الفصل الرابع عشر

273 11 0
                                    


ما اقسي هذا العالم يعطي السيئون ما يحلو لهم ويمنع عن الشرفاء حقوقهم.

كانت تعاني لايام من قسوه ما سمعت تلك الليله استمر حالها يزداد سوءا فقدت شهيتها فقدت نصف وزنها واعتكفت في غرفتها تصلي وتبكي واهملت درستها، كانت تعاني قلبها مرضا انتشر في جسدها رويدا فابطئ الحياه فيه وكست التعاسه وجهها وجسدها ........

ظنت امها ان ما في ابنتها حاله عشق ، وارادت التنفيس عنها بعد أن تيقنت منها ذلك بسؤالها....وصمت ساره عند الاجابه فارسلتها لاخوها الاوسط في الاسكندريه ....فهو حنون ومتزوج من شابه لطيفه المجلس ، وهما الاثنان طبيبان وقد يساعدها بشكل او بأخر وان لم ينفع اخته لن يضرها.....

كانت ساره توقفت عن استعمال هاتفها وعن دخول الجامعه...لم تتصور نفسها تعود اليه او تكلمه او تعاتبه او حتي تصحح له رؤيته عنها بأنها قد تتنازل عن شرفها من اجل حبه او تخضع له يوما ....

كانت تتمني ان تقول له انها تعشقه حقا لكنها لن تجعل من نفسها رخيصه بسببه.....

وان عشقها له هدف سامي تسميه بزواج وتخرج منه باولاد تنجبهم من حبيبها وبيت وكيان سعيد ناتج عن قصه حب.....

لانها غاليه ..........

لكنها اكتفت بالصمت والبعد وليس لهذا السبب فقط وانما لانه خانها وخان اهله وثقتهم فيه ، لم يحبها يوما فالحب دافع قوي يدفعنا للحياه بشرف واخلاق لا لانحدار وتدني

جمعت حقيبتها وتوجهت الي الاسكندريه مع امها .....

،كانت الضيفه العاشقه اشبه بالعابد الزاهد عن كل شيء،لم تغادر غرفه الضيافه الا للحمام ولم تطلب من زوجه اخيها شربه ماء،كانت صائمه عن الكلام والعمل.

بات اخوها يدفعها للخروج معه في اوقات العطله كانت تأبي في البدايه ثم بدأت تستشعر من نفسها الصلافه في معاملتها لهم.

فخرجت مع فريده زوجه اخيها بضع مرات، وكانت تتكلم معاها وتحاكيها وكأنها علي علم بداءها ، وفي يوم من الايام دخلت علي ساره غرفتها وجدتها تبكي في صلاتها فإنتظرت حتي انهت الصلاه ، واحضرت لها كوبا من الليمون وتوسلت لها ان تشربه ،كانت تربت عليها بحنان فإنفجرت ساره من البكاء في حضنها فتركتها تبكي وهي تواسيها وتطلب منها الاستعانه بالله في ضيقها وتدعوا لها من القلب.

شعرت ساره بالراحه تجاه فريده ،فحكت لها كل ما يضيق به صدرها واستمعت لها زوجه الاخ بصبر وحكمه

وعندما انتهت قالت لها " ان الله اذا احب عبدا ابتلاه،انت دلوقتي في اختبار ،يا تكوني اد التعب وتغلبيه يا تسيبيه يغلبك، اما عن حمزه فله الله الزني شئ ربنا يحاسب العبد عليه دنيا وآخرة، ربنا يغفر له ويسترك ،احمدي ربنا يا ساره ان اللي حصل حصل وانتي علي سليمه مصبكيش شئ ،واذا كان علي قلبك فالايام بتداوي،والدنيا مبتقفش علي راجل"

كانت تحكي لها الحكايا عن فتيات تعرفهم من تزوجت بعد حب سنين وعاشت تعيسه ،ومن تزوجت حب عمرها وخانها ،ومن تزوجت رجل لا تعرفه ولا تحبه واسعدها ....

كلامها كان بمثابه بلسم للجروح.....

وبدأت. يطيب خاطرها وتشعر بالتحسن وان كان. الجرح غائر بدأت تأكل الطعام وتذهب مع زوجه اخيها للسوق وجدت فيها الصديق الحكيم....

يوما ما اهدتها فريده كتاب اسمه"لاتحزن"

جلست عليه الفتاه يوما وليله وعندما انهته حضنت فريده بقوه وقالت لها"الكتاب ده فوقني جدا،انا صحيح لسه مش قادره ابعده عن تفكيري بس علي الاقل قلبي مليان طاقه ايجابيه وعندي استعداد ارضي واعيش ،انا لازم ارجع الجامعه "

فريده :هتعملي ايه لو شفتيه هناك تاني؟

ساره:هغض بصري عنه.

يتبع

"ساره"Where stories live. Discover now