاءه الأول مع يارا
سلمى: جاسر جاسر جاااااسر
جاسر: إيه يا يارا ؟
سلمى: أنا سلمى، يارا أخدت الكورة و مشيت
جاسر: " بحزن " فعلا مشيت
سلمى: أنت كويس ؟!
جاسر: أنا تمام يلا نرجع
سلمى: مش كنت عايز تقولي حاجة قبل يارا ما تيجي !!
جاسر: لما يارا جت نسيت أنا عايز أقول إيه
سلمى: " ببراءة "طيب أول ما تفتكر قولي على طول قبل ما تنسي تاني
جاسر: " بابتسامة " أوعدك أني هقولك كل حاجة في أقرب وقت بس خليكي جمبي و أوعديني أن عمرك ما هتبعدي عني أو تمشي و تسيبيني
سلمى: " بقلق " جاسر أنت كويس ؟!
جاسر: أوعديني يا سلمى
سلمى: أوعدك يا جاسر أني هفضل جمبك
أبتسم لها جاسر ثم أمسك يدها و أكملوا طريقهم و في المساء تجمعوا جميعا و جلسوا على الرمال أمام البحر

محمود: ما تيجوا نلعب لعبة الصراحة
ملك: الله عليك ده أحنا هنطلع بلاوي هههههه
أحضرت ملك زجاجة و أدارتها لتستقر أمام حنان و سلمى
ملك: يلا يا سلمى أسألي حنان و لازم تسأليها سؤال محرج ههههههههه
حنان: ماشي يا لوكا ليكي دور هههههههه
سلمى: إيه أكتر حاجة ما بتحبهاش في عمرو ؟ أنا أسفة يا عمرو و الله
عمرو: ولا يهمك خليها تعترف
حنان: احم حبيبي مفيهوش ولا غلطة كل حاجة فيه تتحب
جاسر: بصراحة أتكبستي يا ملك ههههههه
ملك: يارب يا جاسر تقع تحت إيدي و يجي عليك الدور
سلمى: ملكيش دعوة بجاسر يا لوكا
محمود: الله الله بقالك مدافع يا جاسر
جاسر: " مصطنع الجدية " مش هنكمل لعب ولا إيه ؟!
أدارت ملك الزجاجة مرة أخرى واستقرت بين عمرو و جاسر
عمرو: أهلا يا جاسر، يلا أعترف و قول إيه أكتر حاجة بتعجبك في سلمى ؟!
جاسر: براءتها
قالها جاسر و هو ينظر في عينيها ثم غمز لها

ملك: الله يسهلو يا سلمى
جاسر: تصدقي فصلتيني
ضحكوا جميعا على كلمات جاسر و استمروا في اللعب إلى أن استقرت الزجاجة بين ملك و سلمى
ملك: أخيرا وقعتي تحت أيدي، يلا اعترفي و قولي أول مرة قابلتي جاسر قولتي عنه إيه وأنتي بتكلميني في التليفون ؟!

جحظت عينيٍٍٍ سلمى من هول السؤال و صعوبة الإجابة التي يجب أن تعترف بها
جاسر: يا ساتر للدرجة دي الأجابة صعبة، قولي يلا و اعترفي هههههههه
سلمى: " بخجل " بصراحة قولت أن دمك تقيل و مستفز
انفجروا جميعا ضاحكين فأزداد خجل سلمى ثم أدارت ملك الزجاجة لتستقر بين جاسر و سلمى
جاسر: قولتي عليا دمي تقيل ومستفز، طيب دلوقتي بتحسي بإيه ؟!
ملك: جاوبي ياختي هههههه
سلمى: منك لله يا ملك
محمود: ههههههه هو أنتي مش قادرة على جاسر هتدعي على لوكا
حنان: بس بقي يا جماعة خلونا نسمع الأعتراف يلا يا سلمى
سلمى: أول ما شوفتك حسيتك مستفز بس كل مرة كنت بشوفك فيها كان بيفضل أحساس جديد جوايا، أحساس بالأمان لما حمتني من الشابين اللي عاكسوني يوم فرح عمرو ، وحسيت أنك صديق لما قلقت عليا أول ما عرفت أني تعبانه، وحسيت أنك سندي لما صممت توصلني علشان ما أركبش عربيتي و أنا تعبانه ، و حسيت أنك أبويا لما رفضت أني ألبس المايوه قدام الناس و حسيت أنك أخويا لما ما حافظت عليا و أحنا مع بعض أمبارح
اعترفت سلمى بكل المشاعر التي تحملها في قلبها لجاسر متناسية وجود كل من حولها ، قالتها و هي تنظر في عيني جاسر الذي تسارعت دقات قلبه واتسعت ابتسامته فتلك هي المرة الأولي التي تأتيها الشجاعة لتعترف بمشاعرها دون خجل ولكن سرعان ما أفسدت ملك تلك اللحظة لتوقظ سلمى من شرودها
ملك: تصدقي ده أجمد اعتراف سمعته في اللعبة دي
محمود: تصدقي أنك فصلتيني أنا كمان يا لوكا ههههههه
حنان: أنا بقول كفاية اعترافات و نطلع ننام، الساعة بقت ١٢ و عندنا سفر الصبح
عمرو: اه فعلا يلا نطلع
ملك: " بخبث " يلا يا سلمى قدامي
محمود: هههههههه براحة عليها يا شابة
صعد كل منهم إلى غرفته
سلمى: أنا زعلانه منك يا ملك، كده تخليني أقول عليه دمه تقيل و مستفز
ملك: ههههههههههه مش قادرة أوصفلك وشك جاب ألوان أزاي و أنتي بتقولي
سلمى: على رأي جاسر لازم تتعاقبي
قذفتها سلمى بالوسادة عدة مرات فبادلتها ملك العقاب و امتلأت الغرفة بصوت ضحكاتهن ، أما في الغرفة الأخرى لم يستطع جاسر النوم فأخرج صورة يارا و تحدث معها

جاسر: سلمى طلعت أشجع مني و قدرت تطلع كل المشاعر اللي جواها لكن أنا مقدرتش ، بحبها و مش قادرا أقولها كلمة بحبك صحيح بحاول بكل الطرق أوصلها مشاعري لكن سلمى من حقها تسمع الكلمة اللي ما قولتهاش غير ليكي، دايما ذكرياتي معاكي بتمنعني و لسه حاسس بوجع قلبي لما موتي في حضني و سبتيني و مشيتي، خايف يا يارا تسيبني هي كمان خايف خايف خايف
ترك جاسر صورة يارا و حاول النوم لكنه لم يستطع و تململ في فراشة إلى الساعة الثانية صباحا و حينما يأس من حضور النوم، نهض عن فراشة و توجه إلى الشرفة لكنه تفاجئ حينما رأي سلمى واقفة أمام البحر فأبدل ثيابه و نزل إليها و أخذ يقترب منها لكنها لم تلاحظ وجوده فقد كانت تداعب البحر بقدميها و شعرها الناعم الطويل تتلاعب به نسمات الهواء الباردة فتطاير يمينا ويسارا فأبتسم جاسر و وقف على مقربة منها ثم هتف
جاسر: " بجدية مصطنعه " اعمل فيكي إيه ؟!
التفتت سلمى و شعرت بالخوف من كلماته فأضاف جاسر بعد أن أقترب منها أكثر و أحاط خصرها بذراعه و قربها إلى صدره
جاسر: " بجدية " إيه اللي نزلك لوحدك من الأوضة و الوقت متأخر كده ؟!
سلمى: " بخوف " حاولت أنام بس معرفتش فنزلت أودع البحر
جاسر: " بحدة " أفرضي كان حد عاكسك و لا قرب منك ، اعمل فيكي إيه أنا دلوفتي ؟!
سلمى: " بدموع " أنا أسفة
جاسر: " بحنان " بتعيطي ليه ؟!!!
سلمى: علشان بتزعقلي
جاسر: طيب خلاص يا ستي ما تزعليش ، أنا أسف

حرر جاسر خصرها ثم مسح الدموع الهاربة من عينيها بأطراف أصابعه ولكنه انتبه إلى الحزن الذي سكن عينيها فشعر أن هناك سببا أخر غير ما ذكرته
جاسر: سلمى بتعيطي ليه ؟!
سلمى: علشان يتزعق
جاسر: ما تكدبيش عليا يلا قولي
سلمى: " ببكاء " علشان علشان
جاسر: هاه أنطقي طلعتي روحي
سلمى: علشان هنمشي الصبح و أنت هتروح التدريب و مش هتكلمني ولا هشوفك أسبوعين
قالت سلمى كلماتها و هي تبكي بغزارة فضمها جاسر إلى صدره
جاسر: اشششش خلاص ما تعيطيش ، ده أنا قولت ما هتصدقي تخلصي من الواد المستفز اللي كل شوية يزعقلك و يقولك هعاقبك ، ما تيجي أعاقبك بقي

