أرادت جيداء فقط أن تصل إلى سارة التي كانت محتمية بخديجة ولكنها لم تستطع علماً بأنها تريد أن تضرب سارة فقط وليس خديجة لإنها إن حدث ومدت يدها على خديجة تعلم جيداً بأنه سيكون خراباً لبيتها، تطلعت حولها لتقع عيناها على فازة صغيرة، أمسكتها بيدها وقامت برميها لناحية سارة حالما ابتعدت خديجة عن سارة قليلاً لتصيبها برأسها، صرخت سارة بأعلى صوتها ووضعت يدها مكان الضربة لترى الدماء تنزف من رأسها، توجه الجميع لها ماعدا جيداء التي كانت تنظر لها بتشفي ومع هذا كله شعرت بأنها لم تفعل شيئاً بعد، لم يستطع سامح أن يتحمل منظرها وهي غارقة بالدماء، آلمه قلبه كثيراً على محبوبته الصغيرة ليصرخ بهم بصوته الجهوري:

"ابتعدوا عنهاااا"

جفل الجميع من صراخه وابتعدوا عنها جميعاً ليحملها بين يديه ويتوجه بها فوراً إلى أقرب مستشفى وكانت برفقته خديجة.
دقائق ووصل بها إلى المستشفى ليصرخ بالأطباء بغضب ومن ثم أدخلوها إلى الغرفة، ظل سامح واقفاً في الخارج منتظراً أي أحد ليخرج ويطمئنه عنها وعلامات القلق والحزن بادية على وجهه كما أن عيناه كانت مترقرقة بالدموع ويبتلع ريقه بين الحين والآخر، بينما خديحة كانت تقف أمام أخيها وهي تنظر لحالته بحزن وتتنهد بقلق مخافة على سارة فهي حقاً حزينة عليها جداً وقلقة بشأنها أيضاً، مرت ربع ساعة وسامح وخديجة جالسان على أعصابهما، سامح كان جالساً وواضعاً يديه على رأسه ومغمضاً عينيه بقوة وخديجة كانت تأخذ الرواق ذهاباً وإياباً، خرج الطبيب لينتفض الاثنان ويتحدث سامح بقلق ظاهر عليه:

"كيف حالها هل هي بخير ماذا حدث لها"

ابتسم الطبيب ليقول:
"لا تقلق مجرد جرح سطحي وقد قمنا بخياطته ولا يوجد أي خطر عليها اطمئنوا"

تنهد سامح براحة وكأن نيران وانطفئت بداخله كما أن خديجة حالما سمعت بجملة الطبيب حتى ابتسمت براحة وطبطبت بخفة على كتف سامح.

ثواني ودخل سامح إليها ليراها ممددة على السرير وهي واضعة يديها على رأسها ومعالم وجهها منكمشة، انتبهت عندما دخل عليها بوجه جامد لتناظره بكره شديد ومن ثم أشاحت بوجهها عنه، اقترب ليجلس على الكرسي ويمسك بيدها الصغيرة ويقول:

"كيف حالكِ الآن"

نترت يدها من يده لتتنهد بحدة ومن ثم هبطت دموعها بقهر لتقول:
"كله بسببك كل ماحدث بسببك أنت، لم أكن أتوقع بأن حياتي ستصبح مظلمة ومخيفة بهذا الشكل لإنك أنت موجود بها"

نظر لها بجمود ومن ثم ابتسم بسخرية ليقول:
"لن تحصّلين شيء من كرهكِ لي سوى الألم والمعاناة لذلك كوني معي بكامل إرادتكِ وعندها ستكونين بخير"

أحببت حبيبة ابنيWhere stories live. Discover now