【 الفصل الرابع 】

Start from the beginning
                                    

ضيق قاطع الطرق ذاك عينان بغضب و سار باتجاه الباب الخاص بها حتى يفتحه بنفسه و أثناء ذلك كان الغيظ قد تمكن من آراش فقد قاموا بسرقة الأضواء منه دون سابق إنذار و بسرعة وجه لكمه على ذقن الرجل من الأسفل و هو يصرخ : كيف تجرؤون على ذلك !!

عض الرجل على لسانه من قوة الضربة المفاجئة و سقط أرضا فيما ركض آراش بسرعة شديدة اتجاه الرجل الذي كان يمسك باب العربة و قفز عاليا ثانيا ساقه ليوجه له ضربةً بركبته على وجهه كاسرا أنفسه أنفه و قد وقع أرضا بشدة أتبعه هبوط آراش للأرض بسلام ثم تحرك من فوره و ضرب الرجلين الآخرين !

تفاجأ سائقيّ العربة من خفة حركة الملثم كنا يصفانه و قوته في الوقت ذاته ... فقد دخل في شجار مع الثلاثة المحيطين بالعربة حتى أسقطهم و قد أغمي عليهم دون أن يستخدم أي أسلحة و بأقل عدد ضربات و مع ذلك لم يسقط اللثام من على وجهه !

و حال إطاحته بالرجل الرابع الذي كان يقف أمام الحصانين المسؤولين عن جر العربة أخذ ينفض يديه ببعضهما في غضب واضح : تبا لهم لست في مزاج لكي أخوض شجارا كهذا في مثل هذا الوقت !

ثم حرك بصره لسائقيّ العربة بانزعاج ليقول أحدهما : أنت مذهل أيها الشاب ... شكرا لك حقا على تحذيرنا و من ثم إنقاذنا !

زفر بملل و لم يرد أن يحطم صورة البطل الذي انقذهم من أعينهما ... فهو في الحقيقة لم يفعل كل هذا إلا لكون هؤلاء الرجال الحمقى قد خطفوا دور "قاطع الطرق" منه و قبل أن يتحدث قال أحدهما مشيرا للأمام بتحذير : أيها الشاب !

تعجب آراش مما قاله و بسرعة التفت خلفه ليجد الرجل الذي أمسك بكتفه في البداية قد أخرج سيفه و ركض نحوه بسرعة ليضربه فقال بضجر : يا إلهي يبدو أن علي التعامل بشكل جاد مع هذا المتوحش !

كاد أن يجرحه بالسيف لكن آراش تفادى الضربة بخفة و مرونة و كلما حاول النيل منه و توجيه ضربه نحوه كان يتفادها بسهولة حتى استطاع توجيه لكمة سريعة و قوية للغاية على عينه جعلته يصرخ بألم شديد و ترك السيف مرغما فاللكمة كانت مفاجئة له ..

التقط آراش السيف بيده اليمنى و وجهه نحو عنق الرجل و قال بنبرة تهديد تدل على جديته في حديثه : ارحل حالا و إلا قتلتك !

كانت نظراته غير معهودة لشاب في مثل عمره و ذلك فاجأ صاحبيّ العربة و حينما لم يتحرك الرجل و يبتعد غرز طرف السكين على عنقه و باتت دماءه الحمراء تسيل على صدره و نطق بصوته الجامد : أنا جاد فيما أقول !

حينها اضطر الرجل للرحيل فيما ظل آراش يلوح بالسيف و قد زالت تلك النظرات من على وجهه و استبدلها بنظرات الإعجاب بالسيف و هو يقول في سرور : جميل ... يبدو أنني حصلت على شيء جميل !

سنمّار درع لينورWhere stories live. Discover now