اختلطت دموع سلمى بصوت ضحكتها ثم ابتعدت عنه لكنها بكت مرة أخري
سلمى: بس أنا مش عايزه الواد أبو دم تقيل يمشي
جاسر: " بابتسامة "والله شكلك نفسك تتعاقبي بجد و فاضلي تكه و أبوسك يا سلمى
سلمى: لا لا لا أنا هسكت خلاص
جاسر: ههههههههه ماقولنا كده من الأول ، تعإلى نقعد
جلسا سويا على أحد المقاعد الخاصة بالشاطئ  (شيزلونج )
جاسر: سلمى أنا عمري ما هبعد عنك أبدا
سلمى: " ببراءة " أبدا أبدا
جاسر: ههههههه أبدا أبدا
سلمى: ممكن اسألك سؤال ؟
جاسر: اسألي
سلمى: أول مرة قابلتني حسيت بإيه ؟
جاسر: من غير زعل حسيت أنك طفلة و بعد كده حسيت أني مسئول عنك و خايف في يوم تمشي و تسيبيني زي كل حاجة حلوة في الدنيا ما بتخلص
قال جاسر كلماته بحزن لاحظته سلمى فهتفت مازحه
سلمى: على فكرة معاك عنوان بيتي و رقم تليفوني و عارف الكلية بتاعتي يعني مش هتوه منك، ده غير أن سوسو معجبة بيك و بتقول عليك زي القمر و مز، مش عارفة بصراحة جابت مز دي منين
قهقه جاسر فشعرت سلمى بالسعادة تسري داخلها
جاسر: ههههههههه فضحتى تيته كده في ثانية
سلمى: هههههههه اعملها إيه هي اللي بتعكسك
ظلت سلمى برفقة جاسر قرابة الساعتين إلى أن استسلمت للنوم فسقطت رأسها على كتفه فأراح جسدها على المقعد و ضمها إلى صدره
جاسر: ههههه و الله شكلك أدمتني النومة دي

بعد مرور ثلاثة ساعات سطعت شمس يوم جديد و شعر جاسر بيد تحاول أفاقته و ما أن فتح عينيه وجد محمود أمامه
جاسر: " بصوت منخفض "إيه يا زفت أنت بتصحيني ليه ؟!
محمود: هو أنت نايم في بيتكم يا اخويا ، صحي سلمى و قوم قبل ما عمرو يصحي يديلك محاضرة و أنجز قدامنا ٣ ساعات بس قبل ما نمشي
جاسر: غور من هنا و هاجي وراك
ما أن غادر محمود ، نظر جاسر إلى طفلته و هتف بحنان
جاسر: سلمى يلا أصحي
سلمى: سيبيني أنام شوية يا تيته بحلم بجاسر
قهقه جاسر فانتفضت سلمى و كادت أن تقع لولا أن أمسكها جاسر ثم غمز لها مشاكسا
جاسر: و تحلمي بيا ليه ما أنا جمبك
سلمى: "بخجل" جاسر أنا

قاطعها جاسر و غمز لها بوقاحة
جاسر: هو أنا كنت بعمل إيه في الحلم ؟!
ابتعدت سلمى عنه قليلا و هتفت بحدة
سلمى: أنت قليل الأدب
قالت سلمى جملتها ثم ركضت فقهقه جاسر و بعد مرور أربع ساعات عادوا جميعا إلى القاهرة وغادر محمود مصطحبا ملك و عمرو و حنان بينما غادرت سلمى برفقة جاسر و بعد دقائق قليلة وصلت سلمى إلى منزلها
جاسر: قليل الأدب بيقولك حمدالله على السلامة
سلمى: " بخجل " أنا أسفة
جاسر: أنا اللي أسف لو كنت زعلتك
سلمى: أنا مستحيل أزعل منك، ما تيجي تتعرف على تيته
جاسر: معلش خليها مرة تانية لازم أروح أرتاح لأني مسافر بالليل
سلمى: " بحزن " هتكلمني قبل ما تسافر ؟!
جاسر: أكيد
سلمى: طيب يلا باي
ترجلت سلمى من السيارة و بمجرد أن دلفت إلى منزلها وجدت جدتها فاقتربت منها و قبلت يدها
سلمى: وحشتيني يا سوسو
سميرة: و أنتي أكتر يا قلب سوسو بس أنا زعلانة منك ما جبتيش الواد القمر ده معاكي ليه و أنتي طالعة
سلمى: هههههههه شكلك وقعت يا جميل
سميرة: هسيبك تدخلي تنامي و ترتاحي بس أول ما تصحي لازم تحكيلي كل حاجة
سلمى: حاضر يا تيته ، بعد أذنك
دلفت سلمى إلى غرفتها و في ذات الوقت كان يدور حوار أخر في فيلا فارس
فارس: خير يا رفعت جاي من غير معاد ليه ؟!
رفعت: جيت أبلغك بنفسي يا باشا أن جاسر رجع النهارده ، تحب أجيبلك البنت ؟
فارس: لا مش دلوقتي، أنا هجيبها بنفسي في الوقت المناسب و قريب أوي كمان ، رفعت
رفعت: تحت أمرك يا باشا
فارس: تراقب جاسر أكتر من الأول و سلمى تراقبها بنفسك و مش هسمح بأي غلطة تاني
رفعت: حاضر يا باشا










نهاية وعد بداية حب - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن