الفصل الخامس عشر

265 10 0
                                    


وما الحب إلا ويل يضاهي قسوه الدنيا

غربه يعيشها المحب آلما وقهر،ليل يمر كما تمر حمم البراكين الملتهبه علي الارض تشقها وتدمرها، تحولها صخرا شديدا لا مبالي....

عادت ساره لدراستها و وجهها البرئ انطفئت فيه الحياه..... تمر علي ايام حياتها مرور المتصوفين، لا تبتغي منها سوي الحب لشخص غير مناسب فبات عقابا لا مفر منه......

لكن كرامتها وغرورها كانا اكبر من اي شئ فلم تتنازل بسهوله، كانت تجتنب الطريق الذي سيمر فيه وتقضي وقتها في قاعه المحاضرات ...... تختبئ في اصدقاءها وهي في طريق الخروج ، باتت تتمني ان تراه ،تلمح طيفه خارج احلامها التي تعشقه وتكرهه فيها من كل ذره في قلبها......

لكنها اختارت ان تكون صلبه ...تجعله يتيقن نها لا تتنازل بسهوله .

مرت الايام تكرر نفسها في سخافه تنتظر فيها ان يحدث اي جديد يرتبط به ......

لم تراه ولم تسمع عنه ، اصبحت تقضي وقتها مع نفسها في فعل كل الاشياء التي تساعدها علي الانشغال عنه، وعندما يأتيها الليل تنهار فيه ذكريات وتمني.

كانت تجتهد بقدر الامكان في دراستها ، وفعلت ما استطاعت في الاختبارات.

وقضت إجازه الصيف وحيده تعاند نفسها فيه ، كان بعده المفاجئ بعد هروبها المفاجئ كفيل ان يكسر فيها شئ يربطها به، وان كان حبه في قلبها مازال قائما

............................

استعادت نفسها شئ فشئ خرجت وتسوقت واشترت الملابس والعطور ووقفت امام المرآه تبحث عن روحها التي هجرتها من شهور.

وعندما فاتحتها امها في امر "العريس" صديق اخوها محمود بكت قليلا ثم وافقت بعد ان قالت لها الام

"يا بنتي ده الراجل اللي قلبي يطمن عليكي وانت في بيته،ابن اصول ومحترم ،انامكنتش عايزه ليكي غير زوج صالح واهوه دعايا استجاب متكسريش خاطر نفسك بس عشان انتي مش متأكده انتي عايزه ايه "

كانت موافقتها اشبه بموافقه من يخاف شك الابر فيخبروه ان جسده مصاب بورم ولابد من شق بطنه بمشرط فيوافق وهو مرتاع ومضطر.

جهزتها امها للقائها معه ،كان هذا في وجود محمود بدون زوجته بناء على رغبة الام والابنه،وكان ابيها متحمس وتبدوا عليه البهجه......

هذا ما جعل ساره ترتعب ،لا مكان للفرار منهم ومن رغبتهم الملحه في تزويجها لهذا الرجل الذي طرق بابهم مرتين .

دخلت ساره علي الضيف المنتظر تحمل الحلوي والشاي ،وضعتهم. امامهم دون ان تقدم له الضيافه في يداه كما اعتادت اصول الشياكه،وطلب منها ابوها الجلوس فجلست ، وعيناها للارض وعقلها في السماء البعيده قرب طيف الحبيب تشتكي له منه ،وتسأله لماذا لا تكون انت من يجلس معانا هذه الجلسه،

رفعت عيناها ونظرت للرجل. الذي كان يتكلم مع ابيها. بصوت هادئ بارد وجذاب .......

يبدوا اكبر من عمره،

وله ترهل بسيط ينذر بوجود كرش كبير في المستقبل القريب.

كان ممتلئ الوجهه طويل القامه ، كأنه من نسل الاتراك ببياض وجهه و شعره العسلي،يرتدي بذله وكرفت ،يبدوا انيقا ......وهي تتأمله في بلاهه ارعبها حين التقت عيناهم ،رأت بعيناه ابتسامه .

كانت عيناه تتكلم نيابه عن لسانه،عيناه تبتسم وتسخر وتشهر سلاحها الاقوي وتطلق الكلمات واللكمات والنيران.........

عيناه تلمع وينطلق منها الذكاء والتحدي.......

قال لها عقلها يبدوا مناسب ،رجل وسيم وله وظيفه متميزه واهلها يباركونه ......

وقال لها قلبها ان اخترتيه ستخونينه كل يوم مع طيف حبيبك الخائن....

وقالت لنفسها.... رفضني حمزه فقررت ان اكون اخير ممن يختار ،وسأكون مع رجل افضل منه.....

ونظرت إليه فوجدته افضل منه وان تمزق قلبها في تلك المقارنه......

يتبع

"ساره"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن