الشيطان ثالثنا

ابدأ من البداية
                                    

استمع له بصدمة لتتبدل ملامحه للقهر ويقول:
"هذا يعني بأنك لن تقف بوجهه إن أراد أن يتزوجها سيد سامح"

ابتسم سامح بسخرية ليقول:
"أنا لا شأن لي إن كان ابني يراها الزوجة المثالية له فأنا لن أتدخل به ولا داعي لتدخلك يا ناصر حتى وإن كانت طليقتك فأنت لا شأن لك هل سمعت"

أغمض عيناه بقوة ليهم بالتحدث ولكن سامح أغلق الهاتف بوجهه، ثواني من الشرود ليتحول هذا الشاب الهادئ إلى شاب مجنون ويبدأ بتحطيم كل مايراه أمامه مخرجاً من قلبه حرقته وقهره وحزنه وانفعاله.

------

بينما من الجهة الأخرى
سامح الذي أغلق الهاتف بغضب لم يعجبه كلام ناصر ولم يعجبه تدخله، هذا الشاب حقاً أصبح بحالة جنون وعدم إتزان، أساساً كلما أتت سيرة حنين يصبح كالمجنون فليس شيء جديد على سامح أن يسمع صراخه وانفعاله ولكن الشيء الجديد هو أن ابنه يريد حنين زوجة له، حسناً ناصر ليس متأكد من كلامه لذلك لن يفكر بالأمر إلا عندما يسمع من إياس نفسه عندها سيرى ما هو فاعل مع اثناهما، ظل واقفاً بمكانه ووجهه غاضب بشدة لتأتيه سارة وتضع يديها على كتفيه وتهمس له:

"ما به حبيبي؟ من أغضبه"

حالما شعر بيدها على كتفيه وسمع كلامها حتى ابتسم واستدار لها ليحاوط خصرها ويقربها إليه ليقبلها قبلة عميقة جعلتها تبادله على الفور وتذوب بين يديه، لم يجيبها على سؤالها وهي لم تنتظر منه أن يتحدث، لقد اختصر عليها وعلى نفسه وامتلك وردتيها ليذوب بها ويدعها تذوب به أكثر ناسياً لما كان غاضباً وناسياً الدنيا بامتلاك شفتيها ليصلان إلى ما هو أكثر من القبلات.

______________________

وبينما كان إياس يقود كالمجنون وبسرعة كبيرة، كان يفكر كيف سيعلم بحقيقة حنين، هو حقاً ليس لديه الجرأة لكي يسألها مرة ثانية عن قصتها لذلك لم يتبقى له سوى شخص واحد ألا وهو خاله راغب، عزم على معرفة قصتها وسيعلم ماهي مهما كلفه الأمر ومن ثم سيطلب منها الزواج داعياً لربه أن توافق.

------

وفي المنزل وقبل وصول إياس
بحيث كان راغب جالساً في الصالة والأفكار تتضارب بعقله، للصراحة لم يكن قلقاً ولكنه كان منتظراً ردها على أحر من الجمر، ففي ذلك اليوم وتحديداً عندما طلب يد تمارة ابتسم الجميع باتساع أولاً على حال راغب وثانياً بسبب فرحتهم لتمارة، في يومها سالم سمح لتمارة وراغب أن يجلسان بمفردهما قليلاً ليعلم راغب ما رأي تمارة بالفكرة وبالفعل هذا ماحدث.

وبينما كانا جالسان في الصالة بمفردهما لم تكن تمارة متوترة أو قلقة كانت جالسة بكل أريحية وهي تنظر لراغب، بينما راغب كان جالساً بتوتر ولا يعلم كيف سيبدأ بالحديث معها، هو ليس متوتراً لإنه خائف من مجالستها على العكس تماماً فهو يكاد يطير من الفرح إذ أن تمارة أعطته فرصة وهي جالسة معه لأول مرة في حياتها وبمفردهما.
لا تظنوا بأن السيد راغب من النوع الذي يخاف أو الذي يخجل على العكس فهو من أكثر الرجال جرأة وانحراف أيضاً، ولكن هذه المرأة قادرة أن تفعل به العجائب وقادرة أن تجعله كالخاتم بإصبعها بمجرد كلمة منها.

أحببت حبيبة ابنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن