الفصل الثامن... بقلمي منى سليمان

22.5K 666 12
                                    

الفصل الثامن
* نبضات قلب *
شرقت سلمى وهي ترتشف العصير حينما سمعت كلماته فقهقه جاسر لذلك و لكن سرعان ما عاد عمرو وملك وجلسوا سويا لتناول طعام الغداء وبعد انتهاء الغداء عاد كل منهم إلى منزله ومضى الأسبوع سريعا و لم يتقابل جاسر مع سلمى مرة أخري إلى أن جاء يوم عرس عمرو وظل جاسر و محمود برفقته طوال اليوم وفي المساء ذهب عمرو وأخذ عروسه ودخل بها إلى القاعة التي يقام بها العرس وكان الجميع يشعر بالسعادة عدا جاسر الذي ظل خارج القاعة فقد منعته ذكرياته من الدخول فأغمض عينيه وتذكر يوم خطبته التي كانت سببا في موت محبوبته فتسللت دمعه على وجنته و ملأه الحزن لكن سرعان ما مسح دمعته حينما سمع صوت سلمى التي لم يراها منذ بداية الحفل وكانت تتشاجر مع شابين حاولا معاكستها

الشاب ١: إيه المزة الصاروخ دي 
سلمى: لو سمحت أبعد علشان أعرف أعدي
الشاب ٢: وتمشي ليه يا جميل خليكي معانا
سلمى: احترموا نفسكم بدل
الشاب ٢: " قاطعها " بدل إيه يا جميل ؟
شرعت سلمى أن ترد عليه لكن قاطعها صوت جاسر الواقف خلفها
جاسر: " بعنف " بدل ما أضربكم أنتوا الأتنين
التفتت سلمى و رأت جاسر فاختبأت خلفه بينما رمق جاسر الشابين بنظرة غضب زرعت الخوف في قلبيهما فهربا مسرعين من أمامه و ما أن التفت جاسر إليها ، تجمد في مكانه من شدة جمالها فكانت ترتدي فستان طويل باللون الأحمر القاني ذو حملات رفيعة و وضعت على كتفيها شال باللون الأبيض مطرز بورود صغيرة حمراء و أطلقت العنان لشعرها البني الطويل لينسدل على ظهرها واضعه القليل من مساحيق التجميل ، وظل جاسر مأخوذا بجمالها إلى أن أخجلها

جاسر: أزاي تمشي لوحدك وأنتي حلوة كده، قصدي يعني بالهدوم دي ؟
ابتسمت سلمى لكنها أشاحت بوجهها عنه حتى لا يري ابتسامتها وما أن استجمعت أنفاسها ، التفتت إليه مرة أخري
سلمى: أمال هاجي مع مين ؟!
جاسر: مع أي حد من أهلك
سلمى: ماما أتوفت وهي بتولدني وبابا أتوفي من سنتين وأختي عايشه مع جوزها بره مصر و أنا عايشه مع تيته وأكيد مش هتقدر تيجي معايا
جاسر: تاني مرة تنزلي الشارع بالمنظر ده تكلميني أجي أوصلك
سلمى: " بتعجب " أفندم !
تعجب جاسر أيضا مما قاله لها وتعجب أكثر من خوفه عليها لكنه سرعان ما وجد طريقة للخروج من الموقف

جاسر: هتدخلي ولا هتفضلي واقفه هنا تتعاكسي ؟
سلمى: أنا
لم يعطها جاسر فرصة للرد وأمسك يدها ودلف إلى القاعة وهي خلفه وما أن رآهم عمرو شعر بالسعادة تسري داخله وامتلأ قلب سعيد والد جاسر بالسعادة ثم بدأت فقرة الرقص على أنغام أغنية هادئة فضم عمرو عروسه ليرقص معها بينما طلبت ملك من محمود أن يرقص مع سلمى وذهبت هي إلى جاسر لترقص معه وبعد دقائق قليلة اقتربت ملك من سلمى وقامت بتبديل الأماكن فرقصت ملك مع محمود الذي سلم سلمى إلى جاسر وغمز له ، فبدأ الجميع يتمايل حولهم بينما ظلت سلمى واقفة أمام جاسر الذي أبتسم لها وأحاط خصرها بذراعه وأمسك يدها واضعا إياها على كتفه ثم أمسك يدها الأخرى وظلت أعينهم متعلقة ببعضهما فشعرت سلمى أن قلبها سيتوقف في أي لحظة من شدة خجلها من جاسر الذي شعر بنبضات قلبه تتسارع وهي بين أحضانه ثم رقصوا سويا على أنغام وكلمات أغنية هادئة سحرت قلبيهما
* الحياة رايحه وجايه في ابتسامة وضحكة صافيه بتبتدي ما بتنتهيش ، العيون بيحضنوني والجفون تلمس جفوني يعلموني أزاي أعيش ، حضن دافي الكون بحاله لما يأسرني في مجاله والخيال ما يكفنيش، مشتقالك نفسي أقولك أبقي شمسك و أبقي ضلك والزمان ما ينسنيش...
اه يارتني و اه ياريتك ، الحياة حلوة في بيتك لو لغيت كلمة مفيش ، عمري يجري و يجي تاني من حنانك من حناني و النهاية ما بتبتديش ، حضن دافي الكون بحاله لما يأسرني في مجاله و الخيال ما يكفنيش ، مشتقالك نفسي أقولك أبقي شمسك وأبقي ضلك والزمان ما ينسنيش *
بمجرد أن انتهت الأغنية ابتعدت سلمى عن جاسر فأبتسم على خجلها لكنه خبأ ابتسامته سريعا حتى لا يغضبها وذهب إلى خارج القاعة وظل بالخارج مدة ليست بالقليلة
سلمى: ملك أنا همشي مش هينفع أتأخر أكتر من كده
ملك: خليكي شويا وهوصلك أنا و محمود
سلمى: لا يا حبيبتي خليكوا براحتكم، أنا معايا العربية
ملك: ماشي بس أول ما توصلي كلميني
توجهت سلمى إلى خارج القاعة و رأت جاسر جالسا بالخارج شريد الذهن و حزين الوجه لكنه سرعان ما رآها و أقترب منها
جاسر: أنتي رايحة فين ؟
سلمى: هروح علشان الوقت أتأخر
جاسر: هتروحي لوحدك الساعة ١١ ونص وأنتي لابسه كده ؟
سلمى: مش هينفع أتأخر أكتر من كده و مش عايزه أتقل على ملك و محمود علشان يروحوني
جاسر: طيب أصبري هسلم على عمرو و أوصلك
سلمى: بس
جاسر: " قاطعها " قولتلك مش بحب الرغي الكتير وبعدين أنا جاي في عربية عمرو وبابا روح من ساعة يعني هتكسبي فيا ثواب و تروحيني معاكي
تركها جاسر و دخل إلى القاعة وبعد دقائق قليلة عاد و ذهب معها وما أن وصلا أمام سيارتها تعثرت قدمها وكادت أن تقع لولا أنه أحاط خصرها بذراعه فتقابلت أعينهم في نظرة طويلة ما جعل وجهها يصطبغ باللون الأحمر فاستندت إلى سيارتها وابتعدت عنه
جاسر: ههههههه لازم تشوفي حل لوشك ده
سلمى: " بخوف " إيه ده ماله وشي ؟
جاسر: وشك زي القمر بس بصراحة كل ما أتكلم معاكي يقلب أحمر
أنفجر جاسر ضاحكا بينما أزداد خجل سلمى

سلمى: طيب ممكن تبطل ضحك و تسوق أنت العربية
جاسر: أمري لله أتفضلي
ركب جاسر سيارة سلمى و جلست هي إلى جواره لكنه سرعان ما تذكر يارا فقد كانت تجلس إلى جواره وهو يقود سيارتها يوم أعترف لها بحبه فشعر بالحزن الذي لاحظته سلمى لكنها قررت أن تحترم صمته وظلوا هكذا إلى أن وصلت سلمى أمام منزلها فترجل جاسر من السيارة
سلمى: أنا متشكرة لأنك وصلتني
جاسر: أنا اللي متشكر أنك سمحتيلي أوصلك
سلمى: طيب أنا لازم أطلع
جاسر: طيب يلا أطلعي
سلمى: طيب أمشي وأنا هطلع على طول
جاسر: لا أطلعي وهفضل مستنيكي هنا لحد ما تطلعي وتشاوريلي علشان أضمن أن محدش عاكسك وأنتي بالفستان ده
سلمى: " ابتسمت " حاضر

صعدت سلمى وتوجهت مباشرتا إلى شباك غرفتها وما أن رآها جاسر أبتسم لها وهمس
جاسر: تصبحي على خير
سلمى: و أنت من أهله
لوح لها جاسر مودعا ثم قرر أن يعود إلى منزله سيرا على الأقدام وأخذ يفكر في سلمى تلك الطفلة الرقيقة والأنثى الجميلة في ذات الوقت لكنه شعر بخيانته ليارا فتملكه الحزن وبعد دقائق ليست بالقليلة وصل إلى منزله وصعد إليه مباشرتا بينما أخرج رفعت هاتفه و هاتف فارس
فارس: الو
رفعت: أسف يا باشا أني بكلمك متأخر
فارس: في أخبار جديدة ؟!
رفعت: أنا وراه من ساعة ما خرج من فرح صاحبه ورجع مصر الجديدة مع نفس البنت اللي كانت معاه في النادي و المول
فارس: أخيرا يا جاسر هتديني الفرصة اللي محتاجها
رفعت: تحب أجيبلك البنت دلوقتي يا باشا
فارس: هتجيبهإلى أكيد بس مش دلوقتي ، هخليك تجيبها في الوقت المناسب ، سيبه يتعلق بيها أكتر علشان أقدر أدمره على الأخر
رفعت: تأمرني بحاجة تانية ؟
فارس: قدامك ٢٤ ساعة وتجيبلي كل حاجة عن البنت دي ومن النهارده رجالتك هيراقبوا جاسر والبنت كمان وتغير اللي بيراقبهم كل فترة علشان ما يحسوش بيهم ، مفهوم ؟
رفعت: طلباتك أوامر يا باشا

أنهى فارس المكالمة ثم علا صوت ضحكاته
فارس: أخيرا يا سيادة الرائد
في ذات الوقت دلف جاسر إلى شقته وملامح الحزن تظهر بوضوح على وجهه وكان سعيد في انتظاره

جاسر: مساء الخير يا بابا
سعيد: مساء النور ، راجع بدري ليه الساعة لسه ١٢ ونص وأكيد الفرح لسه ما خلصش
جاسر: عادي يعني يا بابا مش لازم أفضل قاعد لأخر الفرح
سعيد: مالك يا جاسر ؟
جاسر: مفيش حاجة ، أنا مرهق شوية وحابب أرتاح بعد أذنك
تركه جاسر ودلف إلى غرفته ثم ألقى بجسده على الفراش وأخرج صورة يارا التي لا تفارق جيبه أبدا وبدأ يحادثها كما أعتاد منذ وفاتها
جاسر: أنا أسف يا يارا و عارف أن اللي حسيت بيه النهارده مكنش لازم أحس بيه و أوعدك أني هفضل على وعدي ليكي ومش هحاول أشوف سلمى تاني ولو لقيتها قدامي صدفة مش هكلمها أبدا ، وحشتيني يا يارا ، مشيتي وأخدتي روحي معاكي

نهاية وعد بداية حب - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن