الفصل الأخير

450 16 1
                                    


آفاقت لتجد نفسها في الفستان الابيض مع رجل غريب فاقده القدره علي استيعاب من هو بسبب الصدمه الاولي........

سامح: مش هنخلع الفستان ده بقي ؟!"

ساره: هو انا هخلعه وانت هنا!!!!"

سامح: اه طبعا هساعدك

ساره: اطلع بره

"!!!!"

"اطلع بره"

قالتها وهي تدفعه خارج الغرفه بعنف كان أقوي منها وهي أقصر منه وقف قبالتها يطلق البسمات من عيناه الجريئه لاندفاعها وطريقتها التي تفتقر للرقه في التعبير عن الحياء.

أخذ البيجاما الحرير من الدولاب وخرج وهو يرمقها بعين ساخره.

جلست علي طرف السرير بفستانها الضخم تستعيد ما حدث في الشهر الماضي ، كانت تسمع صوت الماء يتدفق في الحمام المقابل لغرفتها ........

انتهت الامتحانات و وودعت حمزه في اخر يوم لها قبل الاجازه ، مرت عليها ايام بتقلبات مزاجيه عكرت صفو حياتها ، لكن مشاغل البيت الجديد لم تتركها لدوامات الافكار ،كانت تخرج مع امها لتشتري حاجاتها ، ثم تذهب مع سامح لتجهيز ما تبقي مع مهندس الديكور، جلست تتأمل الغرفه الفخمه ذات الالوان الذهبيه والطلاء الابيض والستائر الحريريه الناعمه ....

وسألت نفسها هل هي سعيده بكل هذا ؟

لم ترد عليها نفسها بنفي او إيجاب

كانت تحاول ان تستوعب ما سيحدث بعد قليل في هذه الغرفه ، انها لم تتعامل مع هذا الرجل اي معامله عاطفيه او رومانسيه ، اكتشفت انه لم يعبر عن حبه لها يوما ، لم يذيقها طعم الغزل او يحاول ان يستميل قلبها....

فذهبت بخيالها الاحمق لحمزه

كان مفتول الجسد وسيم الوجهه وعندما يوجه لها الكلمات تذوب من حلاوه ما يخرج من فاه...

كاد يكسر ضلوعها بأحضانه وتذوب من عنف شفتاه ....

وزوجها هذا مترهل وعجوز وان كان شابا.... . بكت وهي تخلع عنها فستانها العملاق في خوف .

وهنا سمعت صوت الماء يتوقف فأخرجت ستره حريريه شدتها علي جسدها وفتحت الدولاب لتخرج شئ ترتديه بعد الاستحمام .

مدت يدها واخرجت بيجاما قطنيه وانتظرت لتسمع صوت زوجها هل ما زال في الحمام

إطمئنت لما اختفي الصوت .....

ودخلت لتتحمم....

وعندما انتهت ارتدت البيجاما ووقفت امام المرآه تسأل نفسها..لماذا لا ارضي وكل شئ كان بإختياري ؟

ما ذنب هذا الرجل الذي اخونه بالتفكير في غيره

وهو اول يوم لي معه في بيته الذي اشتراه من اجلي

واختارني من بين كل البنات لاصون عرضه واعمر بيته

قالت لنفسها بعد ان وجدت داخلها ازدحام ورهبه وخوف

"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

فتوضأت ودخلت غرفتها تتسلل ،تبحث عن شئ يستر ها لتصلي فيه ......وعندما وجدته خرجت لزوجها وهي تشم رائحه دخان في بهوالبيت الجديد.

"إيه ده يا سامح انت بتدخن؟!"

"انتي ايه اللي لابساه ده ؟؟ "

كانت عيناه ساخره هو يوجهه لها الكلام كمن نفذ صبره

"ده اسدال!"

"انتي عارفه انك عروسه صح؟!

.....هي مامي مقالتلكيش هتلبسي ايه الليله؟"

"لا قالت بس انا كنت هصلي الاول ،فين القبله ؟؟

"مينفعش الصلاه تتأجل ، عايزين نقعد مع بعض شويه "

"لا يا سامح مينفعش

عايزه اصلي دلوقتي وانت هتصلي بيا ، دي الطريقه اللي هبدأ حياتي معاك بيها "

فتحولت نظره السخريه الي تعجب وقام الرجل يفعل ما أمرت به في هدوء.......

توضأ ووقف بها إمام وعندما انتهت الصلاه انتهت معاها كل المشاعر السلبيه والحزن...

قامت معه للغرفه هوينا.....

لم تكن اسعد لحظات حياتها كانت تتمني ان تسمع منه كلمات الحب والغزل ، ولم يكن الرجل جيدا فيها.

فقط تأكد من برأتها وإطمئن قلبه ، و نامت باكيه وهو  يهدهدها بلطف حتي غرقت في سبات و حاول بصعوبه  تمالك نفسه حتي الصباح .....

مر الوقت بأيامه وشهوره

عاشت معه وفهمته، كان بينهم تناغم وترابط

كانت تتدلل عليه فيعطيها ما شاءت ، وتخطئ فيعاقبها

اعتادت سيطرته و صمته عن حلو الكلام

كفاها بعقله واتزانه، عن التفكير في سواه

عندما تعد طعام شهي يشكرها

وان اثقل عليها يثني صبرها

وان عاقبها بشده يحتويها ويطببها

وفي كل ليله عندما يسكن إليها يسألها هل انت سعيده؟

فتجيب بنعم ، كان سؤاله يغنيها

كان سامح مسيطر علي حياتها بأسلوبه ، ولم تكن إلا لترضي ، لانه كان يكفيها عن عالمها واطيافه الخادعه.....

عاشت ايامها ترجوه ان يعيش معها سعيدا

كما كان يرجوها ان تخضع لسيطرته التي لطالما ارحت نفسها المتمرده للخضوع لها.......

..................تمت................

 بقلم ه.أ.م

"ساره"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن