الفصل التاسع عشر

279 9 0
                                    

بدأ سامح مخاطبه شئ مجهول داخل الفتاه، كان يأمرها فتكون ما يريد، فارق العمر بينهم جعله رفيق بها وجعلها تخضع له في رويه.

كانت تشعر بإنجذاب تجاهه كلما اقترب منها بكلمه او بأمر ، مطالبه غريبه لكنها لطالما ارتاحت لتلبيتها

لا تغيري عطرك كل مره ....

اريد ان اراك في الفستان الاسود

لا تقصي شعرك ابدا قبل الزفاف

اصنعي لي قهوه بيداك

اخفضي وزنك

تحتاجين مكملات غذائيه لانك ضعيفه

هكذا كان أمره

أمره انه يهتم بأمرها ، يهتم بتفاصيل حياتها دون الخوض في خصوصيه تؤرقها

هو متزن وحنون وراقي ، يعاملها معامله ابويه جعلتها تشعر بإفتقاده كلما ابتعد ، لم تحبه لكنها تحتاجه لحاجه في نفسها لا درايه لها بها.

تخضع له بسلاله دون مبرر.

كانت تذهب الجامعه وتري حمزه يلاحقها في كل خطوه يقف كالتمثال امامها ثابت العينين جامد المشهد ، ما عادت تخطوا خطوه إلا وهو خلفها كظلها

.........

تخرج من الجامعه اغلب الوقت فتجد سامح بإنتظارها يأخذها لشراء بعض الاغراض ، وترتيب شقتهم

،تكوين البيت الجديد يؤرقها فما عادت تلتفت لهذا ولا ذاك. فقط تمضي للامام من اجل التقدم بحياتها.

وعندما تفيق مكنوناتها من الغيبه ، تجد نفسها احبت و جرح قلبها ، ثم هجرها الحبيب ثم عاد اليها فهجرته ثم اصبحت مع رجل تخطي الثلاثين من عمره ويبدوا في الاربعين .

وتجد نفسها ترتب حالها علي الخروج من بيت ابيها وترك امها وغرفتها وايامها السعيده والحزينه والمضي قدما في بيت ذاك الغريب.

كانت معه ترتب بعض الاشياء في شقته وقف معها في غرفه نومهم المستقبليه فإقترب منها وكاد يقبل وجهها وضمها بين ذراعيه ، تعجبت من نفسها انها استقبلت اقترابه ببرود لا نفور ولا خوف ولا حتي اشتياق .

وازداد عجبها عندما اكتفي بكسر حاجز المسافه بينهم و اخترقت عيناه الجريئه عيناها وشفتاها .

فعل فعلته بعيناه لا بجسده .

اقترب واخذ ينظر عن قرب لتفاصيل وجهها وامتدت يده تتحسس وجهها في شغف ولين.....

كانت تشعر بإضطرابه و سرعه دقات قلبه .

ورأت عليه ما رأت من قبل علي حمزه وشعرت ان ما رأته يعني اشتياق جارف ورغبه ملحه ....

لكنه اكثر ثباتا ...اكثر حكمه ... لم يندفع عليها ولم يستسلم لما في صدره وما كانت تعلمه هي تمام العلم ..

تحيرت في أمره ...أليس رجلا ؟؟؟

لماذا لم يقبلني؟

تسارعت الافكار والاسئله ، ووجدت نفسها تهفوا لقبله ، كانت تتمني ان تكون قبلتها الاولي مع ذاك الشخص فبعد تأمل مطول في الاحداث التي مرت بها مع حمزه شعرت بالاهانه والخزي من نفسها وأخذت تبصق في كل ركن في غرفتها ...تبقص وكأنها تريد ان تتقيئ قبلاتها الاولي مع حمزه.... إنه فضل ان يعاشر المطلقه العاهره علي ان يخطبها لتكون حلاله.

فضل ان يطعمها قبلتها الاولي سرقه وعار ...علي ان يجعل منها زوجه شريفه في بيته ..

والان هي مع ذاك الشخص الذي يبدوا انه من بقايا نسل الاتراك في مصر ، وستتزوجه .

لا تشتهيه ، انها تشتهي قبله منه .

كيف تشتهي قبلته ان كانت لا تحبه ؟

وكيف لا تحبه وهي تشتهي قبله ؟

سهرت تلك الليله تحاكيه في الهاتف تبحث فيه عن شئ يجعلها تقول لنفسها انها تحبه .

لم تجد فيه سوي انه رجل

رجل يحبها ، ويخاف ان يقبلها رغم اتاحه الظروف ،رغم انها لم تكن لتمانع.

رجل يشتري لها هدايا ، ويقول لها لا تحزني لاني لا اجيد كلمات الغزل ، رجل راقي يعرف متي يكلمها ومتي يزورها ومتي تكون سعيده فيضحك معها ومتي تكون مشتته فيلملم عنها بقايا الافكار .

رجل يأمرها فتجيب ، ويسودها فتخضع

وتسعد بوجوده .....

انه رجل .....رجل بمعني الكلمه.

ينقصها شئ واحد فقط لتحبه وتقولها لنفسها وله بصوت عالي ، ان تكف عن المقارنه

بينه وبين حبيبها الاول....

ان تكف عن البحث في قلبها عن احساسها بحمزه في اول قصتها معه ، واحساسها به من يوم ارتباطهم للان

كأنها احبت توجهه قلبها إليه كلما اتاحت الفرصه ..رغم ان العقل يرفضه رفضا تام ..

ورغم ذاك الاحساس اللاواعي الذي يدفعها لترضي خطيبها وتحسن علاقتها به ..

كانت تعلم داءها .

وكانت تعلم مكان الطبيب والدواء .............

ذهبت الجامعه في اليوم التالي وهي منهكه من النوم القليل والعمل الكثير......

وقفت مع صديقاتها ترتب المحاضرات وتسألهم عن المحال وادوات الزينه ومستلزمات البيت الجديد ..

و صديقاتها يعلمن انه شئ كان بينها وبين حمزه في العام الماضي...

لكن فضولهم جعلهم يتسألون فيما بينهم لماذا يلاحقها في كل مكان .....

سألتها احداهن

"هو الولد اللي واقف هناك ده ماشي وراكي في كل حته ليه؟!!"

فردت عليها ساره بتعجب مصتنع

"اي ولد؟!"

"ابوا عضلات وسجده في راسه "

فقالت والتهكم يملئها

"اه تقصدي ده "

وأشارت بيدها عليه وهو واقف يشعر ان كلامهم ونظراتهم مواجهه له

وقالت بصوت عالي ضاحك

"ده البودي جارد بتاعي"

.........

يتبع

"ساره"Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin