22(ذكرى حزينة)

3K 90 8
                                    


تزينت الدار بزينة الاحتفال بمناسبة عيد ميلاد ذكرى، كان عدد قليل من الدراري مجموعين كيشطحو على انغام اناشيد للأطفال، ذكرى وختها لابسين فساتين الأميرات فنفس اللون الوردي الفاتح.

كان عمر شاد ذكرى بين يده فحين ليلى دخلت بالطرطة للي كان فوق منها شمعة وحدة. حطتها فوق الطابلة للي دغيا تجمعوا عليها الدراري وهو يتسمع الصونيط ديال الدار، تمشت بالخف باش تفتح وهي عارفة شكون الضيف.

فتحت الباب ودخلت هاجر هازة فيديها ولدها الصغير، سلمت عليها ليلى بالوجه وكحزت لها باش تدخل وهاجر كتقول:
_ياكما تعطلت عليكم بعدا؟

_لا لا جيتي فوقتك باقي ماقطعنا الحلوة...
هزت ليلى ولد هاجر للي ضحك لها وبادلاته وهي كتبوسو حتى وصلت لصالون مع هاجر، سلمت هي على عمر وباست البنات وعطات لذكرى الكادو وجلست...

_سنة حلوة يا جميل..سنة حلوة يا جميل سنة حلوة سنة حلوة.. سنة حلوة يا ذكرى..

غناو الأغنية وقربت أريج مع ذكرى باش تعاون ختها فإطفاء اول شمعة فحياتها، صفقو الضيوف الصغار وقطعت ليلى الحلوة ووزعتها عليهم كاملين فجو احتفالي بامتياز.
***

كانوا خرجوا الضياف وبقاو غير افراد العائلة مع بعضهم، عاونت زهور ليلى فجميع الروينة والكوزينة ومشات حتى هي لدارها.

دخل عمر لصالون فين كانت ليلى كتدهن لذكرى راسها بالزيت، تكا قبالتها على الأريكة وقال:
_أريج غير حطت راسها على المخذة وهي تغيب، باين لي هي دوزت نهار حافل.

تبسمت ليلى وهي كتاخذ يد ذكرى باش تدههنا حتى هي وجاوباته:
_كن شفتي شحال كانت متحمسة اليوم، كانت باغا تعاونا فكلشي فالعجينة وفالعاصير وفكلشي، حتى من الطارطة كانت باغانا نصاوبوها باش هي زعما تزوقها كن ماعولتي تجيبها.

تبسم عمر ابتسامة خفيفة وهو ساهي مع ذكرى، كلام ليلى خلاه يتفكر شي ذكريات قدام لأريج وذكرى. ذكريات شاركهم مع ليلى ملي قال:
_نهار للي عرفت فيه أريج بلي غيولي عندها اخ أو اخت فرحت بزاف... من حماسها بكات وطلبت منا نجيبوه لدار ذاك النهار! وواخا قلنا لها بلي ماماها ماغتولد حتى تدوز شي شهور كانت فكل نهار تفيق فيه كتطل عليها باش تشوف واش ولدت ولا باقي..

لحظت ليلى ان ابتسامة عمر تلاشت فمرة وهو باقي ساهي مع ذكرى، بقات ساكتة هي كتابع اش كدير حتى سمعت عمر كيكمل بنبرة بها لمسة صغيرة من الحزن:
_النهار للي تولدت فيه ذكرى كان اصعب نهار بالنسبة لينا، ماحيلتي لأريج للي كان عقلها ماغيستوعبش الشيء للي وقع، كيفاش غتسوعب وأنا براسي كان صعيب بالنسبة لي نصدق ان غفران كانت ماتت!

تهز قلبها مع جملته الاخيرة وتجمدت فبلاصتها كتشوف فيه وهو كيهدر بهدوء، هز عينه فيها وكمل كأنه باغي يعاود لها على ذيك المرحلة الأليمة:
_فرحتها بختها ماكملتش ملي عرفت ان ماماها غتخليها وللأبد... كانت رافضة تيق وكانت كتبكي وتقول لي غير نرجع ذكرى عند ربي ونجيب لها ماماها..

نبض الحب (بالدارجة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن